نزار قباني

المسا شلال فيروز ثري

وبعينيك آلوف الصور

وانا متنقل بينهما

ضوء عينيك وضووء القمر

نزار قباني

ليس من السهل ان اتطرق للحديث عن موضوع كهذا

فلغة العيون هي اللغة التى حيرت الادباء والتى لم يضع لها قواميس الى الان

فهي ابلغ واعمق من مجرد كلمات ..هي حوار من روح لروح وعلى الملا دون ان يسمع في الحوار كلمه واحده .

فالعيون ليست وسيله للنظر فحسب بل هي وسيله ايضا للتعبير عما في النفوس وهي دائما تنم عن ما يعجز اللسان عن ذكره او عن ما يخبيه القلب

العيون وسيله للتعبير عن اشياء كثيره

فمنها :

صاحبه نظرات قلقه

ومنها الخائفه

منها المحبه

ومنها المستسلمه

منها الحائرة

ومنها المستفهمه

ومنها الساحره

منها اللامباليه

ومنها المعبره

وقد ذكرت العيون في مواضع كثيرة

ففي القران الكريم :

قال تعالى (عليه من الموت فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى )

وقال الشاعر:

إن العيون لتبدي في نواظرها………….. ما في القلوب من البغضاء والإحن

وقال الآخر:

العين تبدي الذي في قلب صاحبها …………من الشناءة أو حب إذا كانا

إن البغيض له عين يصـــدقها ……….لا يستطيع لما في القلب كتمانا

فالعين تنطق والأفواه صـــامتة ……. حتى ترى من صميم القلب تبيانا

وهذا دليل ان العين تنم عما في القلوب

العيون وكلامها ولغاتها بحر اخر وعالم واسع قد نستعجب من قدرتها

كيف تكون اصدق من اللسان

كيف تعبر بطريقه ابلغ مما يكتبه الشعراء

اذكر انه كان لي صديقه كنت افهم ما تريد ان تقوله لي ونحن بين جمع من الناس وذلك دون ان تتفوه بكلمه ودون ان يسمعها احد وكنت ارد انا الاخرى عليها بعيني وكانت تفهمني

اذن هي الاخرى تجانس الارواح وتكون هنا العين هي الوسيله للحوار

وقد نتســـــائل … بـــأي حــروف تكتــــب هذه اللغة ؟؟؟

ان لغة العيون هي اللغه التى تعتمد على الاحساس بلا حروف ولا كلمات

فهي الباب لكل حب وهي مرسال لما نحب ان نوصله بلا كلمات ولا بريد

وهي ايضا مرسال للعشاق

كما قيل عنها :

عيــــون من السحــــر المبيــــــن تبيّـــــــــن

لها عنـــد تحــريــــــــك الجفـــون سكــــــون

إذا أبصـــــــرت قلبـــــا خليـــــاً من الهــــــوى

تقول لــــــــه كــــــن مغرمـــــــــاً فيكـــــــــون

وقيل أيضــــــا :

من عيون خــــذ مراسيــــــل الغـــــــــــــرام

ان كــــان تفهـــم في لغــــة حب العيــــــون

لم ينسى الشعراء والادباء العيون بل كان لها وجود كبير وملحوظ في كتاباتهم وفي غزلهم

وكتبوا عنها الكثير ووفقا لكل معانيها

ف أحيانا كانت تبدى العين ما يضمر فى النفس من رغبة لا يمكن التصريح بها بالقول:

وهذا ما ذكره الشاعر في قوله

رمزت إليّ مخافة من بعلــها من غير أن تبدى هنـاك كلامها

وهناك العين التى تحب :

فعين الحبيبة تفعل فى الحبيب فعل السحر.. فهى النعيم و العذاب فى آن ، يقول ابن الرومى :

نظرت فأقصـــدت الــفؤاد بسهمـها ثم انثنت عنه فكـــاد يهيم

ويلاه إن نظرت وإن هى أعرضت وقع السهـــام ونزعهن أليم

وهناك ايضا العين التى تستحضر الذكرى

وقال الشاعر

إذا كنت لست معى فالذكر منك معى يرعاك قلبى وإن غُيبت عن بصرى

العين تبصـر من تـهوى و تفقـده وناظـر القلب لا يخلو من النظر

وقد تكون العين وسيله للنداء على العين الاخرى دون كلام

واستشهد بذلك على ما ذكره الشاعر :

دعا طرفه طرفى فأقبل مسـرعا فأَثر فى خديه فاقتص من قلبى

شكوت إليه ما ألاقى من الهوى فقال على رغم فُتنت فما ذنبى

وهناك العين التى تتكلم وترحب وتبتسم دون كلمه

وقيل في ذلك ”

أشارت بطرف العين خيفة أهلهـا إشارة محزون ولـم تتـكلم

فأيقنت أن الطرف قد قال : مرحبا وأهلا وسهلا بالحبيب المُتيم

وهناك الكثير والكثير ولكن السؤال الان

هل كل عين تفهم لغة العيون ………………………………………؟؟؟

هي اللغة التى لا تدرس ولكننا نشعر بها

هي اللغة التى بلاحروف ولكننا نقراها

فلغة العيون اصدق لغة فهي لا تعرف الكذب والنفاق بل تتكلم عن صاحبها

فهي افصح من الكلام وابلغ من تعبير الادباء واعمق من اي سلوب قد يكون مصطنع

فالابتسامه قد تكون فقط مرسومه على الشفاة بلا احساس والقصيده قد تهدى بلا مشاعر والورد قد يهدي مجامله ولكن العين لا تجامل ولا تنافق ولا تنقل الا مافي القلب…

وقد اخترت لكم مجموعة من الابيات التى ذكرت فيها العين

اللــــــه أكبــــــر كيـــــف يجــــرجن العيـــــــون

كيــف ما يبــــرى صويــــب العيــــــن أبــــــــــد

أحســــب إن الرمــش لا سلهـــــم حنـــــــون

أثـــر رمــش العيــــــن ما يـــــــاوي لا حــــــــد

يــــوم روّح لــــي نظــــر عينــــــــه بهـــــــــون

فـــز لـــه قلبــــــي وصفـــــــق وارتعـــــــــــــد

لفّنـــــي مثــــل الســــحايـــب والمـــــــــزون

في عيونــــي بــــرق وبقلبـــــــــــي رعـــــــد

نقــــض جــــروحــــي وجدد بــــــي طعــــــون

قلـــت يكفــــي قالـــــت عيونــــــــه بعــــــــد

وانعطـــف هــــاك الشعـــر فـــــــوق المتـــون

وانثنـــــى عـــــــوده وقفــــــــــى وابتعـــــــــد

أشغلتــــــــني نظــــــــرة العيـــــــن الفتـــون

حيــــرتنـــــــي بالتوعــــــــد والوعــــــــــــــــد

هـــي تمــــــون العيــــــــن وإلا ما تمـــــــــون

لي خــــــذت قلبـــــــي وقفـــــــت يا سعـــــد

وقال اخر :

إن العـــيون التى فى طرفها حــور قتــلننا ثم لم يحيـــين قتلانــا

يصرعن ذا اللُّب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله أركـانا

و العين هى الملامة فى كل الأحوال ، فهى باب القلب ، جالبة الأسى له ، قال أبو تمام :

لأعذبن جفون عينى إنمـــا بجفون عينى جُــل ما أتعذب

وهنا اذكر الحوار الذي دار بين الشاعر وقلبه وعينه

حيث انه اتهم عينه انها سبب ما لاقاه من عذاب حبه

فترد اليعن ان الذب ذنب قلبه وتلومه العين وتقول بل لا انها عينك وتضع اللوم على

إذا لمت عـــينى اللتــين أضـرتا بجسمى يوما قالتا لى لُمِ القلبا

فإن لُمت قلبى قال : عيناك قادت إليك البلايا ثم تجعل لى الذنبا ؟

، قال أبو جعفر الأندلسى :

لو كنت تعلم ما عيناك قد صنعا لما بخلت على المشتاق بالأمـل

لكن بخلت فلم تعلم بمـا صنعت فى مهجتى لحظات الأعين النُّجُلِ

وادرج تحت هذه الامثله ما كتبته زميلنا في مجالسنا الدكتور أنمار السعيد

حين كتب عن العين قصيده

عيناك قصيدتان :

عيــناك ….أ م جـــزرتا صحو , وعنـــــــــــــــدلة

أم حزمتا فرح ….من عــــــــــــــــــــــرس آذار

أم نهدة من ضلوع الغيب , تسكبـــــــــــــــــها

أيدي المغيب .. على أهداب بحــــــــــــــــــــار

عيناك …قافية شقراء.. ما عصــــــــــــــــرتهـا

كف وحــــــــي , على أحضان قيثـــــــــــــــار

قصيدتان..شراعان … رفيفهــــــــــــــــــــــما

في وحشة التيه دربي , شمعتــــــــــا داري

دوختاني وضاعت فيهما سفنــــــــــــــــــــي

أميرتي…. سئمت عيناي ابحـــــــــــــــــــاري

لاتهجريني.. فبيتي , عاتب , ظمــــــــــــــىء

لخطوة , حره , بحاء , معطــــــــــــــــــــــــار

تزور بابي…وتنمــــــــو فوق عتبتـــــــــــــــه

ضفائرا” , من أصابيح , وأقمـــــــــــــــــــــــار

تشد عيني , لزهو الغيم , تنحـــت مـــــــــن

ستائر الشفق المخمور , أســـــــــــــــواري

هذا الرماد ســـمائي , لو حلمت بهــــــــــــا

لزارها البحــــر , وانهلت بأمطـــــــــــــــــــار

ودغدغ الصبح , راياتي , ضفاف غـــــــــــدي

ولاذ بي كل نجم , مقفر , عـــــــــــــــــــــار

من صيف عينيك , عصفوران في كبـــــــدي

كم أدميا , احرفي الولهى , واشـــــــــعاري

ان تبسمي , تغسل الاصداء قافيتـــــــــــي

ويورق الامـــل , في صحراء أوتــــــــــــاري

عيناك أم غيمتا صحو , تذرهمــــــــــــــــــا

أنامل الله …. في أضلاع قيــــــــــــــــثاري

فما اجملها حقا من قصيده تغزلت بالعينان بطريقه راقيه وجميله جدا

واختم انا الموضوع بكلماتي انا

تلك العيون

تلك العيون التى حيرتني

تهت فيها وما عدت ابصر دربي

ومن نظرة للاخرى سحرتني

واصبحت من هواها اجهل اسمي

وكانها من رمشة غيرتني

تلك العيون التى ذوبتني

وبجمالها وحسنها اسرتني

فسرحت فيهما وعدت لا اعرف غدي من امسي

شمس الامل

وختاما

ليتنا جميعا نتعلم لغة العيون

تحيااااتي

شمس الامل