( رسالة إلى الوردة السوداء )

ما أجمل أن تكوني في حديقة مليئة بالورود الجميلة ..
ما أجمل تلك الحديقة وألوان الورود بها مختلفة ..
ناهيك إذا اكتشفت أن بتلك الحديقة ، وردة نادرة بجمالها ، لم ترها عين قط ..
وردة ملونة بجميع ألوان الطيف ..
فستعتبرينها بلا شك ، أنها أجمل الورود ..
وستستميلين إليها ، وتعجبي بها ، عن باقي الورود الأخرى ..
نعم ، فأنت هي ..
إلى الوردة التي اعتبرتها من أجمل الورود وأندرها ..
لقد أحببت فيك جمالك الرائع ، وصمتك الرهيب ، وكل شي فيك ..
لم أرى منك ما أراه عند بقية الفتيات ..
فعلا يا عزيزتي ..
لقد أحببتك بصدق وإخلاص ، فجعلتك هدفي الذي أسعى إليه في المستقبل ..
على مدار الأيام ، أحسست بأني وقعت في زمام حبك ..
لا أرى فتاة إلاّ وأتخيلها أنت فقط ، لا غير سواك ..
لا أنام الليل إلاّ وأفكر فيك ..
لقد أحببتك ، ولكن لا أعرف إن كنت تبادليني الحب تجاهي ..
أحسست بأنك تحاولي التقرب مني ..
ولكن ، كيف أبدأ بالكلام ؟ .. كيف أعبر ؟ .. كيف أكتب هيامي إليك ؟ ..
كيف أصارحك بحبي وعشقي الذي يشتعل نارا في قلبي ؟ ..
كنت دائما متخوف من ردة فعلك ..
ولكن ، آن الأوان أن أقول لك بما يخبئه قلبي ..
ليس من السهل أن تخبئي في جعبتك ذلك السر العظيم ! ..
ولكن لابد وأنه سيأتي يوما ما ، وينكشف ذلك السر للجميع ..
فمن عادات المحب أن يتابع حبيبته ..
في أخلاقها وتصرفاتها ومشيتها وجمالها ولباسها و … و .. .
ويتابع كل شيء يتعلق بأمور حياتها ..
فكنت أنا كذلك ، أتابعك أينما ذهبت ، دون أن تشعري بي ..
نعم عزيزتي ..
أكتب إليك هذه الرسالة بعدما اكتشفت بنفسي سرك الذي تخبئينه ..
رأيت بعيني ذلك المشهد الذي هدّ كياني وقطع شراييني ..
أصبحت في عالم آخر ، عالم اللامعقول ..
زملائي من حولي يحدثوني ، ولكن أين أنا ؟ ..
إني غارق في التفكير ، أفكر في ذلك المشهد الذي تمنيت أن لا أراه بأم عيني ..
آآه يا زمن ! ..
لقد ذبلت وردتي الجميلة وطعنتني أشواكها ، لم أعد أرى ألوان الطيف فيها ..
ولكن رأيت بها لونا واحدا ، وهو لون الهم والغم والكرب .. الأسـ ..؟
اعتلى الحزن في وجداني ، وتدفقت الدموع على خدي ..
هذا أنا أسطر كلمات الحزن والأسى ، مليئة بالعبرات ..
محزونة على ما فات ، من سكات وحسرات وونات ..
هيهات يا حبي ، لن ترجع أجمل اللحظات ، فالحب قد مات ..
هذه أقوى صدمة واجهتها في حياتي ، وجعلتني في شتات ..
لقد عرفت السر ، واكتشفت أنك تخرجين معه بسرية تامة ..
أهلك الطيبون لا يدرون بأن وردة منزلهم الجميلة ، تخرج مع شاب ..
شاب يخدعها ويعبث بعواطفها ، مستترا وراء المظاهر الكاذبة والادعاءات الزائفة ..
نعم ، هذه حال بعض الشباب في هذا الزمن ..
ولكن ، مهما مرت الأيام .. وكما اكتشفت أنا ..
سيأتي يوما ما ، وينكشف سرك الدفين لأهلك ، مهما حصل ومهما كان ! ..