مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #61978
    rmz
    مشارك

    هل عرفتِ الخوف يوماً سيّدتي .. !!

    هل شعرتِ به يستشري في الخلايا ..

    يتوغّل عميقا في الداخل ..

    ويهزّ الثقة ويهدمها .. !!

    أنا ..

    أنا أخافُ يا سيّدتي ..

    أخاف .. أنّي بعد أن أمضي دربي مع الحياة ..

    لا أجد معي .. سوى ظلّ تهالك مع ظلمةَ دربي ..

    ظلّ .. تهالك من ثقل ما يحمل على أعتاقه من ألم السنين ..

    وأنا من حملها .. وليس ظلّي ..

    أخاف تلك الوحدة السقيمة ..

    ذلك الصمت المُبهم .. الذي يترائى لي عند كلّ منعطف ..

    أخاف ذلك الوجوم ..

    ذلك الألم الذي تئنّ له الأرض كلّما مشيْتُ عليها حُزنا عليّ ..

    أخاف الضباب المجهول ..

    أخاف الظلّ المتواري خلف الضباب ..

    وذلك النور الهارب من السحاب ..

    أخاف أرضا تركتها ..

    وأخرى تركتها .. وأخرى تركتها ..

    أخاف .. إن مريّت يوما بهم ..

    لألقي عليهم سلاما لأنهم كانوا يوما أصدقائي ..

    أن يرموني بالحجارة ..

    صارخين : ألا تقرأ اللوحة ..

    ” لا للأغراب ”

    أخاف وطنا .. أشتاق له ..

    ولم يتعرّف رائحتي ..

    ملمسي ..

    ونسي ملامحي ..

    أخاف تاريخا يمضي ..

    ويتركني وحدي .. بذات اليوم ..

    في نفس اليوم .. أبدأ .. وأنتهي ..

    أخاف مداد حبري .. نقطة ..

    نقطة تشرّبتها صفحات كتابي ..

    فتبقى نقظة .. في كلّ صفحة ولا تختفي ..

    تعالي سيّدتي ..

    لنتبادل قليلا الأدوار ..

    دعيني أكون دربا .. أرّحب دوما بالزوّار ..

    دربا .. مفتوحة للأحباب ..

    للأصحاب ..

    للأغراب ..

    دعيني أكون سحابة صيف هاربة ..

    تتحرّك مع الريح .. إلى أيّ ارض .. وتمطر ..

    بلا اعتبار .. على أيّ أرضٍ أمطرتْ ..

    دعيني .. أكون وترا على عودٍ شرقيّ ..

    يُعزف عليّ .. وأعزف بأحلى شجن ..

    بلا اعتبار .. أيّاً من الأنامل عزفتْ ..

    آه يكفي ..

    فالحبّ كان أكبر منّي ..

    وتركتكِ .. بحرا أغرقَ أرضي ..

    فلم أعد أملك ما أقف عليه ..

    وتركتكِ .. صوتا أخرس صوتي ..

    فلم أعد أملك ما أردّ به ..

    أخاف سقمي على صمتي ..

    ضعفي ..

    ومبادئ بعثرها قلقي ..

    هذه المرّة لن ألجأ لصمتي ..

    هذه المرّة لن أؤمن – بالمبدأ السخيف عن الحبّ – بتضحيتي ..

    لن أتنازل لكِ كما تعوّدت كلّما اختلفنا ..

    سأقف على رأيي .. سأعارض من أجل كبريائي ..

    سأقول لا .. لا .. لا ..

    لا تضحية أخرى أسجلّها لكِ في كتاب انتصاراتك ..

    فقد سأمت تقديمي التضحيات .. وأنتي لا ..

    سأمت صمتي .. كلّما أغضبتني .. أو جرحتني ..

    لن تجدي الصمت جوابا ..

    فكفا .. خوفا عليكِ .. كفا خوفا من جرحكِ ..

    فلست أنا من يجب عليه أن يُجرح في كلّ مرّة ويصمت ..

    عذرا .. فكما لغضبكِ كيان .. لغضبي كياااااان أكبر ..

    حبسته دائما داخلي ..

    ولم أعد احتمله داخلي ..

    هذه المرّة .. سأسمح لغضبي بأن يثور ..

    بأن يحرق بستان الورد ..

    ويطمر بحر الودّ ..

    سيثور .. لتتذوّقي قليلا من حُرقته ..

    سيغسل غضبي .. كلّ .. كلّ .. كلّ مشاعري ..

    وسيتركني .. قشرة صلبة لن تستطيعي يوما اختراقها ..

    هذه المرّة .. سأصرخ بكلّ غضبي :

    ” ارحـــــــلـــــــــــي ”


    ..
    .

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد