السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بصراحة و عفوية مطلقة فتحت له قلبها و حكت له كل آلامها و احزانها و ما يعتمل صدرها؛ لأنها صادقة مع نفسها قبل أن تكون معه و مع غيره من الناس, اعماها عن الرؤيا الصحيحة و الواضحة لها سلب عقلها بلطفه و طيبته الزائفة و حنانه المبالغ فيه, جعلها تثق به حتى صار ان اتفقا على اللقاء في مكان هادي بسيط بعيد عن الناس, في بادي الامر رفضت هذا اللقاء, و ظل لا يتصل و يتحدث معها فترة شهر و إذا اتصلت به تحجج بأنه مشغول و بعد فترة هو سيتصل فتنتظر و لا يتصل بها, و كلما طال بعاده عنها زاد شوقها له و رضخت له و وافقت على لقاءه و قرر ان يحدد هو المكان و هي الزمان, لم تكن تعرف بأنه عد عدته لنيلها و سلبها اعز ما تملك, لم كيف و اين و كانت متخوفة من لقاءه و اخبرته بذلك و رد عليها بأنها إذا لا تريد لقاءه فلا داعي لاستمرار علاقتهما بعد ذلك, حاولت ان تتجاهله و تعيش حياتها و لكنها اعتادت على سماع صوته كل يوم و على فترات متواصلة كيف تعتاد ان تخلو حياتها من وجوده و هو الذي صار لها كل الوجود؟ وافق مجبر على لقاءها في مكان عام حتى يعتادا الوضع بينهما, رأيا بعضهما في المستشفى اول مرة وصار بينهما لقاءات اخرى, عندما اردت ان تحدد له موعد للقاء اهلها طلب منها بأن تمهله فترة حتى يرتب لكل شيء, و اخذها ذات يوم ليريها شقة اعجبته و يريد ان يشتريها و يريد رأيها في الامر, بعدم ادخلها طلب منها تجلس كانت تلح عليه حتى لا تتأخر تريد ان ترى خالتها قبل أن تسافر للخارج, ماطلها و اخذ يتودد اليها بطريقة غريبة عليها خافت و عندما نهضت امسكها من وسطها و جذبها اليه, كانت تتوسل اليه بان يتركها تذهب لم يسمعها اظهر لها الوجه الآخر, وبعدما اخذ منها الذي يريد و اكتفى اخذ في تهدأتها و انه لم يستطع ان يتمالك نفسه و انه سياتي في نهاية هذا الاسبوع لخطبتها و الزواج منها وان ما حدث لا يجب ان يؤثر على علاقتهما و ان ما حدث لن يتكرر و أن اغلب الاحبة هكذا صدقته, و اخذ يمسح الدموع عن خدها ؛و هو يبتسم في نفسه لسذاجتها و ثقتها به؛ وعدها بأنه سيتزوجها و انها له وهو لها و يجب ان لا تخاف ما دام موجود معها, و قبل نهاية الاسبوع بيومين اتصل و اعتذر منها و اخبرها بأنه خارج البلاد و يمكن يرجع في بداية الاسبوع التالي, و عندما عاد طلب رؤيتها لأمر مهم جداً و ضروري أن يراها, و عندما ذهبت اخذ مبتغاه منها و وعدها بأنه سيتزوجها و هي مصدقة؛ لا تعلم بأنه يدبر ليسافر خارج البلد للأبد و لن يعود في القريب العاجل؛, عرفت و ايقنت بأنه يخدعها و يماطلها ليهرب من البلاد قررت ان تخبر اخاها بكل ما حصل و فعلاً في البدء استنكر منها هذا العمل ولكنه بعد ان فكر جيداً طلب منها بأن تتصل بهذا الشخص وتخبره عن رغبتها بالكلام معه لأمر هام دون أن تخبر عن حملها, و فعلاً ذهبت لرؤيته و كانت تحمل مسجلة صغيرة في جيبها تسجل كل ما بقول وجعلته يحكي لها كل المشاريع التي يحلم بأن يحققها معها و أنه هذه الفترة مشغول في أمور عدة؛ كان اخوها و الشرطة معه يستمعون لكل كلمة يقولها؛ عندما سألته متى سيتقدم لخطبتها تردد في البداية و اخبرها في نهاية هذا الاسبوع سيأتي هو و عائلته و عندما حاول أن يلمسها صرخت, طبعا جاء اخوها لنجدتها أستغرب هو من أين و كيف طلع؟!
هو الآن في السجن بعد ان زواجه منها عن طريق المحكمة و هي تربي ابنها و تعيش لأجله و اخواتها يساندونها على ذلك.

تـــــــــحـــــياتــــــي