لو خيّروني

يا معذبتي .. عن أي حبّ تتحدثين ..
عن الجنون .. أم البكاء على عمري الحزين ..
عن انتحار مشاعري .. وقلبي .. وموتَ الحنين ..
لا تقولي .. أنك تحبين ..
كلا لا تقولي .. أنك تعشقين ..
كيف تحبين .. وأنا مقيّد إليكِ لا أستطيع الهروب ..
كيف تحبين .. وقد فرقتنا كل الدروب ..
هل هذا حب ..!!
هل ” أحبكِ ” معناها أن أتيه في حياتي ..؟
هل معناها .. أن أمضي الليل أبكي فراقكِ ..؟
هل الحب بالنسبة لكِ .. مجرّد قصة أنا وأنت أبطالها ..؟
هل هو مجرّد قصة تروين كما تشائين أحداثها .. ؟
إذا دعيني أقول لكِ ..
أن صفحات تلك الرواية باتت بيضاء أمامي ..
بل سوداء … كلها حزن وألم .. ولا أستطيع القراءة فيها ..
جعلتني أنقم على الحبّ بسببكِ ..
جعلتني أكره الضعف الذي يعتريني حين أتذكركِ ..
جعلتِ أوراقي حزينة .. فارغة .. فالكلمات هربت إليكِ ..
وتركتي .. قلبي .. وحده على مفترق طرق ..
جعلتهِ مجرّد بقايا .. من أحزان .. وقلق ..
وجعلتِ نومي ..عبارة عن استسلامٍ للأرق ..
جعلتني .. أكره الليل .. فهو يذكرني بشعركِ ..
وجعلتني أكره النهار .. ففيه ضياء وجهكِ ..
وأكره الغروب .. ففيه احمرار خدكِ ..
وعلى منظر الشروق .. هناك على سطور الأفق ..
يغازلني وجهك ويذكرني بكِ ..
فتنطلق العبرات .. لا تخشى النضوب ..
فدماء قلبي مازالت موجودة ..
تتفجّر العبرات .. كحقل يتفجر فيه الذهب الأسود ..
واكبت أنا كل هذه المشاعر الحزينة داخلي ..
وتصبح حولي هالة سوداء .. مقيتة ..
تصيب كل من يقترب مني بالحزن والكآبة ..
فما بات أحدُ يقترب مني ..
واشعر بالألم يعتصرني .. يطبق عليّ أنفاسي ..
ولا يترك لي مجالا لألتقط أنفاسي ..
أحاول الهروب .. وأريد أن أتفجّر .. بكل قوّة وأخرج ما بداخلي ..
لكني أخاف .. فأنا إذا تفجّرت ..
سأكون كقنبلة نوويّة ..
تبيد كل مشاعر الفرح والسعادة من على وجه الكرة الأرضية ..
آه ما أقسى قلبكِ حين تركني ..
وما أبرد مشاعركِ .. حين هجرتني ..
وما أسعدكِ .. حين أبكيتني ..
لو خيّروني .. لأحرقتكِ ..
وأنا أعلم بأني سأبدأ بنفسي وأحترق ..
حتى يكون حبنا .. حرقا ..
لكني أعلم أيضا .. أن قلبكِ لن يحترق ..
فقلبكِ لا يتأثر بالنار ..
فالنار لا تحرق الصخر ..
ولو خيّروني .. لأبدلت ملمسكِ ..
وبدل الحرير .. لجعلته قطع زجاج مهشمه ..
تجرح كل من يلمسكِ غيري ..
ولو خيّروني .. لقطّعْت حبالكِ الصوتيّة ..
حتى لا يطرب أي رجلٍ .. لسماع صوتكِ ..
ولو خيّروني .. لقتلتكِ ..
فأنت حين تموتين .. أبكيك العمر كله ..
لكن حياتكِ مع غيري .. لا يكفيه بكائي أبدا ..
حبيبتي .. هل كنت قاسٍ عليكِ ..
هل كنت أسود القلب في كتابتي ..
ليس بيدي .. صدقا ليس بيدي وروحي تتشتت ..
ليس بيدي .. وقلبي ينفطر .. ومشاعري تذبح ..
هل تعتقدين أني حقير .. لأني أردتٌ لكِ السوء ..
ربما .. ما عدتُ أعرف .. أي لون هو لون كتاباتي ..
وأي لون هو لون دمائي ..
فقلبي .. أعتقد أنه أسود ..
وحبري لونه أسود ..
ودموعي .. سوداء في ظلمة الليل ..
فلا تعاتبيني .. وسامحي..
رجلا ..بات قلبه أسود بعدكِ ..