فلا يمل الصائم ولا يكل من صنوف الطاعات التي قد لم يكن له قبل رمضان نصيب منها – إلا من رحم ربي – فتجده في شهر رمضان يشد مئزره .. ويجاهد هواه وشيطانه ..
فيردع كل محاولة شيطانية تخرم في إيمانه .. ويقمع كل خاطرة شهوانية تضعف أجر صيامه وقيامه .. فلا تنازل ولا هوادة مع كل خاطرٍ يأتي من هذا القبيل .. وكم هو والله أروع من الرائع هذا الشعور وهذه الروح ..
ولكن الأمر العجيب الذي لا بد من وقفة جادة معه ؛ هو أن هذه الروح سرعان ما يخبو لهيبها مع أول أيام عيد الفطر المبارك .. فقد تضيع صلاة الفجر في ذلك اليوم ؛ فذلك أول شَرَك نصبه الشيطان قد وقع فيه ذلك الرجل المهزوم ..
ليس هذا فحسْب ، بل إن الأمر ليشمل مدىً أكبر من هذا ، فتجد ذلك الصائم القائم قارئ القرآن .. ليس له من ذلك كله حظ ولا نصيب بعد رمضان .
فالذي كان يصلي في اليوم أحد عشر ركعة على أقل تقدير : في صلاة التراويح والقيام ، لم يعد يستطيع أن يجاهد نفسه على ثلاث ركعات ، وإن شئت فقل : ركعة واحدة بعد رمضان ..
ذلك الذي ختم القرآن في شهر لم يعد يطيق قراءة خمسة أوجه من كتاب الله تعالى بعد رمضان .. ذلك الذي لم تفته صلوات النوافل ( التراويح والقيام ) أصبح يضيع الفرائض والمكتوبات ، فالله المستعان وعليه التكلان ..
كل هذا إلى غيره مما هو لا يخفى على القارئ الكريم من تغيُّر ملحوظ بعد انقضاء شهر رمضان المبارك ، ما هو نتيجة لسوء الفهم ، وقلة الفقه ، وانعدام التفكير السليم الصحيح ..
فربُّ رمضان هو ربٌّ شوال وسائر الشهور والأيام .. وفضل الله تبارك وتعالى واسع في سائر الأيام ، ويده سحاء لا تغيضها نفقة ، فأين الطلاب ؟ ورحمته واسعة ، ولكن أين التائبين المقبلين المنيبن ؟
الكاتب
المشاركات
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد