الرئيسية › منتديات › مجلس شؤون العائلة › فترة الخطوبة حقل للالغام؟
- This topic has رديّن, مشاركَين, and was last updated قبل 17 سنة، 11 شهر by man10.
-
الكاتبالمشاركات
-
16 يناير، 2007 الساعة 6:19 ص #65641man10مشارك
يا فرحة ما تمت ، ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا، أريد أن أنتقم منه،لقد ضحك علي وسرق مني أعز ما أملك، إنها عذريتي، أنني أفكر بالانتحار،لا أدري هل أخبر أهلي بما حصل أم لا؟! الحل الوحيد أن لا أوافق على الزواج بعد اليوم لئلا ينكشف سري ويفتضح أمري، هل إذا ذهبت الى طبيبة النساء لإجراء عملية لترقيع ما تمزق يعتبر غشا لمن سيكون زوجي في المستقبل؟!
هذه العبارات وغيرها كتبت بدم القلب، وبدموع العين، أو سمعت عبر الهاتف من صوت تخنقه العبرات وتقطعه الزفرات وتغلب عليه الآهات.
إنها كتابات ومحادثات من ذهبت سكرتهن وجاءت فكرتهن من الفتيات اللائي يلقين بأنفسهن في مهاوي الردى عبر عدم الالتزام بضوابط الشرع وحدود الدين فينفتحن في العلاقة والجلسات بينهن وبين خاطبيهن ليصل الأمر بعد ذلك للوقوع فيما حرم الله سبحانه، ثم لا تطول المدة واذا بالظروف تتغير وبأحداث تطرأ واذا بالخطبة تفسخ اما بسببها أو بسبب خطيبها أو بسبب علاقة أهلهما ببعضهم البعض حيث سوء التفاهم وانعدام المودة يقود الى الالتزام بفسخ الخطوبة أو فض العقد.
وعند ذلك تكون الصدمة الكبرى، وتتبدد الأحلام وتتكشف الأوهام وتعيش فتاتنا في طوفان من الكوابيس تتجاذبها فمنهن من تتصرف بطريقة خاطئة ، ومنهن من تعرض قضيتها على مجلات وصحف وعناوين تظن أنها ستجد عندها الحلول المناسبة تعنون رسالتها مرة باسم (الوردة الذابلة) ومرة باسم( مكسورة الجناح) ومرة باسم ( المعذبة من بلاد الله الواسعة) ومرة باسم ( العصفورة الحزينة) وتجهل أن قصتها هذه ستكون مادة إثارة وجذب لتسويق وبيع تلك المجلة أو الصحيفة، حيث لن تجد الحل لأن نفس تلك المجلات والصحف هي التي شجعتها وزينت لها مفاهيم الحرية والاختلاط والسخرية من الضوابط الشرعية والمفاهيم الدينية ومكارم العادات والتقاليد.
ومنهن من يحالفهن الحظ أو يكرمها الله بمن تشير عليها بطلب النصيحة من صاحب علم وخلق ودين يصدقها النصيحة.
ما أكثر من وقفن بين أيدينا يحدثننا ويستنصحننا، وما أكثر من لم تسعفهن الشجاعة ليسألن وجها لوجه واختبأن خلف سماعة الهاتف يبثثن همومهن وأحزانهن يطلبن النصيحة والخلاص من حيرتهن لا بل ومن مصيبتهن التي وقعن بها.
إنهم الشباب والفتيات الذين يرتبطون بخطبة تطول أو تقصر وبين هذه وتلك وتهاون بالضوابط الشرعية أو تجاهل لها،وتحت تبرير زيادة التعارف بينهما وإذا بهما يسافران لوحدهما لنزهة أو لوجبة في مطعم أو ليوصلها الى الجامعة أو مكان العمل أو ليرجع بها ، أو أنه الذي يجالسها في بيت أهلها بخلوة تامة، ومع زيادة الألفة وغياب معاني الحلال والحرام وثورة الغريزة والشهوة وتحت تبريرات أن هذه علامة الحب ومقدمات الزواج الحقيقي وأننا أولا وأخيرا لبعضنا البعض، ومرة بعد مرة وحاجزا بعد حاجز وإذ بهما يقعان في المحظور صغيره وكبيره.
وتدور الأيام وتتغير الظروف وتتباين الأسباب وتختلط الأوراق وإذا بالقرار الصاعقة : فسخ الخطوبة، فسخ العقد والطلاق قبل الدخول، ماذا تفعل وماذا تقول وبمن تستنجد؟! هل تصرخ بأعلى صوتها تقول الحقيقة ؟!إنها الفضيحة!! هل تتركه هكذا يذهب يبحث عن غيرها وتجلس هي تكتم سرها وتندب حظها تتجاذبها الهواجس، هل تخبر أهلها؟! هل تنتحر؟!
وعليه فما معنى الخطبة وكيف تتم ، وما هي حقوق الخاطب وماذا يحق له أن يرى في مخطوبته، وما هي حدود العلاقة بينهما؟
يقول الاستاذ خالد عبد العال في كتابه ( فن صناعة الحب ومعاملة الرجال)ص28:” فالخطبة هي أولى خطوات الزواج، ولكن يجب أن تعلمي أولا أنها ليست الا وعدا بالزواج، فهي ليست عقدا يصير للخاطب به أن يجلس اليك ويتسامر معك ويرى منك ما يرى الزوج والأهل والمحارم … لا.. بل هي وعد بأن يتزوجك، وربما عنّ له أن يتخلى عن هذا الوعد في أي وقت من الأوقات ولذلك وجب الحيطة والحذر وأن لا تكون هناك تنازلات أو تهاون من قبلك أو تمادٍ في العلاقة بين الخاطب والمخطوبة”.
وإن من حق الشاب والفتاة أن يطمئن الى أنه قد أحسن الاختيار بمن يريدها أو تريده زوجا لها وذلك عبر النظر اليها والاطمئنان الى مظهرها وكذلك الجلوس معها ومحادثتها عبر وجود محارمها الشرعيين ، فقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وأخبره بأنه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :” انظر اليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما” وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم :” إذا خطب أحدكم المرأة -أي عزم خطبتها- فإن استطاع أن ينظر الى ما يدعوه الى نكاحها فليفعل” وليس هذا للشاب بل هو للفتاة كذلك حيث من حقها أن ترى من الشاب ما يرغبها في نكاحه.
” والإسلام إنما شرع هذه الرؤية وهذا النظر ليبصر كل من الرجل والمرأة ما في الآخر من ميزات وعيوب وما يستطيع أن يتقبله كل منهما فيمن سيكون شريكه في الحياة حتى لا ينهدم البناء بعد تمامه وتتشقق العلاقات وتتصدع الزوجية ويكون الانفصال بسلبياته النفسية والاجتماعية من نصيب الطرفين”.
ورأي جمهور علماء المسلمين بجواز النظر الى وجهها وكفيها فقط وليس غير ذلك ،فإذا ما تمت الخطبة فليس للخاطب شيء حتى يتم العقد فهو كالأجنبي عن المرأة تماما لا يرى منها شيئا ولا يخرج معها ولا يجالسها بخلوة.
* يقول الأستاذ حسين محمد يوسف في كتابه ( اختيار الزوجين في الإسلام) :” إن قبول الخطبة لا معنى له أكثر من أنه اتفاق أو مواعدة بين الطرفين على اتمام عقد الزواج متى توافرت أسبابه وتيسرت ظروفه وتحققت شروطه والمفروض شرعا أن الاتفاق ملزم للطرفين وأن المواعدة واجبة الوفاء بل إنها بالنسبة لأهل التقوى كل شيء، ولا يقلل من قيمتها افتقادها للشكل القانوني. ولكن الاحتياط في هذا الزمان أوجب وألزم ، فقد تغيرت المقاييس وتبدلت العادات والتقاليد واختلط الحق بالباطل والحابل بالنابل وترتب على ذلك الكثير من الفتن والمآسي وأصبح من الضروري لمن يحرص على سلامة دينه وعرضه أن يتقي الشبهات وأن يأخذ بالعزائم، ومن ثم فإن قبول الخطبة أو إعلانها والاحتفال بها لا يجب أن يغير من وضع الخطيبين شيئا ولا يصح أن يستحل به ما حرم الله ، أو أن يحرم به ما أحل الله ولا يترتب عليه للرجل أي حرمة أو سلطان ولا تستحق به المرأة أي نفقة أو إلزام لأنه ما زال بالنسبة لها أجنبيا عنها وما زالت بالنسبة له أجنبية عنه ، وقد يستجد من الأمور ما يؤدي الى فسخ الخطبة دون أن يعتبر مخالفة قانونية أو يترتب عليه أية حقوق شرعية.
إن المرأة المسلمة يجب أن تكون في مأمن على دينها وشرفها وعرضها وبعيدة عن مواضع الشبهات ولتعلم أن تماديها في العلاقة مع الخطيب يقلل مكانتها عنده ويجعله يستهين بها، ذلك الى جانب ما هو ممكن الوقوع فيه من المصائب التي نعاينها ونسمع بها في كل وقت”.
* وأما فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي فقد أجاب لمن سأله قائلا له :” تقدمت لخطبة فتاة من أهلها فوافقوا وقبلوا وأقمنا لذلك حفلا دعونا فيه الأقارب والأحباء ، وأعلنا الخطبة وقرأنا الفاتحة وضربنا الدفوف ، ألا يعتبر هذا الاتفاق وذلك الإعلان زواجا من الناحية الشرعية يبيح لي الخلوة بخطيبتي لا سيما أن ظروفي حاليا لا تسمح لي بعقد رسمي شرعي يوثقه المأذون ويسجل في دفاتر الحكومة”؟!
فكان جواب الدكتور القرضاوي أطال الله عمره:” الخطبة لغة وعرفا وشرعا شيء غير الزواج ،فهي مقدمة له وتمهيد لحصوله والعرف يميز جيدا بين رجل خاطب ورجل متزوج والشريعة كذلك فرقت بين الأمرين تفريقا واضحا ، فالخطبة ليست أكثر من إعلان الرغبة في الزواج من امرأة معينة ، أما الزواج فعقد وثيق وميثاق غليظ له حدوده وشروطه وحقوقه وآثاره … والخطبة مهما يقم حولها من مظاهر الإعلان فلا تزيد عن كونها تأكيدا وتثبيتا لشأنها … والخطبة على أية حال لا يترتب عليها أي حق للخاطب إلا حجز المخطوبة بحيث يحظر على غير الخاطب أن يتقدم لخطبتها، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :” لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه” والمهم في هذا المقام أن المخطوبة أجنبية عن الخاطب حتى يتم زواجه بها ولا تنتقل المرأة الى دائرة الزوجية إلا بعقد شرعي صحيح والركن الأساسي في العقد هو الإيجاب والقبول وللإيجاب والقبول ألفاظ معهودة معلومة في العرف والشرع وما دام هذا العقد بإيجابه وقبوله لم يتحقق فالزواج لم يحدث أيضا لا عرفا ولا شرعا ولا قانونا وتظل المخطوبة أجنبية عن خاطبها لا يحل له الخلوة بها ولا السفر معها دون وجود أحد محارمها كأبيها أو أخيها.
إن نصيحتنا للسائل أن يعجل بالعقد على خطيبته وإذا لم تسمح ظروفه بذلك فالأجدر بدينه ورجولته أن يضبط عواطفه ويكبح جماح نفسه ويلجمها بلجام التقوى ولا خير في أمر يبدأ بتجاوز الحلال الى الحرام. كما ننصح الآباء والأولياء أن يكونوا على بصيرة من أمر بناتهم فلا يفرطوا فيهن بسهولة باسم الخطبة ،والدهر يتقلب والقلوب تتغير والتفريط في بادىء الأمر قد يكون وخيم العاقبة، والوقوف عند حدود الله أحق وأولى { ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}( 229 البقرة) { ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون}( 2-النور)” الى هنا فتوى القرضاوي.
* وإن ما سبق الحديث عنه من التحذيرات والضوابط الشرعية فإنما هو لمصلحة الخطيبين ولكنه أكثر وأنفع للفتاة.وإنها الأمثلة والقصص التي يشيب لها الولدان مما وقع من تجاوزات شرعية خلال فترة الخطوبة تحت زعم وتبرير أننا سنتزوج من بعضنا ،وإذا بالأيام تتغير والأحوال تتقلب وإذا بالخطوبة تفسخ أو بالعقد قبل الدخول يؤول الى الطلاق وعندها يبدأ لطم الخدود والبكاء والعويل والندم ولكن لات ساعة ندامة.
يقول الأستاذ خالد عبد العال في كتابه ( فن صناعة الحب):” إحدى الفتيات تمادت في العلاقة مع خطيبها حتى وقع بها ثم تبين له أن يتركها … وأخرى وقع بها خطيبها فحملت منه فلما أن أراد ستر الفضيحة ذهبا لامرأة لتسقط حملها وهناك ماتت وهي تسقط الحمل. وأخرى عقد عليها الخطيب فأصبحت زوجته شرعا إلا أنه لم يدخل بها بعد ،وفي إحدى الخلوات جامعها وشعرت بالحمل لكن الأمر عندها طبيعي لأن زفافها بقي عليه أسبوع أو أقل وفي ليلة الزفاف ذهب الخطيب ليأتي ببعض متطلبات الزفاف من مدينة أخرى فمات في حادث سيارة ، أما المسكينة فكادت تموت مرتين مرة بوفاته ومرة بما أصابها من الفضيحة فهي في نظر المجتمع ما زالت بكرا وماذا سيقول عنها الناس وأهلها؟ وما زاد في المصيبة أنها قصت لأم زوجها عما كان بينهما فقالت الأم : إن ابني لا يفعل ذلك أبدا ، هل كل من تفجر تتهم بفجورها ابني لأنه مات؟! فهي شقية ما بقيت ،تعيسة ما حييت، ميتة وإن كانت تدب فيها الحياة”.
* وإنني والله لن أنسى ما حييت ذلك الشاب الذي هاتفني قبل سنوات وهو يبكي يستشيرني ماذا يفعل وهو الذي خطب فتاة وكان صادقا كما قال برغبته بالزواج منها ، حتى كان اليوم الذي أرسل إليه أبوها يخبره بأنه قرر فسخ الخطبة دون تفصيل الأسباب، أما الشاب فقال بأنه حاول مرارا وتكرارا أن يفهم السبب ومحاولة استمرار الخطوبة إلا أنه لم يفلح لا بل إنه لم يعد يستقبل في بيت والد خطيبته، حتى قال لي الشاب بأنه كان قد وقع المحظور بينه وبين الفتاة التي يحبها ويريد الزواج منها،فهو بين نارين هل يخبر أباها بالحقيقة؟! أم هل يستسلم للأمر الواقع ليبحث هو عن فتاة جديدة وتبقى تلك تتجرع كؤوس الحسرة كل يوم ألف مرة فأبوها قاس وصعب ولا يتراجع عن موقفه، ولقد أشرت عليه بأن يرسل لأبيها بعض الأفاضل والوجهاء الا أنه عاد الي بعد أسابيع يخبرني بأن والد الفتاة ردهم وظل مصرا على رأيه ولا أدري ماذا كان بعد ذلك.
* ثم إنه الشاب الآخر الذي جاءني الى البيت يقول إنه وخلال فترة خطوبته فإنه قد مارس الجنس مع خطيبته مرات عدة ذلك أن والديّ خطيبته كانا مستهترين ومفرطين حيث يبيحان لهما الخلوة الكاملة في البيت وأن سوء تفاهم قد حصل بينه وبين خطيبته حول قيمة الهدايا التي يأتي بها اليها وتطور الخلاف الى حد أن والديّ خطيبته قد أيدا ابنتهما واتخذا موقفا سلبيا وحادا من الشاب.ولقد قال لي بأنه حاول التفاهم والحديث مع أم الفتاة الا أنها أوصدت الباب في وجهه وبعد أقل من شهر اتصل بي يسألني”هل يجوز أن أخطب فتاة أخرى” مع العلم أن فسخ الخطبة نهائيا لم يحصل وفي هذا إشارة الى استهتاره واعوجاج سلوكه وأنه نال الذي ناله منها ثم أدار ظهره!!!
* وإنها تلك الفتاة من إحدى المدن العربية الساحلية التي اتصلت هاتفيا ومع أنها بدت متماسكة في عرض قصتها إلا أنها سرعان ما غلبها البكاء وهي تتحدث عن خطيبها الذي اتصل بها صبح ذلك اليوم يقول لها :” هذه هي الأيام الأخيرة من الخطبة بيننا وتهيئي للخبر الرهيب”.
وما كان يزيد تلك الفتاة بكاء أن ذلك الخاطب كان يسجل بين يديها بطولاته في الخروج مع هذه والكلام مع تلك ولقد نجح وكما قالت الفتاة بإقناعها بالقبول بمداعبته لا بل وأنها أرته مواقع حساسة من جسدها وسمحت له بملامستها وانفجرت أكثر بالبكاء حتى ما عدت أفهم عليها.
وبعد أن عادت الى نفسها سألتني ماذا تفعل وهل تقول لأهلها وتخبرهم بما حصل ، ولقد كان رأيي لها بعكس ما قالت لما لذلك من مردودات سلبية ، وصحيح أنها قد نال منها ما نال الا أنه والحمد لله ليس أكثر من ذلك كما قالت ، حيث كان رأيي أن الله خلصها من ذلك الصعلوك الذي يباهي ويفاخر بفجوره ودناءَته وأن الله سيبدلها خيرا منه.
* وإذا كان هذا يحدث بين الخاطبين فإنه شائع وأكثر منه بين من تم إجراء العقد بينهم من الخاطبين دون اعلان الزواج وإشهاره، وحجتهم في ذلك أنهما زوجان شرعيان وأنه يباح له من خطيبته ما يباح للزوج من زوجته.
وإن الذي يلتفت حوله سيجد الحالات الكثيرة والتي وقع فيها الفسخ والطلاق قبل الزواج. ترى ماذا يكون الحال إذا كان الطلاق ولأي سبب من الأسباب وإن القصة التي ذكرها الأستاذ الفاضل خالد عبد العال عن تلك الفتاة التي واقعها خطيبها بوجود العقد بينهما ثم إنه توفي ليلة الزواج ثم تبين بعد ذلك أنها قد حملت منه.
وإنه ذلك الشاب الذي عرفت قصته وأنه قد واقع خطيبته التي عقد العقد الشرعي عليها ثم كان الحمل، ولما أنه كان عزيزا على والديه أنهما كانا يستعدان لعرس مميز في فصل الصيف ، حيث أنه حدث أهله بما كان مما اضطرهم فبركة ظروف بسببها تعجلوا بالزواج في بداية الشتاء وفي أيام وطقس لم يعتد الناس على الاحتفال بأعراسهم فيه في محاولة منهم لتدارك تقدم الحمل وظهوره ! و كان اللغط والهمس بين الناس حولهم.
* وهل هناك أكثر عجبا من رجلين شريكين في تجارة ومع استمرار العلاقة بينهما كان أن خطب أحدهما بنت الآخر لابنه وكان أن وقع المحظور بين الشاب والفتاة ولم تطل الأيام وإذا بالشريكين يختلفان ويتنازعان لا بل ويصبح أحدهما خصم الآخر في أروقة المحاكم ووصل الأمر الى حد إلزام والد الشاب بفسخ خطبته من بنت شريكه وكيف يكون الحال وقد وقع بينهما الذي وقع فلا الابن يحدث أباه ولا الفتاة تحدث أباها ، وكان فسخ الخطوبة لتبقى الفتاة هي الخاسرة وهي تتلوى تحت آلام وحسرة ترك خطيبها ثم خسارة عفتها وخوفها من المستقبل!!!
* إن بعض من يحصل لهم مثل الذي ذكرت ومع حصول الحمل فإنهن يذهبن للإجهاض عبر وسائل وطرق مختلفة ، إنني وإن كنت لا أريد التفصيل في هذا إذ لا مجال لذلك ، إلا أن حكم الاجهاض لا يختلف بين الحمل الناشىء من زواج عادي وبين الحمل الناشىء من السفاح واقول السفاح اي الزنا لأن العلاقة الجنسية بين خاطبين هي ليست إلا زنى، يقول الأستاذ عمر غانم في كتابه ( أحكام الجنين في الفقه الإسلامي):ص172:” فإذا كان إجهاض الحمل الناشىء من نكاح صحيح محرما في الحالة العادية فإنه من باب أولى يكون أشد تحريما في حالة نشوء الحمل من سفاح لأن في إباحة الإجهاض من سفاح تشجيعا للرذيلة واستمرار الفاحشة ، ومن قواعد الإسلام أنه يحرم الفاحشة وكل الطرق التي تؤدي اليها كحرمة التبرج والاختلاط بالإضافة الى أنه يضحى بجنين برىء لا ذنب له من أجل ذنب اقترفه غيره وقد قال الله تعالى ( ولا تزر وازرة وزر أخرى) (الاسراء،16) ثم يقول :” وهل يتصور أن يبيح الشارع الحكيم قتل الأجنة بالاجهاض في سبيل تحقيق أهداف أهل الأهواء والشهوات”.
إنه وإن كان تحذيرنا فيما تقدم هو في حال وجود الخطبة بين شاب وفتاة أو في حال وجود العقد الشرعي بينهما إلا أن التفريط في الضوابط الشرعية وعدم الانقياد لهدي الشريعة الغراء فإنه يقود الى نتائج وخيمة وانعكاسات سلبية جدا ذكرنا أمثلة منها.
الا أن الذي تشيب له الولدان هي تلك المظاهر والسلوكيات الشائنة والعلاقات المحرمة وهو الزنا والذي -والعياذ بالله- تتفشى مظاهره ويسهل الوصول اليه هذه الأيام وما أكثر من يقعون فيه. ومع الأسف إن الانعكاسات السلبية وحصاد المر والعلقم لذلك الذنب الكبير إنما تتجرعها الفتاة وليس الشاب في ظل سلوكيات مجتمعية فاسدة ومشوهة.
إنه الشاب يسقط في الرذيلة فيقول الناس زلة شاب ثم يتوب فيقولون مذنب تاب ومن تاب تاب الله عليه ، بينما إذا سقطت الفتاة في الرذيلة والفاحشة فإنها تسقط الى الأبد لا يقبل الناس منها توبة ولا تقبل لها حوبة.
ولئلا أبخل على أخواتي خاصة فإنني سأنقل مقتطفات من مقالة جميلة جدا للمرحوم الشيخ علي الطنطاوي تحت عنوان ( الآن يا بنت) يصور فيها الكابوس الذي تعيشه الفتاة بعد صحوتها من نشوة الغريزة والعلاقة المحرمة عمرها لحظات شاركها فيها رجل مارق إما تحت عنوان الحب أو تحت لافتة أخرى رفعها لها فقال الشيخ الطنطاوي :” واعلمي يا بنيتي أن قصتك مع هذا الشاب وزميلك في المدرسة قصة كل بنت حواء مع كل ابن آدم يميل اليها وتميل إليه ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لكنه يريد منها غير ما تريد منه إنها ( وهي التي تحمل وتلد) تريد أن يكون لها أبدا وحدها كما تكون له أبدا وحده، تريد حبا باقيا لأن آثاره باقية فيها تنتقل من الرغبة الى الأمومة وهو يريد أن يقطف الزهرة ويجني الثمرة ثم يوليها ظهره، يبحث عن زهرة أبهى لونا وثمرة أشهى طعما، فالحب عندها استغراق ودوام وهو عنده لذة ساعة ومتعة نهار ثم إنهما إذا أخطآ معا غفر المجتمع خطيئته ولم يغفر لها خطيئتها أبدا.
من هنا جاءت شكوى النساء من خيانة الرجال ومن هنا حرم الله ومنع الشرف من اقتراب الرجل من المرأة الا بعد أن تقيده بقيد الزواج لئلا يتبع فطرته وهواه فيقضي إربه منها ويهرب . إن هذه القيود إنما كانت لمصلحة المرأة ولكن من النساء من يحاول الخروج عليها والتخلص منها، أفليس هذا عجبا؟!على أنك لو لم تشجعيه لما أقدم ولو لم تضعفي عنه لما قوي ولو تصونت عنه بالحجاب وتمنعت عنه بالخلق ولو أن كل بنت كانت تحمل عقلها دائما في رأسها لا تنساه في قصة غرام ولا ديوان غزل ولا على مقاعد السينما وكرامتها بين عينيها ، وتعرف كيف ترد عنها كل شيطان إنسي يبتغي العدوان عليها بالكلام إن كان ممن يفهم بالكلام وبكعب الحذاء تخلعه وتنزل به على رأسه إن كان سفيها خبيثا قليل الحياء لما فجعت بعفافها فتاة.
فالأمر في أيديكن يا بنات ، وإن أفسق الرجال وأجرأهم على الشر يخنس ويبلس ويتوارى إن كان أمامه فتاة مرفوعة الهامة ثابتة النظر تمشي الى غايتها بجد وقوة وحزم ، لا تلتفت تلفت الخائف ولا تضطرب اضطراب الخجل ولا تميس ميسان من يقول : ها أنذا فمن يريدني؟!
وبعد يا بنيتي فلا تيأسي فما في الذنوب ذنب غير الشرك يضيق عنه عفو الله ولا في الوجود مذنب يرد عن بابه إن جاءه تائبا نادما منيبا وإن في عفو الله متسعا لجميع العصاة { قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.
وأخيرا يا فتاتي ، فأنت البنت وأنت الأخت وأنت العرض وأنت الشرف وأنت الدرة الثمينة الغالية ، نخاف عليك من النسيم العليل أن يخدش حياءك أو أن يمس كرامتك.
فحلقي يا عصفورتنا بجناحي العقل والعاطفة لأنك إن أردت التحليق بجناح العاطفة فإنك سرعان ما تسقطين ولعل الخلاص عند ذلك يكون صعبا.
وإن العقل الرشيد إذا ما تزين بفهم الدين والانتماء اليه فإنه صمام الأمان أمام جنون العاطفة وهيجان الغرائز ، فاجعلي ميزانك وبوصلتك على طريق النجاة والسعادة الدين والعقل وإنك باذن الله سترسو سفينتك على شاطىء الأمان وبر السلامة.. إياك والتصديق لكل من يلوح من بعيد براية بيضاء رمز السلام والصفاء فلعله قرصان يسرق منك أغلى ما تملكين ثم يغرق سفينتك وعندها تتبدد كل أحلامك.
أسال الله أن يسبل عليك ستره يا فتاتنا ويا أختنا وأن يرد عنك سهام الغدر والخيانة والرذيلة وأنت تتلفعين بعباءة التقوى والفضيلة .
رحم الله قارئا دعا لنفسه ولي بالمغفرة
والله غــــــــــــالب على أمـــــــره ولكن أكثر الناس لا يعلمون16 يناير، 2007 الساعة 8:34 ص #762060(صمت المشاعر)مشارك16 يناير، 2007 الساعة 1:07 م #762232man10مشاركشكرا لكى عزيزتى سارة ……؟
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.