السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة هذا الرأي لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السابق خاتمي‏,‏ يريد أن يسجل أن الثقافة تستطيع أن تصلح ما تفسده السياسة‏,‏ أو ربما تكون هي الأنسب لإجراء الحوار بين السياسيين للوصول إلي كلمة سواء‏,‏ وأن يكون الشعر خاصة من بين وسائل الثقافة للوصول إلي أرض مشتركة للحوار بين الجانبين‏,‏ ويؤكد هذا المعني السيد دينو دونديو دوفابو وزير الثقافة الفرنسية‏,‏ الذي حضر الافتتاح مندوبا عن راعي الدورة الرئيس الفرنسي جاك شيراك‏,‏ حيث قال‏:‏ إن الشعر خاصة هو المكان الفسيح الذي يمكن للإنسان أن يقيم فيه الحوار‏.‏ ويزيد هذا الرأي لوزير الثقافة الفرنسية تأكيدا قول حارث سيلايجيتش رئيس مجلس رئاسة البوسنة‏:‏ لابد من تأكيد أن للشعر علي الدوام الدور الكبير‏,‏ والمزايا الحميدة في تعزيز التواصل بين الشعوب المختلفة‏,‏ وإثراء العلاقات الإنسانية بين الأمم‏….‏

هذا الحوار أو التواصل الذي انعقدت من أجله هذه الدورة‏,‏ مستخدمة الثقافة والشعر كوسائل‏,‏ كان له من رموز يمثلون حلقات التواصل بين ثقافتي الشرق والغرب‏,‏ وخاصة بين الثقافة العربية والثقافة الفرنسية‏.‏ في جانب الثقافة العربية لعل البحث الوحيد الذي يدور حول عميد الأدب العربي وعنوانه طه حسين‏..‏ التنوير والتأثير في الندوة يؤكد هذا التواصل‏,‏ حيث لم يقتصر دور طه حسين في هذا التواصل علي مجرد ترجمة أو كتابة مقال عن فرنسا‏,‏ بل تجاوز ذلك إلي تأليف كتب نقدية وإبداعية تدور في رحاب الثقافة الفرنسية‏,‏ واستحداثه أقساما للأدب واللغة الفرنسية داخل الجامعات‏,‏ تلك التي كان لها الفضل في تبادل البعثات من وإلي فرنسا‏..‏ حتي يمكن القول بأنه إن كان هذا التواصل الذي قام به طه حسين بين الثقافتين قد حقق استفادة للثقافة العربية‏,‏ فإنه حقق أيضا استفادة للثقافة الفرنسية بشهادة مثقفيها وفي مقدمتهم أندريه جيد‏,‏ وأندريه روسو‏,‏ وإميل هنريو‏..‏ وهو ما أكد طابع التواصل بين الثقافتين العربية والفرنسية‏.‏

وشكرااااااااااااا