الرئيسية › منتديات › مجلس القصص والروايات › — الأمثال —
- This topic has 4 ردود, 3 مشاركون, and was last updated قبل 23 سنة by فتى قريات.
-
الكاتبالمشاركات
-
7 أكتوبر، 2001 الساعة 7:11 م #6229فتى قرياتمشارك
تتأكد تجليات الحكاية التفسيرية والمغزى الاعتباري فى ضرب من القول هو ((المثل))، ففيه يمهران هذا النوع النثرى بطابعه الهادف إلى تثبيت قيمة اعتبارية غالباً ما تصاغ صوغاً متفرداً دالاً على الحكمة المستخلصة من تجربة عملية، وتقوم الحكاية التفسيرية بإضاءة الجانب الخاص بظروف قول المثل. ويعدّ المثل أخص مظاهر الثقافات الشفاهية حيث تتركز التجارب فى صيغ قولية مكثفة ومعبرة، ويمكن تداولها والاعتبار بها فى مواقف محددة، ذلك أنّ تركز البعد العملي فيها خصب وعميق وموحٍ.
يعرّف المثل بأنه: “قول محكي سائر يقصد منه تشبيه حال الذى حكى بحال الذى قيل لأجله”، وحسب النظّام لا بدّ أن تتوفر فيه عناصر أربعة لا تجتمع فى غيره من ضروب القول، وهى:
إيجاز اللفظ
إصابة المعنى
جودة التشبيه
حسن الكناية
ويغلب أنّ الأمثال كانت شائعة فى العصر الجاهلي، وإنها كانت وسائل لتجميع التجارب الواقعية والتأملات الاعتبارية، وقد انصرف إليها نخبة من الكتاب العرب القدماء يبحثون فى مصادرها وأصولها ومنهم: أبوعبيد، والمفضل بن سلمة الضبى، أبوهلال العسكرى، حمزة الأصبهانى، والميدانى، والزمخشرى… الخ وخصّوها بكتب كبيرة. ويذهب القلقشندى إلى أنّ الأمثال لكونها مختصرة، فإنها تورد للدلالة على أمور كلّية مبسوطة، وليس فى كلام العرب أوجز منها، ولماّ كانت كالرموز والإشارة التى يلوح بها على المعاني تلويحاً، صارت من أوجز الكلام وأكثره اختصاراً64.
جرى تصنيف متعدد للأمثال القديمة تبعاً لوضوح المقصد أو غموضه حيناً، وتبعاً لحقيقة الواقعة التى قيل فيها المثل أو رمزتيها حيناً آخر. وضمن المستوى الأول قسم المثل على قسمين: الأول قريب الفهم بظهور معناه، وكثرة دورانه بين الناس، مثل قولهم: ((عند الصباح يحمد القوم السرى)). وهو مثل يضرب للترغيب فى السير ليلاً والحث عليه، والثانى: بعيد من الفهم لقلة دوارنه بين الناس، كقولهم: ((إن يبغِ عليك قومك لا يبغِ عليك القمر)). وهو يضرب لمن ينكر الأمر ظاهراً عناداً. والحكاية التفسيرية التى تؤطّر المثل تقول إن بنى ثعلبة بن سعد بن ضّبة فى الجاهلية، تراهنوا على الشمس، فقالت طائفة: تطلع الشمس والقمر يرى، وقالت طائفة: يغيب القمر قبل أن تطلع الشمس. فتراضوا برجل جعلوه حكماً، فقال واحد منهم: إن قومى يبغون علي، فقال الحكم: ((إن يبغِ عليك قومُك لا يبغِ عليك القمر)). وهذا المثل لو أخذناه على حقيقته من غير نظر إلى القرائن المنوطة به، والأسباب التى قيل من أجلها، لا يعطى من المعنى ما أعطاه المثل. بل ما كان يفهم من هذا القول معنى يفيد، لأن البغي هو الظلم، والقمر ليس من شأنه أن يظلم احداً .
أما التصنيف الذى قام على أساس النظر فى أصل المثل، فقد قسم الأمثال على قسمين، الأول: الأمثال الحقيقة: وهى الأمثال التى وقعت حقيقة نتيجة لحادثة، ثم استخلص المثل من تلك التجربة الواقعية، ومثال ذلك قولهم(( ما يوم حليمة بسر)). وهو يضرب للدلالة على كل أمر شائع معروف، وحكايته التفسيرية تذهب إلى أنه يرتبط بحادثه تاريخية، فقد وجه الحارث الغسانى جيشاً للمحاربة المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة. وقبل خروج الجيش قامت(( حليمة)) بنت الحارث الغسانى بتطييب الفرسان بعطر، واشتهر أمرهم فى غزو الحيرة قبل انطلاقهم، وقد انتصروا فيه على أعدائهم، وصار المثل يضرب لكل شئ معروف لا ينطوى على سرّ والثانى: الأمثال الفرضية أو الرمزية، وهى الأمثال التى لا يعرف لها أصل تاريخى، وتأتى غالباً على ألسنة الحيوان، ومثال ذلك قولهم(( إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض)) وتسند الحكاية التفسيرية هذا القول إلى ثور. ومؤدى الحكاية مستخلص من واقعة مفادها أنّ هناك ثلاثة ثيران أبيض وأسود وأحمر يعيشون فى أجمة مع أسد. وكان هذا الأسد لايثور عليها لأنها مجتمعة تخيفه، فقال للأسود والأحمر يوماً: لو تركتمانى أكل الأبيض لصفت لنا الأجمة، لأن لونه يخالف ألواننا ويدل علينا، فقالا له: دونك فكله، فأكله. وبعد أيام قال للأحمر: لونى لونك فدعنى آكل الأسود لتصفو لنا الأجمة، فقال دونك فكله، فأكله. حتى إذا كان ذات يوم قال للأحمر: إنى آكلك لامحالة. فقال ولكن دعنى أنادى ثلاثاً، قال افعل، فنادى(( إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض)). فكان مثلاً يضرب لمن يسلم فى أعوانه، ويفرط فيهم، فتكون نهايته الهلاك)66.
ليس ثمة دليل يثبت انبثاق المثل عن الحكاية التفسيرية المرافقة له، ومن المحتمل أنّ تلك الحكايات تتغير تبعاً لتغّير البينات الثقافية بما لا يتعارض مع دلالة المثل. ويشمل التغيّر الأسماء والأحداث والأزمنة والأمكنة، وفى بعض الأحيان تلفق قصص تفسيرية لاعلاقة لها بالمثل67. وبما أنّ المثل صيغة شفاهية الأصل فالتطور والتغيّر والتكيفّ مع البيئات التي تتداوله أمور طبيعية تلازمه.وفى كل مرة يظهر فيها المثل بناء على مخاض عملى واقعى أو رمزى، فأنّ الغاية الاعتبارية تكون حاضرة فيه.
يصعب إدراج المثل بوصفة نوعاً أدبياً نثرياً طبقاً للمعايير التى تحدد الأنواع الأدبية. فالأنواع النثرية تكشف عن خصائصها الخطابية حينما تتفاعل صيغتها الأسلوبية والدلالية فى نظام لغوى متواصل، وهو أمر لا يتوفر فى المثل، بإيجازه البالغ واقتصاده اللفظى الظاهر. وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنه لا يمكن عدّ الامثال أدباً يعول عليه، لأنه جمل مقتضبة لاتنشئ فى ذاتها أدباً صحيحاً68 الأمر الذى يعمق التحفّظ القائم حول كونها نصوصاً نثرية أدبية يمكن فحصها ومعاينتها بوسائل البحث الأدبى الخاص بدراسة النصوص الأدبية.
14 أكتوبر، 2001 الساعة 7:15 م #344773ام اثيرمشارك(( اكراما لعين تــــــكرم مرجعيون))
ويقال اكراما للورود يشرب العليق..
ويقول الشاعر في هذا المعنى
(( واحبها وتحبنى ..ويحب ناقتها بعيري))
ام اثـيــــر
27 أكتوبر، 2001 الساعة 9:21 م #346167فتى قرياتمشارك
لا تخف ما صنعت بك الاشواق فاشرح هواك فكلنا عشاق27 أكتوبر، 2001 الساعة 9:48 م #346168طائر الشوقمشاركأخي فتى قريات شيء رائع جدا بالفعل ما قرأته ولي مداخله هي :
حتى في الماضي القريب جدا نجد أن أجدادنا أوجدوا أمثال بتلك اللهجة العامية المليئة بالحكم الرائعة .
ونحن أبناء هذا الجيل مازلنا نكرر ونستشهد بتلك الأمثال .
السؤال هنا : لماذا هذا الجيل لم يعد بأستطاعته ايجاد مثل هذه الأمثال لكي نورثها للأجيال القادمة ؟!
هل قد تشبعنا بذلك الزخم من الأمثال التي ورثناها ؟!
أو أن الحضارة التي من حولنا لاتستدعي التفكير لخلق مثل هذه الأمثال ؟!
أم أننا عاجزين عن ايجاد هذه الأمثال لانشغالنا في متهات الحياة ؟!وكما ترى لم يبقى لدي سوى هذه التساؤلات فهل اجد جوابا شافيا لديك ؟!
4 نوفمبر، 2001 الساعة 7:33 م #347177فتى قرياتمشارك
اختي اللغة العربية واجبة في هذا المجلس حتى وإن كانت في الامثال ، فهناك أمثال عمانية كثيرة ولك لم أحبذ كتابتها لآن هذا المجلس يهتم بالعربية وليس العامية ، وإلا ماذا يا مشرف المجلس . -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.