الرئيسية منتديات مجلس شؤون العائلة شاركوني في مأساتي ثم أبتسموا

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #618

    أعزائي هذا الموضوع يحمل أسم فن التأمل وهو من أروع انجازات صديق لي وصدقوني كلما شعرت بالحزن أو الضيق قصدت أوراقي وعدت لقراءة فن التأمل ومن بعدها كتبت فن التأمل الخاص بي فاليكم فن التامل ومن يريد أن يجربه فليكتب لي عن فن تأمله وسأكون في غاية السعادة

    الظلام الدامس .. والهدوء التام .. والجو الخانق المشبع بالرطوبة ..
    إنها إن عرفتم غرفتي البائسة تلك التي أتحدث عنها، وهي كما لاحظتم بائسة ..مقرفة .. مليئة بالقذارة ومثيرة للاشمئزاز ..
    ولكنها مع كل ذلك ، غرفتي ..
    أجلس متربعاً .. متوتر الأعصاب .. مهلهل الثياب .. متداعي البنيان .. معقود اللسان .. وكل ماهوعلى وزن فعلان ..
    والأفكار في رأسي مشوشة مختلطة ومتضاربة ..
    وكل ما أفعله أو أحاول فعله هو محاولاتٍ بائسة .. يائسة تثير الشفقة لأفرغ  ما برأسي من الأفكار والشوائب ، بل ومن دماغي نفسه ..
    ومحاولة بائسة أخرى هي أن أركز تفكيري على شئ ما .. أي شئ ..
    أتعلم ماهذا الذي أحاول عمله !!؟  إنه تدريب مقاتلي الزن اليابانيين ..
    وتدريبات الساموراي المناظلين .. وأحد دعائم رياضة اليوجا ..
    وهذا التدريب الذي فجّر طاقتي الكامنة وزاد من رائحة العرق العطنة في غرفتي
    وأحرق المخيخ إن بقي منه شئ في رأسي .. هو تدريب يقوم على أن تركز فقط ..
    ما السبب ، ولماذا ؟. لايجب أن تعرف ..
    فقط عليك أن تركز ..
    أن تركز على وجه أخوك الذي سوّد حياتك مثلاً أو على دولابك المثير للشفقة أوعلىمكتبك إن كنت تملك واحداً .. أو دبوس أو أي شئ آخر ..تدريب سخيف.. أليس كذلك !!؟.  ولكنني لا أجد ما أفعله في الوقت الحاضر  سواه ..
    أتود مشاركتي هذا السخف .. رائع ..
    كنت أعلم أنك ستوافق ، فولع الإنسان بالمجهول يدفعه دوماً لارتكاب هذه الحماقات
    ..إقترب .. إقترب ولا تخف .. ولكنني أنبهك منذ الآن ، فليس الأمر بالسهولة التي تضنها ..
    أمازلت راغباً في خوض التجربة .. جيّد ..
    إقترب مني إذاً ..
    إقترب لكي تحس معي بلذة المغامرة ..
    إقترب حتى تشعر بنشوة التحدي ..
    إقترب لكي تبدأ دماء الإصرار تجري في عروقك ..
    وروح العزيمة تملاء جميع جوانحك ..
    ولا تخش شيئاً ..
    فأنا معك .. وأنت معي ..
    وكلانا مع بعضنا البعض ..
    جميل ، أليس كذلك ؟
    والآن .. فالنبدأ معاً ، ولنركز على شئٍ ما ..
    في البداية عليك أن تفكر بشئ ما لنبدأ بالتركيز عليه ..
    أي شئ !!؟
    همم  .. همهم  .. هم هم  .. هم م م م ..
    حسناً .. أعتقد أنني وجدته ..
    إنه شئ عشت معه أجمل أيام حياتي وأسوأها على الإطلاق ..
    إنها دراجتي العجوز المتهتكة و التي قارب عمرها الستون – عفواً – أعن السادسة ،
    وهي تنوء بكل المصاعب التي أوديت بها نحوها كما أودت بي هي أيضاً ..
    دراجتي .. لها معناً عميقٌ في فؤادي ..
    دراجتي .. لها مكان فسيحٌ في وجداني ..
    دراجتي .. عشت معها أجمل أيام حياتي وأسعدها ( حين كانت ملقاةً في البدروم)
    وأسوأ أيام حياتي وأتعسها على الإطلاق ( حين كنت أذهب بها يوميّاً للمدرسة..ولـ عبده الجزّار ) ..
    ولكن هذا ليس مهماً فهو ليس موضوعنا ..
    ألمهم أننا وجدنا شيئاً نركز عليه ..
    والآن ركز فكرك معي .. ركّز ..
    هاقد بدأ فكرك بالذوبان .. وعقلك يبدأ في الطيران ومعدتك تصاب بالغثيان ..
    أنفك يصاب بحكّة تذهب عنك بعض القدرة على التركيز ، تحمل واصبر لكي تركّز ..
    تشعر بحرارة في عينيك وبالدموع الغزيرة تنهمر على وجهك المكدود وذلك لأن رائحةالبصل قد فاحت .. فوالدتي إن كنت لا تعلم مغرمة بتقشيره .. لاتهتم وركّز
    ..حارس العمارة الوغد يصرخ بجارنا سيّد الأوغاد جميعاً بأن طفله قد جلب مصيبة جديدة لسكان العمارة وللعمارة المجاورة .. بل ولكل سكان الأرض ..
    لا تحاول أن تلتفت لصراخه وحاول أن تركز فكرك على تلك الدراجة المأفونة ..
    أتشعر بما أشعر به .. ذلك الشعور الغريب المثير.. وكأنك تطير إلى عالمٍ جديد فريد ..عالم آخر ملئ بالأحاسيس والمشاعر ..
    تنطلق بين دهاليز عقلك .. وتغوص في أعمق أعماق نفسك ..
    أترى ما أراه ..
    إنه هناك ..شئ يلوح في الأفق ..فلنقترب أكثر ..
    إنه وجه لشخصٍ ما ..دعنا نقترب أكثر قليلاً ..
    سحقاً !!؟
    إنه أستاذ الكيمياء يبدأ في شرح نظرية لويس .. إن هذا الأستاذ…!!؟
    ألم يكفه أنه يلاحقني في كوابيسي وأفكاري حتى يلاحقني في تدريباتي وتماريني ؟حاول ان تتجاهله وركز اكثر ..
    تشعر بقطرات ساخنة من العرق على جبينك تنزلق نحو مقلتيك لتبعث المزيد من الحرارة لعينيك ..
    ( ألم يكفني البصل!؟) ..
    لا تستسلم .. وحاول مرة أخرى ..
    تضم حاجبيك في غضب وتشد على عضلاتك لتنفر عروقك وينكمش وجهك على نفسه وتبدأ في مجاهدة الأفكار ودفعها عن مخيلتك .. ولكن لافائدة ..
    ترى أستاذ الكيمياء وقوانين الرياضيات قد اخترقت عقلك ..
    وحارس العمارة الأحمق لايزال يصرخ بجارنا ..
    وتبدأ كلمات لاتذكر متى قلتها ووجوه كثيرة لا تتذكر متى رأيتها في غزو شاشةفكرك ..وتبدأ في استرجاع ذكرى كل لكمة ذقتها وتحس بكل ركلة أخذتها وكل كارثة سقطت فوق أم رأسك أو تسببت بها
    ( فخربت ) بيوت بعض الناس إن لم يكن جميعاً ..
    الأمر لا يطاق إذاً ..لقد فشلت فشلاً ذريعاً .. وأي فشل ..
    لا تحاول أن تبرر وتضع كل اللوم علي وتبدأ بالصراخ والاحتجاج وتقول: لعبة سخيفة وتمرين سخيف ..
    هل سأحاول من جديد ؟
    لا أعتقد .. فقد احترقت الخلايا الرمادية وغير الرمادية في مخي وأحتاج إلى فترة استراحة لأشحن بطارية مخي وأستعد للجولة التالية .لا بأس إذاً من تكرارها في وقت لاحق ..
    سأحاول أن أعيد التجربة مرة أخرى ..
    ولكن عليّ أولاً أن أعرف لماذا لم أنجح هذه المرة ..إنها لمشكلة ..
    ولكي تحل المشكلة عليك أولاً تحديد المشكلة والإحاطة بها وتلخيصها لكي تبدأ فيحلها برويّة وتمعن ..
    وفي هذا الصدد أذكر كلمة لأحد الرفاق ..
    لقد قال: إن معادلة المشكلة هي مشكلة بحد ذاتها ..
    فما دام لكل مشكلةٍ حل .. إذاً لكل حلٍ مشكلة ..
    هل فهمت شيئاً !!؟
    أعتقد أنك لم تستوعبه فضلاً عن أن تفهمه ..
    إنها معادلة لواحد من أولئك الذين يزيدون الحياة تعقيداً أكثر مما هي عليه
    ..
    ولكن .. ما علينا !؟
    المهم أن مشكلتنا تتلخص ــ كما أعتقد ــ في عدة نقاط :
    1.المنطقة مليئة بالصارخين والصارخات وبالذات حارس العمارة المزعج ..
    إذاً المنطقة غير مناسبة    إطلاقاً ..
    2.الجو الخانق في غرفتي لعدم وجود جهاز تكييف أو حتى مروحة ، وكأنني أعيش
    في أحد أدغال أفريقيا .. ولكنها الغرفة الوحيدة بالمنزل التي تبقى فارغة
    تقريباً من أي آدمي يحترم نفسه ..
    3.موضوع التركيز نفسه لا يشجع على التركيز عليه ، فهو غير صالح أصلاً
    للتركيز .. إذاً علينا أن ننتقي شيئاً أكثر مرونة وعمقاً لنركز عليه ..

    إذاً نستنتج من هذه النقاط ما يأتي :
    1.إجراء التجربة في منطقة نائية بعيداً عن تلوث المدنيّة .
    2.أن يكون جوّها لطيف ذا نسيم عليل يشفي الغليل من بعد ميل يبعث الراحة
    والاسترخاء لا كغرفتي !؟
    3.أن يكون موضوع التركيز نفسه شئ سهل وعميق في معناه حتى نركز عليه ..
         شئ له أهمية في حياتنا ..

    كثير من الورد يهوى العيش بين الاشواك

    #304962
    mabri
    مشارك

    أسير الأحزان

    شكراً على هذا الأسلوب الرائع ..أمنى الموضوع يكون من تأليفك
    بس إنت ما ملاحظ معي إن الموضوع شوي طويل لو قسمته على خاطرتين كان أفضل
    هذا مجرد رأي

    #305102

    في قمّـــــــة  الـــــــــــــــــــــروعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة .

            هناك سوف تجدني …..

    #305734

    يا اسير الاحزان الموضوع جميل .

    في كُتاب مصريين لهم نفس الاسلوب في الكتابة ,خاصة الي يكتب ( ما وراء الطبيعة) .

    u can see it in your heart, give it a little love, have a little faith

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد