أهلا بالاحبه

هناك آراء متضاربة تصل حد التناقض فيما يتصل بالعلاقة التي تصل الواقع بالإبداع. وقديماً ميز القدماء بين الحقيقة والمجاز، وحديثاً يتم الحديث عن البعد المرجعي، أو أثر الواقع. كما أن صعوبة أخرى تضاف عن مكمن حضور هذا الواقع: هل في المادة الحكائية، أم في الخطاب؟ ننطلق في محاولتنا تشخيص الواقع والواقعية في القصة القصيرة من اعتبار أن ذلك يتحدد مما يلي:
1. تمثيل التجربة المعيشة، والمألوفة وتقديمها بناء على طابع مرجعي محدد يمكن تبينه.
2. رصد الظواهر التي يزخر بها الواقع المعيشي، من خلال اختزالها في موضوعات محددة وقيم خاصة تمثل وجة نظر الراوي. ويتحقق ذلك بواسطة اللغة.
3. ان تمثيل هذه التجربة المعيشة يتم من خلال الزمن. وهذه الصيرورة الزمنية هي التي تحدد مختلف الرؤيات إلى الأشياء والظواهر. ويبدو ذلك في كون”الواقع” له جذور وأصول(التاريخ)، والذات وهي ترصد هذه الصيرورة لها كذلك تاريخها: الذاكرة. وبذلك لا يصبح الواقع هو فقط”الحاضر” ولكنه كذلك الماضي باعتباره جزئياً يمثل عنصراً حيوياً من التجربة.
تمكننا هذه التحديدات من معاينة علاقة الذات بالموضوع في صيرورة. ونختزل كل ذلك في ما يتصل بالمادة الحكائية من خلال”الفضاء” انه موئل تجسيد اللغات والشخصيات وأفعالها، والرؤيات الخاصة الموجهة نحو معاينة” العالم” باعتباره ” موضوعاً” للادراك والتمثيل الواقعيين.

المسا نور بعينك وانجلى ليل السحاب
والهدوب السود تنور في مهالي الشراب