خرجت كعادتها ..

مع نسمات الصباح ..

مع الديك .. والصياح ..

تلبس ثوبها المهتزئ ..

وتربط جدائل شعرها المتسخة ..

تدفع أمامها عربتها ..

تذهب لأول الطريق ..

لتبيع ..

بعض الورد ..

وبعض الياسمين ..

تمشي ..

تعرض الورد على هذا ..

وتترجّى هذه لشراء باقه ..

وتعود خائبة ..

الشمس تركض للمغيب ..

و ورودها مازالت كما هي ..

وتعود إلى قارعة الطريق ..

وتبدأ من جديد ..

لكن .. لا شيء مفيد ..

وأخيرا أتى ..

اشترى منها باقة ..

وترك الباقي لها ..

كم كانت سعادتها ..

عادت مسرعه مع المغيب ..

ركنت عربتها ..

اسرعت داخل بيتها ..

أعطت النقود .. لأمها ..

تأملتها الأم المريضة ..

” لمَ يا ابنتي لم تشتري شيئا لكِ ” ..

” لمَ لمْ تُصمتي بعض حرمانكِ ” ..

أجابت الفتاة ..

” أنا حرمت يا أمي ..

حرمت من أجمل شيء في حياتي ..

حرمت من أغلى شيء على عيني ..

حُرمت ابتسامتكِ ..

مرضكِ أخذ ابتسامتكِ ..

وأنا اشتري ما حُرمت منه .. ”

ابتسمت أمها ..

وابتسمت ابنتها ..

وعادت ” رغم الحرمان ” ..

الإبتسامه ..