الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › اعدام البطل القائد صدام حسين الى اي مجهول ??
- This topic has رد واحد, مشاركَين, and was last updated قبل 17 سنة، 11 شهر by (صمت المشاعر).
-
الكاتبالمشاركات
-
15 يناير، 2007 الساعة 7:25 ص #65584ابن الفيحاءمشارك
تعدّدت القراءات والتحليلات التي تناولت إعدام الرئيس العراقي “صدام حسين” صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك, باعتباره حدثًا غير مسبوق على الساحة العربية أن يُعدم رئيس دولة, وأن تكون حادثة الإعدام بهذه الفجاجة والطائفية المفضوحة.
منظور الرؤية في هذه التحليلات، وتلك القراءات تراوحت ما بين تذكير بلاأخلاقيات الاحتلال الأمريكي، والقيم الإنسانية التي تتحكم وتملي عليه جل مواقفه, وشخصت أخرى ناحية الطائفية التي اكتست عملية الإعدام برمتها من ألفها ليائها.
وإلى جانب الرؤيتين السابقتين, كانت الثالثة تركز على منظور آخر من مشهد الإعدام, استهدف النظام العربي برمته, كمنظومة متكاملة، أو كوحدات ممثلة في دول وممالك, وخرج من يرى ويبحث بهذا المنظار بأن حالة إعدام سبقت الإعدام محل التحليل واقع لذلك النظام في صورتيه المنظومة والمفردة.
ولاشك أن هذه النواحي الثلاث من الأهمية البالغة، حيث أعطت صورة بانورامية متكاملة عن المشهد وتفاصيله التي احتلت مكانًا بارزًا في الفضائيات والمنتديات.
ولكن ثمة منظور آخر نرى أنه عاني قدرًا من التهميش، وعدم الالتفات، وراح في صخب الأحداث ومهابة الموت وجرم الخطيئة.
ذاك الذي ندعيه, هو منظور الرؤية، الذي يركز على الموقف السياسي في العراق وخارجه بعد إعدام البطل صدام, بمعنى أكثر وضوحًا تجليات المشهد المستقبلي وليس الحاضر, في الداخل العراقي المتمزق, وهو ما نتناوله بالتحليل, أو في النطاق الإقليمي المترقب.
فالذي لاشك فيه أن عملية إعدام صدام ليست بالموقف المنبت عن السابق، ولن يكون مبتوتًا كذلك، ولا منقطعًا عن المستقبل بمستوياته وطبقاته المتعددة وعلى أكثر من صعيد.
تجليات المشهد المستقبلي في الداخل العراقي:
ثمة مواقف لا يعترينا الشك أنها صاحبت مشهد الإعدام, وهي تنسيق المواقف بين الطائفة الصفوية الماسكة بمفاصل العملية السياسية والأمنية في صورتيهما الرسمية، والاحتلال الأمريكي المتنفذ في الواقع، والذي يرسم خطوط وتفاصيل المشهد بكل تفاصيله الدقيقة، وإن ادعى غير ذلك.
هذا يقودنا إلى تخطى التخرصات التي تزعم أن عملية الإعدام عراقية صرفة، أو أمريكية صرفه, حيث حاول كلا الطرفين أن يلقي التبعة على الآخر ودم القتيل عالق في رقبتيهما دون شك.
فعملية الإعدام المتعجلة إذن هي نتاج فارسي أمريكي مشترك, جرى الإعداد لها من قبل, وهو ما يفسر إلى حد بعيد تصريح رئيس الوزراء العراقي “نوري المالكي” الذي أكد فيها, قبل أن يصدر حكم تثبيت الإعدام من محكمة التمييز, أن إعدام صدام سيكون قبل بداية العام الجديد، فيما أخر الرئيس الأمريكي إعلان خطته التي كان من المزمع أن يلقيها في خطاب قبل نهاية العام عن خطته الإستراتيجية في العراق إلى مطلع العام الجديد، دون إبداء أية أسباب لهذا التأجيل.
هذا التخطيط الصفوي الأمريكي، والتعجل في تنفيذ الإعدام في الرئيس العراقي السابق، يمكن أن يقودنا إلى خطين أساسيين سيتحكمان في صورة العراق المستقبلية:
الخط الأول:
أن عملية الإعدام هذه أعْدَمَت معها الولايات المتحدة وشيعة بغداد العملية السياسية وأخواتها ومرادفاتها من مصالحة وطنية، وتجاوز البعد الطائفي الضيق المتشدد إلى رحابة العمل السياسي الرشيد.
فلم يعد هناك حديث عن أي نشاط سياسي يمكن أن يجمع الطوائف العراقية، وليست ثمة قواسم مشتركة بعد هذه العملية يمكن أن تجمع فرقاء المشهد العراقي..
فالسنة وجهت لهم بهذه الحادثة صفعة قوية، خاصة أولئك الذين راهنوا من قبل على العملية السياسية وأهمية الانخراط في الدولاب السياسي الداخلي، على اعتباره أنه المتاح في الوقت الحالي، إذ ظهر جليًا سافرًا, أنه لا وزن مطلقًا لأي تجمع أو كيان سياسي سني عند الاحتلال أو أتباعه الشيعة، وهو ما يعنى بصورة أكثر وضوحًا أن التيار السني لم يعد أمامه إلا خيار المقاومة للاحتلال، ولأولئك الذين يسرقون العراق لحساب المشروع الإيراني الصفوي التوسعي.
إذن, وإلى أن يشاء الله عز وجل, ستنحى العملية السياسية بمفرداتها عن التعاطي، وسيعلو صوت القوة العسكرية بمفردها على الساحة كلها, ولن تجدي , وفق رؤيتنا, أيه محاولة لحلحة هذا التداعي أو محاصرته؛ لأن الجرح أكبر وأخطر من إعدام صدام, فهو تقويض حقيقي لكل مرادفات السياسية والحوار, وإخراج الحالة كلها من دائرة المصالح المتبادلة والتقاطعات المشتركة، إلى حالة من صراع الموت الذي لا يترك الساحة إلا منتصر , فيما الآخر سيقبر إلى غير رجعة.
وبهذا العنفوان وبهذه اللغة, سيتحدث أهل العراق فيما بينهم أو مع الاحتلال الذي ألقى بحزمة ضخمة من الحطب، ظن أنها تثقل كاهله في وقود المعركة الناشبة التي تحرقه قبل غيره, وقضى على إمكانية التعايش بين الطوائف العراقية المختلفة.
الخط الثاني:
أن الولايات المتحدة حسمت أمرها ورمت بالعراق في أحضان الشيعة، في صفقة لم تتضح معالمها بعد، ولكنها بالأساس تُحقق الرغبات الصفوية سواء في الهيمنة على العراق ككل، مقابل تأمين المصالح الأمريكية الحيوية في الداخل أو في المحيط الإقليمي، أو تقسيمه إلى كيانات تكون الحظوة فيها للإقليم الشيعي، مع ترضية الجانب الكردي الطموح إلى الاستقلال بالأساس، ويسعى إليه عازمًا على إنفاذه.
و في كلتا الحالتين، لابد أن تكون إيران حاضرة بلا شك وصاحبة الجزء الأكبر من الفريسة، التي أحاطت بها الذئاب من كل جانب.
وقد يكون صحيحًا أن الصوت الشيعي طغى على الساحة العراقية بدعم من الاحتلال في مقابلة السنة، الذين ناهضوا الاحتلال ورفضوه منذ الوهلة الأولى, لكننا هنا نتحدث عما هو استراتيجي وحاسم، يخص شأن العراق كهوية وككيان، وليس عما هو تكتيكي ومرحلي، كان يمكن تجاوزه بحزمة من الإجراءات.
وربما الخطة الإستراتيجية التي سيعتمدها الرئيس الأمريكي بعد أيام, ستدعم إلى حد بعيد هذا الخط، حسبما صرح أحد مساعدي بوش لمجلة “نيوزويك”, في عددها الصادر يوم الأربعاء 3/1/2007 , من أن الخطة ستهدف إلى تقديم المزيد من المساعدات لرئيس الوزراء العراقي “نوري المالكي”، وتعزيز وجوده السياسي, وزيادة الدعم المخصص لإعادة الإعمار، واستيعاب العمالة التي طردت من وظائفها لاحتواء ما وصفه بالتمرد المتنامي، والغضب المتزايد على الحكومة العاجزة، إلى جانب زيادة عدد القوات لمحاصرة المقاومة السنية.
وسيكون من باب الأماني الخادعة, الظن أن هذه الإستراتيجية أو غيرها من الإستراتيجيات الأمريكية، التي تهمش الغالبية السنية وتفرط في تدليل الطائفة الصفوية ستضمن عراقًا قريبًا من الاستقرار، الذي يمكّن القوات الأمريكية من الحياة بهدوء أو حتى الانسحاب المشرف, أو حتى يمكنها من تحقيق طموحاتها في إفراغ يدها من البلد بالكلية مقابل تأمين مصالحها الإستراتيجية.
ولعل ما تمتم به الرئيس العراقي، وهو قريب من حبل المشنقة، وظهر جليًا في الشريط المصور من أن “العراق لا يساوي شيئا دوني” سيكون العنوان الأبرز للحقبة القادمة من عمر ذلك البلد، لا لأن صدام ليس له نظير, ولكن لأن الاحتلال وأتباعه لم يعرفوا بعد ما هو العراق, وليس من المنتظر أن يعلموا.
فعلى حد تعبير صحيفة “واشنطن بوست” في عددها الصادر يوم الثلاثاء 2/1/2007 أعطى الاحتلال الأمريكي للشيعة مفاتيح البيت, ولم يمكنهم من الإقامة فيه, وأغضب السنة بتهميشهم وتقليص نفوذهم، ثم ذهب يبحث عن إستراتيجية للخلاص.
رحم الله البطل الشهيد بأذن الله ((صدام حسين ))
مع تحياتي اخوكم ((ابن الفيحاء))
15 يناير، 2007 الساعة 7:40 ص #761491(صمت المشاعر)مشاركصدام حسين
شهيدا
شهيدا
شهيدا
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.