من صور الاشتقاق تعليل التسمية ، فعن طريق الاشتقاق يمكن الكشف عن العلة التى تربط الاسم بمسماه ؛ ” فهو يفسر مرجع الاسم ويوضح مم أخذ ” (1)

وتعليل التسمية يعنى إظهار العلة التى من أجلها سمى اللفظ بالاسم الذى يطلق عليه.

وقد عنى العلماء بهذه العلاقة بين الاسم والمسمى فأشار كثير منهم إليها فى مؤلفاتهم ، فكثيرًا ما كان يشير الزجاج إلى تعليل التسمية فى كتابه :

( معانى القرآن وإعرابه ) وعلى سبيل المثال تعليله لتسمية (البروج) بقوله: ” كل ظاهر مرتفع فقد برج ، وإنما قيل لها بروج لظهورها وتباينها وارتفاعها ” (2)

وعلل الراغب الأصفهانى لتسمية ( الخمر) بهذا الاسم فقال :

” أصل الخمر ستر الشىء ، ويقال لما يستر به خمار … والخميرة سميت لكونها مخمورة من قبل … والخمر سميت لكونها خامرة لمقر العقل ” (3)

وأشار سلمة بن مسلم الأباضى إلى تعليل التسمية فى كتابه :

( الإبانة فى اللغة العربية الشريفة ) ومثال ذلك ما ذكره فى تعليل تسمية الإنسان قوله :” سمى الإنسان إنساناً لنسيانه ، قال الله تعالى ” وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ ” (4) وقال أبو تمام :

لا تَنْسَيَنَّ تِلْكَ العُهودَ فإنما *** سُِميتَّ إنسانًا لأنك ناسٍٍ

وقيل : سمى إنسانًا لأنسه ، كما سمى القلب قلبًا لتقلبه ، قال الهُذَلِىّ :

وما سُمِّىَ الإنسانُ إلا لأنسِهِ *** ولا القلبُ إلا أنه يتقلب ” (1)

وذكر السيوطى تعليلاً لتسمية قريش بهذا الاسم فقال : ” قال معاوية لابن عباس : لم سميت قريش قريشًا ؟ قال : بدابة تكون فى البحر من أعظم دوابه ، يقال لها القرش لا تمر بشىءٍ من الغث والسمين إلا أكلته ” (2)

وعلل ابن قتيبة لتسمية مهلهل بهذا الاسم فقال : ” مهلهل : من هلهلت الشىء إذا رققته ، وقيل إنما سمى مهلهلاً لأنه أول من أرقّ الشعر ” (3)

وأشار الزمخشرى إلى تعليل التسمية كثيراً فى كتابه ( الكشاف ) وعلى سبيل المثال ما ذكره فى تعليل تسمية رمضان بهذا الاسم فقال :

” فكأنهم سموه بذلك لارتماضهم فيه من حر الجوع ومقاساة شدته … وقيل لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التى وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر ” (4)

كما ذكر ابن الخطيب علة تسمية الواقعة بهذا الاسم فقال :

” وسميت واقعة : لتأكد وقوعها ” (5)

أرجو أن ينال هذا الموضوع إعجابكم وسوف أرشدكم بعد ذلك إلى تعليل لبعض الأسماء الأخرى إن شاء الله