النوم هو إحدي الدعائم الاساسية في نمو الأطفال بشكل صحي وسليم‏,‏ ولذلك فإن دخول الطفل في النوم العميق يساعده في الحصول علي أقصي فائدة من الغذاء الذي تناوله طوال اليوم‏.‏ ويمكن حصر الاستفادة التي يحصل عليها الطفل من النوم العميق في ثلاث نقاط‏.‏

الأولي‏:‏ تنشيط خلايا المخ فتزداد قدراته علي التعلم من العالم الذي يحيط به‏.‏

الثانية‏:‏ تقوية الجهاز المناعي فيصبح الطفل قادرا علي مواجهة الأمراض التي تهاجمه في فترة الطفولة‏.‏

الثالثة‏:‏ تمثيل البروتينات والكربوهيدرات التي تقوم بتجديد خلايا الجسم بشكل عام‏,‏ وهو مايعني نمو طفل صحيح الجسد معافي البدن‏.‏

هذا ما قاله الدكتور كارل برجمان خبير الأطفال الالماني في ندوة‏’‏ نوم الطفل وغذاؤه والعلاقة بينهما‏’‏ والتي اقيمت علي هامش المؤتمر الرابع عشر لاتحاد أطباء الأطفال العرب‏.‏

وقد أكد الدكتور برجمان أهمية النوم الهاديء والمريح لأنه يسهم بشكل مباشر في نمو الطفل وصحته كما ان النوم العميق المتواصل يساعد الجسم علي الاستفادة المثالية من الغذاء الذي تناوله الطفل خلال اليوم‏,‏ مما يساعد بدوره علي تطور نموه العقلي والعصبي‏.‏ وكل الامهات يعرفن أن الأطفال الرضع والصغار ينامون لفترات طويلة‏..‏ خاصة خلال أول سنتين من عمرهم إلا إن فكرة الاستغراق في النوم تحتاج إلي المزيد من التوضيح‏…‏

فالطفل يمر أثناء نومه بعدة مراحل ليدخل في مرحلة النوم العميق والتي نعبر عادة عنها‏’‏ بنوم الملائكة‏’‏ هكذا يصبح النوم جزءا اساسيا في عملية النمو التي يمر بها الطفل‏,‏ وهو الأمر الذي يلقي الضوء علي الأهمية التي يلعبها النوم في أثناء هذه الفترة الحساسة من عمره‏,‏ وتتعدي وظائف النوم الحيوية حدودا ربما لم تخطر من قبل علي بال الاباء والأمهات فتشمل فوائد تتعلق بشكل مباشر بتجديد النشاط البدني والنفسي والنمو العقلي واسترجاع الذاكرة والنمو الوجداني والتمتع بطاقة أفضل خلال اليوم‏,‏ بالإضافة إلي رفع كفاءة جهازة المناعي‏.‏

فعندما يخلد الطفل للنوم الهاديء تنطلق بعض المغذيات المهمة التي تفرز أثناء النوم مثل الأحماض الأمينية والميلاتونين والجلوكوز وكذلك الأحماض الدهنية اللازمة للجسم مثل‏(‏ الأوميجا‏3)‏ وذلك كي تستخدم تلك المغذيات في اليوم التالي بمجرد الاستيقاظ من النوم‏,‏وعلينا كآباء وأمهات ان نهتم ونلتزم بعادات النوم السليمة التي تؤكد الدراسات أهميتها يوما بعد يوم‏,‏ كما يجب ان نتفهم الطبيعة الخاصة للصغار وان نتحلي بالصبر لتدريبهم وتدريب أنفسنا بدرجة كافية علي الالتزام بعادات النوم الصحية حتي يتسني لأبنائنا الاستفادة المثلي من فوائده‏.‏