بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأشهد ألا أله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك العظيم وسلطانك القديم…. يا رب لك الحمد علي نعمة الإسلام و كفي بها نعمة. قال ربنا تبارك وتعالي وهو أصدق القائلين في كتابه الكريم في سورة الإســراء: وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً {90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً {91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَ الْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً {92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً {93} ونصلي ونسلم علي من بعثه الله رحمة للعالمين وحجب العذاب عنا من أجله صلي الله عليه وسلم فقال “وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الأنفال: 33] فاللهم صلي علي سيدنا محمد صلاة أنت أهل لها وصلي علي سيدنا محمد صلاة هو أهل لها و صلي علي سيدنا محمد صلاة لم يصلي عليه بها أحد من قبل وأعطه الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية من الجنة وأبعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته وأوردنا حوضه واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئه لا نظمأ بعدها ابدآ يا رب العالمين….قال صلي الله عليه وسلم فيما روي عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ الأنبياء نَبِيٌّ اِلَّا قَدْ اُعْطِيَ مِنْ الْايَاتِ مَا مِثْلَهُ امَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَ اِنَّمَا كَانَ الَّذِي أوتيته وَحيا اَوْحَاهُ اللَّهُ اِلَيَّ فَاَرْجُو اَنْ اَكُونَ اَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ‏.‏ (مسند الأمام احمد)….فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله الطيبين الطاهرين وأرض اللهم عن خلفاءه الراشدين سادتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن باقي العشرة المبشرين بالجنة وعن سائر المؤمنين إلي يوم القيامة يا رب العالمين أما بعـــــد.
جَـاّءَت لدعوته الأشـجار ساجدة تمشـي إليه علي سـاق بلا قدم
كأنما سـطرت سـطراً لما كتبـت فروعـها من بـديع الخـط باللقم
مثـل الغمامـة أني سـار سـائرة تقيـه حـر وطيس للهجـير حمي
أقسمـت بالقمر المنشـق إن لـه مـن قلـبه نسبة مبرورة القسم
أنه لشرف عظيم لنا أيها الأخوة المؤمنون أن نتكلم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ونتدارس سيرته و نعطر مجالسنا بأقواله وأفعاله ومعجزاته فقد قال ربنا تبارك وتعالي ” لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب: 21] ……فسيرته صلي الله عليه وسلم عطرة وأقواله عظيمة وأفعاله أعظم ومعجزاته لا تعد ولا تحصي فما من مجلس إلا وكان له فيه معجزة وما من قولاً إلا وحدث عن المعجزات فيه ما شئت فلم يقل لأحد صلي الله عليه وسلم رحمك الله إلا مات شهيدا فكان منهم سيدنا عامر بن الأكوع عندما كان يحدو بالإبل وهو يقول شعر عبد الله بن رواحة عندما كان يحفر الخندق
والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
أنا إذا قوم بغوا علينا وان أرادوا فتنة أبينا
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقــدام إن لاّقينا
وما أعطي أحدا عرجونا (وهو فرع النخل) أو جزلا من حطب إلا وصارت له سيفاً يقاتل به لا يكسر قط كما حدث يوم بدر مع كل من عكاشة بن محصن وكان سيفه يسمي “العون” ومع سلمة بن أسلم فصار السيف معه حتى قتل يوم جسر أبي عبيدة مع الفرس وما حدث يوم أحد مع عبد الله بن جحش وكان سيفه يسمي “العرجون”
وأما ما حدث لأبي طلحة وكان يرمي بالنبل وكان في كنانتة خمسون سهماً فلما فنيت وهو يدافع عن رسول الله ويقول: نحري دون نحرك يا رسول الله فكان صلي الله علية وسلم يأخذ من حطب الأرض ويقول: أرم يا أبا طلحة فيرمي به سهما جيدا.
وما دَعي لأحد بقوله اللهم أمتعنا به إلا طال عمره كما حدث لأبي اليسر كعب بن عمر فكان آخر أصحاب رسول الله موتا.وكان يقول لأصحابه أمتعوا بي…….
ودعاءه لأنس بن مالك بالبركة وطول العمر حتى عاش مائة وعشرين سنة ورأى أحفاد أحفاده
وما قال لأحد لا يفضض الله فاك (لا تكسرت أسنانك) ووقعت له سن أو أعطب له ضرس كما حدث مع بجير بن بجرة وهو من طيء أتت عليه تسعون سنة ما تحركت له سن ولا ضرس.
وما حدث للنابغة الجعدي حينما وفد علي رسول الله صلي الله عليه وسلم فأنشده الشعر فقال:
أتيت رســـول الله إذ جاء بالهـــدي
ويتــلو كتـاباً كالمجــرة نيرا
حتى قال:
بلغــنا الســماء مجــدنـا وجدودنـا وأنا لنرجــو فـوق ذلك مظهـــرا
فقال النبي صلي الله عليه وسلم: إلي أين يا أبا ليلي؟ قلت إلي الجنة يا رسول الله. فقال: إن شاء الله. قال النابغة فلما أنشدته قولي:
ولا خــير في حــلم إذا لم يكـن لـــه بــوادر تحـمـي صـفوه أن يكدرا
ولا خــير في جهـل إذا لم يكـن لـــه حليــم إذا ما أورد الأمـر أصـدرا
فقال له النبي صلي الله عليه وسلم لا يفضض الله فاك فعاش مائة واثنتي عشرة سنة إذا سقطت له سن نبت مكانها أخري وكانت أسنانه تبرق وتتلألأ……
وما مسح بيده الشريفة شيء إلا أعاده بأجمل مما كان وأسأل عن عين قتادة بن النعمان حينما أصيبت عينه يوم أحد فوقعت علي وجنته فردها رسول الله بيده فكانت أحٌد عينيه و أحسنهما…….
وما أن تفل في عين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حينما أرمد إلا طابت فلم يعرف ايهما كانت من عينيه مصابة.
وأسال عن طيب عتبة بن فرقد حينما قالت زوجته أم عاصم كنا ثلاث نسوة عنده ما من واحدة إلا وتجده في الطيب لتكون أطيب ريحا من صاحبتيها وما يمس عتبة طيبا وهو أطيبنا فسأل فقال أصابني الشرى (حكة في الجلد) فأقعدني رسول الله بين يديه وتجردت من ثيابي وألقيتها علي عورتي فنفث صلي الله عليه وسلم في كفه ثم دلك بها الأخرى ثم أمرهما علي ظهري وبطني فعبق ما ترون…. وما وضع يده الشريفة صلي الله عليه وسلم علي صدر أحد إلا وقد امتلأ بالأيمان فهذا فضالة بن عمير أراد قتل رسول الله وهو يطوف بالكعبة في عام الفتح فدنا منه رسول الله وقال: أفضـاله ؟ قلت: نعم. قال النبي: ما الذي كنت تحدث به نفسك ؟ قلت: لا شيء. كنت أذكر الله فضحك النبي صلي الله عليه وسلم وقال استغفر الله ووضع يده علي صدره فقال فضالة: فو الله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب ألي منه.

وللحديث بقية أن شاء الله تعالي