أولا شكرا يا اِخوة على هذا النقد الذي إنما يدل على الغيرة التي تتمتعون بها ..
أنا مسلم حتى النخاع .. لكني أسعى إلى الإيمان .. و الإيمان لا يأتي بالرهبة و الخوف أو التشدد أو حتى المسايرة .. إنما الإيمان اقتناع قبل كل شئ .
والإيمان هدف بعيد المنال ينشده الجميع باختلاف مذاهبهم الدينية و توجهاتهم الفكرية .. لذا وُردْ فليتنافس المتنافسون
الإسلام هو آخر الديانات السماوية و اشملها .. وما أريد أن أشير إليه هو مدى واقعية الإسلام كدين لكن للأسف نحن نتغير في اتجاه لم يرسمه لنا الإسلام .. طبعا الأسباب عديدة و هناك من الاخوة من يحاول الثبات لكن المتغيرات تفرض عليه الأسلوب .
و عندما ذكرت مسمى كاثوليكي لا اقصد به الدين إنما السياسة ما انشده منهم .
لا رغبة لي بدين غير الإسلام و لكن لي رغبة بسياسة الكاثوليكية فهي بحق تستحق التأمل .
ومنعا لأي سؤ قد يُفهم فإن الإسلام يمتلك في ثناياه السياسة لكن لم أجد مجتمع يطبقها بالحكمة التي تستحقها سمعة الإسلام في عصرنا هذا عصر الصهيونية العظمى .
إن الأيديولوجية التي نتبناها ما هي سوى بذور زرعها المستنصرون منذ قرون و هاهي البذور أصبحت ثماراً فهنيئاً لهم !! و سحقاً لحكام التاريخ و معاصروه !!!
أحاول أن اصلح ديني بسياسة الآخرين .. طبعا عملية غير منطقية لمعظم الأفراد لكن ما هو الحل ؟!!
لا أستطيع فصل الدين عن السياسة .. كما إنني لا أستطيع تجاهل انتصاراتهم .. الجميع يحاول أن يحارب هذا المد الغربي كذلك أنا !! اختلفت الأسلحة لكن الحرب واحدة .
قد يحاول البعض الآن استخدام المقاطعة للمنتجات كوسيلة .. لدي اقتناع بأهمية ذلك لكن هناك من الملاحظات ما أود الإشارة إليه.
اليد الواحدة لا تصفق و هذا ينطبق علينا !!
نحن نقاطع و لكن الحكومات لا تقاطع .. و بصراحة نحن لا نقاطع سوى حكوماتنا !!!!
فمثلا قمنا بمقاطعة منتج مثل الكوكا كولا هذا جيد .. لكن من أين يأتي هذا الكولا ؟
إنها تأتي من مصانع موجودة ببلدان عربية كمصر مثلا .. تخيلوا ماذا سيحدث إذا تفاقمت أزمة المقاطعة طبعا سيتوقف المصنع عن الإنتاج أو على الأقل سيُخفض إنتاجه لسد العجز القائم و هذا المطلوب .. بالتأكيد سيحاول أصحاب المصانع سد العجز بتقليل العمالة  .. إذاً  ما هو مصير العمالة العربية و الإسلامية التي تعمل هناك يوجد على حد علمي ما يقارب 15 ألف عامل مصري في مصانع الكوكا كولا بمصر فقط ؟ .. ما هو مصير عائلاتهم ؟ .. هل ستقوم الحكومات بتعويضهم أو على الأقل ستْرهم ؟!!
انتبهوا أنا أتكلم عن منتج واحد فقط فما هي حال بقية المنتجات ؟!! ما هو الحل ؟ لا اعلم !
المقاطعة أمر ننتظره منذ زمن لكن يجب أن يكون مدروسا بشكل اكبر و بأدق التفاصيل .
تخيلوا إذا طلبت منا الحكومات بالمقاطعة ستعم الفرحة الجميع لان هذا القرار فيه من الأبعاد الكثير .
مرة أخرى أنا مع المقاطعة و أقوم بها في الكثير من معاملاتي اليومية لكن الخوف الذي ينتابني هو الندم !! ليس على المنتج بالطبع لكن الندم على ثقتي العمياء بالرأي العام الذي اعتز به و أتأسف له .. الرأي العام في أيامنا هذه ما هو إلا رأي قد يُكتب له المُباركة و قد لا يكتب (المُباركة من قِبل الحكومات) .
أخاف أن يأتي اليوم الذي سنصاب به بإحباط لن تقوم بعدها هاماتنا ولن ترتفع رؤوسنا بعدها ليس حزنا إنما خجلاً .. اكره أن اندم على ما يقوم به الآخرين ..
رأي حكوماتنا كالإشارة المرورية الضوئية فهي ليست حمراء كما إنها ليست خضراء إنما هي صفراء مريضة !! و للحديث بقية

قلبي على بلدي انفطر     وقلب بلدي علي حجر