أصبح الأهلي علي بعد نقطة واحدة من قمة الدوري المحببة له ولجماهيره بعد فوزه الكبير 3/1 علي أسمنت السويس العنيد مساء أمس في المباراة المؤجلة التي جرت بينهما أمس باستاد القاهرة ونستطيع أن نقول ان الأهلي “نوَّر” الاستاد الذي انطفأت أنواره قبل مباراة غريمه التقليدي الزمالك يوم الجمعة بسبب “ماس” مفاجيء.. والأهلي “نوَّر” بالطبع بانتصاراته المتتالية علي طريقة السهل الممتنع وأيضا علي الطريقة الجديدة وهي التألق في الشوط الثاني منذ النهائي الشهير أمام الصفاقسي التونسي والذي احتفظ خلاله بكأس دوري أبطال افريقيا.
سجل ثلاثية الأهلي محمد شوقي في الدقيقة 49 من الشوط الأول وزيدان الكرة المصرية محمد أبوتريكة والقناص الخطير عماد متعب في الدقيقتين و31 من الشوط الثاني.. بينما سجل محمد عادل هدف الأسمنت الوحيد في الدقيقة 8 من الشوط الثاني.
أضاع أبوتريكة ضربة جزاء في الدقيقة 25 من الشوط الثاني عندما أطاح بالكرة فوق العارضة.
استغل الخواجة جوزيه وحسام البدري مباراة الأمس في تجربة بعض النجوم حيث دفع بعبداللاه جلال واحمد صديق من البداية كما أشرك أبوتريكة من البداية أيضا برغم أنه لم يبدأ به في مباراتي بتروجيت وطلائع الجيش كما أشرك عماد النحاس لأول مرة في آخر 10 دقائق بعد غياب طويل بسبب الاصابة وبالطبع كل ذلك لتجهيز فريق قوي يخوض به بطولة العالم للأندية باليابان.
رفع الأهلي بهذا الفوز رصيده إلي 26 نقطة ويحتاج إلي نقطة واحدة ليجلس علي القمة وله مباراتان مؤجلتان مع الحرس وانبي بينما يتصدر الاسماعيلي برصيد 27 نقطة في حين تقهقر الزمالك للمركز الثالث برصيد 23 نقطة وله مباراة مؤجلة.
لم يكن الحكم السيد فتحي موفقا عندما احتسب ضربة جزاء غير صحيحة ولم يكن حازما في ايقاف الخشونة من جانب لاعبي الفريقين وبصفة خاصة من الأسمنت.
لعب الأهلي بطريقة السهل الممتنع وتغلب علي الارهاق الذي يعاني منه لاعبوه لأنهم لعبوا 3 مباريات في 9 أيام بينما قدم الأسمنت مباراة جيدة في حدود امكانيات لاعبيه ويكفيه انه سجل ثالث هدف في مرمي الحضري.
كانت لفتة طيبة من فريق الأسمنت تهنئة الأهلي باللقب الأفريقي بباقات الورود الحمراء.
الشوط الأول
استثناء هدف محمد شوقي وبعض لمحات أبوتريكة “زيدان الكرة المصرية” وفلافيو فإن الشوط الأول لم يشهد شيئا يستحق الاشادة.
جاء أسمنت السويس بقيادة مدربه محمد عامر إلي استاد القاهرة وأعدوا عدتهم لإيقاف مفاتيح الخطورة في الأهلي في خطي الوسط والهجوم لذلك احتفظ عامر بأكبر عدد من لاعبيه في منطقة الوسط.. كما أعطي تعليمات واضحة للاعبيه بالضغط علي لاعبي الأهلي بجدية شديدة وصلت إلي الخشونة في كثير من الأحيان.. وتعرض عماد متعب وفلافيو وابوتريكة لرقابة مشددة وصارمة مما أصاب مثلث الرعب الهجومي الأحمر بالشلل التام طوال هذا الشوط وتحطمت هجمات الأهلي علي صخرة الدفاع الأسمنتي والذي كان يمثل حاجزا اسمنتيا منيعا أمام مرمي علي حجازي.
كما تفوق خط وسط الأسمنت علي نفسه بقيادة عادل مصطفي ومحمود النادي واستطاع الاثنان بالتعاون مع ابراهيم بعرور منع محمد شوقي وحسام عاشور من المساندة الهجومية.
وبرغم ذلك كله كان في مقدور الأهلي تسجيل هدف مبكر لولا براعة علي حجازي الذي يستحق لقب نجم الشوط الأول بجدارة لأنه يتصدي لعدة كرات خطيرة من أبوتريكة مرتين.. ولصاروخ لا يصد أو يرد من النجم الصاعد أحمد شديد قناوي كما وقف الحظ بجانبه عندما مر صاروخ آخر لأحمد صديق بجوار القائم الأيسر مباشرة كما تصدي لتسديدة يسارية قوية لفلافيو.
هدف شوقي
في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع توج الأهلي ضغطه في الدقائق العشر الأخيرة بهدف جميل صناعة زيدان المصري “أبوتريكة” والمتألق فلافيو حيث أرسل أبوتريكة كرة من نصف الملعب لفلافيو علي قوس منطقة جزاء السويس هيأها لمحمد شوقي المتقدم من الخلف تقدم خطوتين وسدد صاروخا من 25 ياردة في الزاوية اليمني البعيدة.
علي الجانب الآخر أحرج كمال علي ومحمد عادل مهاجما الأسمنت دفاع الأهلي والحارس الحضري أكثر من مرة وبصفة خاصة محمد عادل الذي سدد كرة من نصف ملعب الأهلي وكان الحضري متقدما من مرماه مرت فوق المقص الأيسر واصطدم الحضري بالقائم وأصيب واحتاج علاجه لحوالي ست دقائق.
كما شن كمال علي غزوة فردية في الدقيقة 25 راوغ خلالها أكثر من مدافع أهلاوي وسدد بيسراه خارج القائم الأيسر مباشرة وكانت أخطرها للأسمنت في هذا الشوط.
الشوط الثاني
تحسن الأداء في الشوط الثاني بعد أن تحرر الأسمنت من طريقته الدفاعية لتعويض الهدف الذي سجله محمد شوقي قبل نهاية الشوط الأول.
ونزل الأهلي مصمما علي تسجيل مزيد من الأهداف.
ولم يمض وقت طويل حتي تمكن محمد أبوتريكة من تسجيل الهدف الثاني بعد 7 دقائق فقط من متابعة جيدة لتسديدة حسام عاشور المتقنة والتي حاول حارس الأسمنت إبعادها لتجد أبوتريكة الذي يودعها بكل هدوء وبساطة في الزاوية الضيقة ولم يتمكن المدافعون من اللحاق بها.
وبعد أقل من دقيقة وفي ظل فرحة لاعبي الأهلي بهذا الهدف فاجأ الأسمنت بطل أفريقيا بهدف مخطوف عندما سدد إبراهيم بعرور كرة قوية من خارج منطقة الجزاء اصطدمت في أقدام مدافعي الأهلي لتصل إلي محمد عادل غير المراقب ليجد نفسه وجها لوجه مع عصام الحضري فلعب الكرة لوب من فوق رأسه داخل الشباك.
وبرغم حرج الموقف وتقلص الفارق إلي هدف أصر جوزيه علي إجراء التغييرات “المونديالية” التي كان ينويها فأشرك إسلام الشاطر في الدقيقة 15 بدلا من أحمد صديق ثم أسامة حسني العائد أيضا من الإصابة بدلا من فلافيو المجهد في الدقيقة .20
وبالفعل كان للتغييرين أثرهما في تفعيل الشق الهجومي.
عدالة السماء
في الدقيقة 25 يخطيء السيد فتحي حكم المباراة في احتساب ضربة جزاء لعماد متعب مشكوك في صحتها بحجة أن بعرور عرقل عماد من الخلف ولم يحدث.. وتصدي أبوتريكة للضربة وأطاح بها فوق العارضة لتنزل عدالة السماء باستاد القاهرة علي رأي معلقنا الرياضي محمود بكر.
يتألق أسامة حسني ويقدم إحدي لمحاته عندما يتلقي كرة من أبوتريكة ويرسلها بالمقاس لحسام عاشور الذي سددها بطريقة غريبة فوق العارضة وهو أمام المرمي ولا يضايقه أحد.
هدف جميل لمتعب
في الدقيقة 31 يعيد أبوتريكة البسمة لجماهير الأهلي ويصالحها عندما يرسل كرة عكسية إلي أسامة حسني ليدخل منطقة الجزاء ويراوغ محمود النادي في نصف متر ويرسل كرة بالمقاس لعماد متعب وسط زحمة مدافعي الأسمنت ليسدد مباشرة بباطن قدمه داخل المرمي وسط غابة من السيقان!!
يطمئن جوزيه والبدري للفوز.. وتأتي لحظة عودة النحاس للبساط الأخضر بعد غياب طويل.. وفي الدقيقة 38 ينزل النحاس أرض الملعب بدلا من أبوتريكة ويتقدم عبداللاه جلال الذي لعب مباراة جيدة للوسط.. ويلعب النحاس في مركزه المفضل في الليبرو ويهدي أحمد شوقي فرصة تسجيل هدف إلا أن الأخير رفض الهدية.
أما أسمنت السويس فقد تأثر بالهدف الذي دخل مرماه قبل نهاية الشوط الأول فلعب مهاجما علي حساب الناحية الدفاعية.. وكانت تغييرات محمد عامر كلها هجومية علي أمل التعادل أو الخروج بأقل هزيمة ممكنة.. فلن يمكن مثل بتروجيت أو طلائع الجيش وانهزم بالثلاثة فقط وتجمد رصيده عند 15 نقطة.
نجوم المباراة
** امتياز: لا أحد
** جيد جدا: حسام عاشور ومحمد شوقي ومحمد عادل
* جيد: أبوتريكة وعماد متعب وفلافيو وعلي حجازي وإبراهيم بعرور وعادل مصطفي ومحمود النادي
ابن وادى النيل