الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان فضيــــــــلة الصبـــــــــر

مشاهدة 7 مشاركات - 1 إلى 7 (من مجموع 7)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #65087

    معنى الصبر:

    إن الصبر بمعناه العام هو حبس النفس على ما يقتضيه العقل و الشرع أو عما يقتضيان حبسها عنه.فإن كان حبس النفس لمصيبة سمي صبراً، و إن كان في محاربة سمي شجاعة و يضاده الجبن، وإن كان في إمساك الكلام سمي كتماناً و يضاده المذل, و قد سمى الله تبارك و تعالى كل ذلك صبراً ونبه عليه بقوله:)و الصابرين في البأساء و الضراء والصابرين على ما أصابهم)

    الصبر عادة الأنبياء والمتقين، وحلية أولياء الله المخلصين، وهو من أهم ما نحتاج إليه نحن في هذا العصر الذي كثرت

    فيه المصائب وتعددت، وقلّ معها صبر الناس على ما أصابهم به الله تعالى من المصائب، والصبر ضياء، بالصبر يظهر

    الفرق بين ذوي العزائم والهمم وبين ذوي الجبن والضعف والخور،والصبر ليس حالة جبن أويأس أوذل بل الصبر حبس

    النفس عن الوقوع في سخط الله تعالى وتحمل الأمور بحزم وتدبر, والصابرون يوفون أجورهم بغير حساب:

    ” أُوْلَـئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَـاماً [الفرقان:75]،

    وقال تعالى عن أهل الجنة:

    سَـلا مٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ” [الرعد:24]،

    هذا هو الصبر، المحك الرئيسي، لصدق العبد في صبره، واحتسابه مصيبته عند الله.

    وفي كتاب الله آية عظيمة كفى بها واعظة ومسلية، عند وقوع المصائب: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ الْخَوفْ الْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الاْمَوَالِ وَالاْنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشّرِ الصَّـابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَـابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ راجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ” [البقرة:155-157]،,,

    (إنا لله وإنا إليه راجعون)

    علاج ناجع لكل من أصيب بمصيبة دقيقة أو جليلة ومصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، لابد أن يخلف في الدنيا يوما ما وراء ظهره، ويدخل قبره فردا كما خلق أول مرة بلا أهل ولا عشيرة ولا حول ولا قوة ولكن بالحسنات والسيئات، فمن صبر واحتسب إيماناًورضى بقضاء الله يجد الثواب الجزيل والخير العميم في ذلك اليوم .

    روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبة وأخلفه خيرا منها))، قالت: ولما توفي أبو سلمة؛ قلت: ومن خير من أبي سلمة صاحب رسول الله,فقلتها –قالت: فتزوجت رسول الله .

    وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي قال: ((ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه ))

    وليعلم المصاب علم اليقي :

    مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الأَرْضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِى كِتَـابٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا ءاتَـاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد:22، 23].

    فوطن نفسك على أن كل مصيبة تأتي إنما هي بإذن الله عز وجل وقضائه وقدره فإن الأمر له، فإنه كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض .

    واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك أو يضروك فلن يحصل ذلك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، واستعن على الصبر: بالاستعانة بالله، والاتكال عليه، والرضا بقضائه.

    وعن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله : ((عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) رواه مسلم.

    ويقوي على الصبرالعلم بتفاوت المصائب في الدنيا، ومن حصل له الأدنى من المصائب يتسلى بالأعلى والأعظم من المصائب التي أصيب بها غيره والعلم بأن النعم زائرة وأنها لا محالة زائلة، والصبر أنواع فمنه :

    الصبر على طاعة الله :
    ـــــــــــــــــــــ
    فيصبر المسلم على الطاعة؛ لأنه يعلم أن الله خلقه لعبادته،” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ” [الذاريات:56].

    فيصبر على العبادة صبرَ المحبِّ لها الراغب فيها الذي يرجو بصبره ثواب الله.
    شاكراً لله نعمتَه وفضله عليه.
    صابر على صومه وحجه.
    صابر على بره بأبويه، ولا سيما عند كبرهما وضعف قوتهما، فهو يصبر على برهما صبر الكرام، تذكراً أعمالهما الجميلة وأخلاقهما الفاضلة، وتذكراً لمعروفهما السابق، فهو يصبر على برهما،

    ” إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا” [الإسراء:22، 23]،

    فلا يضجر منهما، ولا يستطيل حياتهما، ولا يسأم منهماويرى فضلهما ومعروفهما سابقاً قبل ذلك ,صابر ومحتسب على ما قد يناله من أذية من الخلق، فهو يصبر صبر الكرام،

    ” وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [الشورى:43].

    فالصبرعلى الطاعات عنوان الاستقامة والثبات على الحق،

    إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَااللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَـامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَفِى الآخِرَةِ” [فصلت:30،31].

    والنوع الثاني من الصبر صبرالمسلم عن معاصي الله:

    يصبر عن الأمور التي حرمها الله عليه، يكفُّ نفسه عنها، ويُلزمها الصبرَ والتحمُّل، يصبر عن مشتهيات النفس التي تدعو إلى المخالفة، يصبر فيغضّ بصره، يصبر فيحصِّن فرجه، يصبر فيمتنع عن الحرام وكل المغريات التي تدعوه إلى المخالفة، فهو يصبر عنها،صابر في مكاسبه فيلزم الحلال وإن قلَّ، ويبتعد عن الحرام وإن كثر،فقد قال العزيز العليم:” قُل لاَّ يَسْتَوِى الْخَبِيثُ وَالطَّيّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ” [المائدة:100].

    المؤمن صابر في كونه يؤدي الأمانة، يؤدي الحقوق إلى أهلها، صابر في أمانته، صابر في حسن تعامله مع الناس بالخلق الحسن وبين الزوج وزوجته, الزوجان لا بد من مشاكل في الغالب بينهما، فصبرُ الرجل على امرأته وتحمُّله المتاعب عونٌ له على استمرار الحياة الزوجية، وضجره ومعاتبتُه مما يقلِّل تحمله ويفسد الثقةَ بينهما.

    وكذلك صبر المرأة على زوجها مما يسبِّب صفاءَ الحال وتعاونَ الجميع على الخير والتقوى.

    وصبرالرجل على أولاده، ومحاولة جمع كلمتهم، والصبر على ما قد يناله منهم فيه خيرٌ كثير، ولهذا نُهي المسلم أن يدعو على نفسه أو ولده، فلعلها أن توافق ساعةَ إجابة، بل يصبر على الأبناء والبنات، يرجو من الله الفرج والتيسير، ولا يحمله الضجر على الدعاء عليهم، فربما حلّت بهم عقوبة يندم عليها ولا ينفع الندم.

    فالصبر عون للعبد على كل خير، صبرٌ يعينه على الاستقامة على الطاعة، وصبر يعينه على الكفّ عن المعاصي، وصبر يعينه على تحمل الأقدار والرضا بها والطمأنينة، والنوع الثالث الصبر على البلاء النازل بالإنسان سواء بجسده أوتلف ماله أو موت عزيز عليه فلا بد ةمن صبر على أقدار الله المؤلمة التي قد تناله في جسده أو في ماله أو في ولده، فيصبر على قضاء الله وقدره، يؤمن حقَّ الإيمان بأن الله على كل شيء قدير، وأن الله علم الأشياء قبل كونها، وكتبها، وشاءها، وقدرها، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، يؤمن بقضاء الله وقدره، فالصابرون المحتسبون يتلقون لمصائب بالصبر والتحمل،,,,,

    يتلقونها أولاًَ بالصبر عليها، ثم ثانياً يتلقونها بالرضا،فلاتحمل نفوسهم تسخطاً على قضاء الله وقدره، ولايتلفظون بألفاظ الإعتراض الكفرية كمسبة الله أو القدر أو نسبة الظلم إلى الله تعالى والتسخط فهذا عمل الكافرين المعترضين على قدرالله وحكمته , والتسليم والرضى والصبر عمل أهل الإيمان، فيصبرون ويحتسبون، ولا يظهر منهم ضجر ولا تسخط على قضاء الله وقدره. فصبر المسلم على المصائب إنما هو من ثمرات الإيمان الصادق بأن الله حكيم عليم فيما يقضي ويقدر, وأن هذا التقدير تقدير الحكيم العليم،حكيم عليم فيما يقضي ويقدر، فلا اعتراض ولا ملامة، ولكن صبرٌ واحتساب ورضا عن الله، وأكمل المؤمنين من جمع بين الصبر على المصيبة والرضا عن الله تعالى يرجو ما عند الله من الثواب الذي وعد به الصابرين الصادقين،

    قال تعالى :إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ. [الزمر:10].

    و أخيراً

    تذكروا إخوانى:
    صبرك عن محارم الله أيسر من صبرك على عذاب الله

    إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

    إذا كان الصبر مُرًّا فعاقبته حلوة

    وما أحوجنا في هذه الظروف الصعبة إلى الصبر والإتكال على الله وعدم اليأس وأن نرجو دفع البلاء بالطاعة والصلاة والعبادة وحبس الألسن عن الإعتراض على الله تعالى فالله الأمر في الأولى والأخرة وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على سيدنا محمد الذي تنفرج به الكرب وتحل به العقد وتقضى به الحوائج وحسن الخواتيم

    #757284
    بروفسور
    مشارك

    اللهم صلي على محمد وال محمد

    مشكورة اختي الغالية على كلماتك الروعة

    فعلا الصبر اجمل مافي الحياة

    سلمت ايدك الغالية

    نتمنا المزيدمنك ان شاء الله

    وتمنياتي الك من كل قلبي بل الموفقيه

    مع تحياتي

    #774187

    تحياتى

    #774238
    كبرياء
    مشارك

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    فعلاً أختي مهرة الشرق نحن أحوج ما يكون إلى الصبر فنحن في زمن المتمسك فيه بدين الله عز وجل كالقابض على الجمر .
    المسلم يتعرض كل يوم لبلاء و الخير من هذا البلاء معرفة المسلم لنفسه و مغفرة للمسلم من عند ربه .
    معاصي كثيرة وفتن أكثر , وجوع وعطش , و أسر وتقتيل , فقدان للغالي وفقدان رخيص و المسلم الحق هو ذو الصبر الجميل

    وهو صبر سيدنا أيوب و أبانا يعقوب وصبر ألو الغزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام وصبر آل ياسر رضوان الله عليهم .
    نعم هم قادة الصابرين وسادتهم .
    أذكر قصة كنت قد قرأتها عن الإمام أحمد إبن حنبل رضي الله عنه
    أنه وكما نقل عن إبنه عبد الله كان لا يتألم ولايئن حين يمرض حتى يكسب جزاء وفضيلة الصبر و أي صبر الصبر الجميل .

    ونسأل الله الصبر الجميل و بالله المستعان

    وجزاك الله خيراً على الموضوع وجعله في ميزان حسناتك .

    شكراً

    #774240
    emr
    مشارك

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اختى الحبيبة مهرة الشرق جزاك الله كل خير على هذا الموضوع الجميل وكل موضوعاتك السابقة
    ونرجو المزيد منك ان شاء الله
    *******************اختك فى الله**********
    *********************ايمان*********

    #774389

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلي على محمد وال محمد

    تشكري غاليتنا على الموضوع

    للانسان خمس حواس هى: الشم، الذوق، اللمس، السمع، والنظر، ويوجد حس اضافى، وهو الحس الخفى او الصبر. ونحن لا نعير اهتماما كبيرا للحواس الاخرى الا اذا تعرضت للعطب لكن حس الصبر ضمنى، ويحتاج اظهاره الى جهد كبير .

    يميل البشر الى الياس بسرعه وكذلك الى التكاسل والضجر، فهم يفتقرون الى الصفه التى تمكنهم من الوصول الى قدراتهم الكامله بشرا اسوياء، وبالتالى نراهم ينكصون ويتراجعون بسرعه، بينما قد لا يتطلب بلوغ هذا الاحساس الخفى، اى الصبر، سوى بذل جهد اضافى قليل، والانسان الضعيف لا يقدم على المحاوله، ولا يثابر فى وجه الكسل لانه يشعر بان الجهد المتواصل لن يودى الا الى الفشل، لان من السهل عليه ان يستسلم ولا يبذل جهدا .

    غالبا ما يردد الناس بان على المرء ان لا يستسلم قبل استنفاد كل الاحتمالات، ومع ذلك فان من الممكن استنفاد الفرص القليله بسرعه، فعندما تكون الموونه التى تزود بها قليله فانها سرعان ما تنفد ولا يتبقى لديه ما يمكنه من الاستمرار. ويعود ضعف المثابره الى الافتقار الى الاستعداد وليس الى عدم وجود الرغبه. ان الاستعداد المطلوب هنا هو التزود بالمعرفه والفهم والحكمه الاسلاميه، كما ان المهم تطبيق مبادى الاسلام وتعاليمه تطبيقا تاما، واذا كان الفرد متهيئا ولديه التصميم والثقه بالنجاح فانه سيثابر حتى ينجح فى ابراز حس الصبر

    اعذب تحية

    اختكم وريثة

    #774678

    جزاك الله كل خير و جعل ما قدمت في ميزان حسناتك
    يعطيك العافية

مشاهدة 7 مشاركات - 1 إلى 7 (من مجموع 7)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد