يعتبر الليمون من أشهر الموالح المعروفة منذ اقدم العصور، ويستخدم في معالجة الكثير من الامراض والمتاعب الصحية، ظهرت زراعته في جنوب شرقي آسيا واستخدمه القدماء المصريون في طعامهم وطبهم، وفي القرن الثاني عشر الميلادي نقله العرب الى الاندلس، ومنها انتشرت زراعته محتفظا باسمه العربي «ليمون»

في حوض البحر المتوسط والمناطق الاستوائية وتحت الاستوائية، ومع تعدد مواطن زراعته تعددت انواعه فمنه «البنزهير» و«الأضاليا» و«الهندي»، وتعتبر ثمرة اليمون من الثمار الحمضية التي نعرفها جميعنا حيث تضفي على موائدنا طابعا جميلا ونكهة طيبة.

تركيبه

يحتوي الليمون على عدد كبير من المعادن والفيتامينات المهمة لصحة الانسان فقد اكد التحليل الكيماوي لثمار الليمون ان كل مائة غرام من عصيره تحتوي على 20 ملغ من الكالسيوم و90 ملغ من البوتاسيوم، ونصف غرام من الحديد بالاضافة الى كميات بسيطة من الفوسفور والمنغنيز، وهذه المركبات المعدنية تعمل على المحافظة على المعدل القلوي الذي يجب ان يكون عليه الجسم، وتجدر الاشارة الى ان كل مائة غرام من عصير الليمون تحتوي على 80 ميكروغراما من النياسين الواقي من مرض البلاغرا، و50 ميكروغراما من الثيامين الواقي من التهاب الاعصاب، و50 ميكروغراما من الريبوفلافين اللازم لتنظيم عملية الاكسدة والتمثيل، وهضم الاغذية الدهنية والبروتينية، و17 ميكروغراما من السترين الذي يعمل على تقوية ومتانة الشعيرات الدموية، وحمايتها من التمزق، و52 ملغ من فيتامين C الواقي من مرض الاسقربوط.

فوائده الصحية والعلاجية

كما ان الليمون يقاوم السموم ويفتح الشهية، وإذا عصر على الاطعمة المطبوخة أعاد اليها ما فقدته من فيتامينات بسبب حرارة الطبخ والغلي، كما ان عصر الليمون على الخضروات التي تؤكل نية يعقمها ويقضي على الجراثيم الموجودة فيها، وعصير الليمون يقوي عضلة القلب والشرايين، ويعتبر منظفا جيدا للجلد، ومضادا قويا للاصابة بالبرد والزكام والرشح، ومضادا لاحتقان الكبد، ومفيدا للمرارة، كما انه في حالة الشكوى من الامساك يشرب في الصباح كوبان من الماء ثم يلي ذلك تناول عصير الليمون، ولعصير الليمون أثر فعال في علاج مرض النقرس، حيث يذيب الأملاح المترسبة في المفاصل كما أن له القدرة على طرد السموم من المعدة والكبد وحماية خلايا الجسم وتقوية اجهزة الدماغ وتنقية الدم، ولهذا الغرض يشرب حوالي 100 غرام من عصير الليمون يوميا.

وفي حالات التهاب المسالك البولية يوصف الليمون ليطهر الكلية والبروستاتا والمثانة، لأنه يساعد على ادرار البول وطرح الفضلات، ومن طريف ما تذكر النقوش والبرديات الفرعونية عن ذلك قصة اثنين حكم عليهما بالاعدام وسيقا لتنفيذ الحكم فيها بواسطة لدغة نوع من الأفاعي السامة تدعى «اسبك» واثناء سيرهما لمكان تنفيذ الحكم دس احد باعة الليمون في يد كل منهما ليمونة كبيرة تناولاها في الحال، وكم كانت دهشة المشرفين على تنفيذ الحكم شديدة عندما تبين لهم ان لدغة الثعبان لم تؤثر في المحكومين، وبعد تحقيق دقيق استطاعوا الاهتداء الى السر ولكي يتأكدوا من صحة ذلك أوتي بمحكومين آخرين وأعطي احدهما ليمونة وعرض للدغ الثعبان فاذا بالذي أكل الليمونة ينجو من الموت وإذا بالآخر يلقى حتفه في الحال وقد أكد داود الانطاكي صحة هذه النظرية حينما ذكر في تذكرته: «ان الليمون يقاوم السموم كلها وقشره اشد مقاومة لها وبذره اعظم».

استخدامه في جمال البشرة

ويستخدم الليمون للبشرة وجمالها، فهو ينقي البشرة ويخلصها من البثور والبقع السوداء ويعيد اليها حيويتها ونضارتها ولونها الطبيعي كما انه ينظف البشرة الدهنية، ويجعل انسجتها تشتد وتتماسك وذلك عن طريق طبقة معجونية منه تمتزج ببياض بيضة ويدهن بها الوجه ويترك لربع ساعة حتى يجف ثم يغسل الوجه بعد ذلك بالماء الفاتر، وستكون النتيجة بشرة أكثر بريقا وتألقا.

هذه المقالة للدكتور/ فصيح عبدالمجيد قرديسي

دكتوراه في الهندسة الزراعية ـ سوريا