فيوم من الأيام يتصفح السلطان جريدة

موضوع يسترعي اهتمامه

أحمد محمد سلامه

فرد من أفراد شعبه…يائس وأوضاعه صعبه

في الصبح يشتغل بواب في مدرسه أطفال

وفي الليل يشتغل شيال…عنده ثلاثة عيال فيهم مرض نادر عضال

ماله علاج إلا فبلدان بعيدة…كلفتة ما يحتملها وفاقته أصلا شديدة

انسدت الدنيا أمامه…وارتئ إن الطريقة الوحيدة…أنه يوجه ندا عبر الجريدة لأهل الكرم وأهل الشهامة

تبرق في عين سلطان البلاد غمامه…ويهطل الدمع من عينه

يمسح الدمع بكفوفه وينزع العمامة

يرفع للسما راسه و يقول ياربي الفرد الصمد سترك وعفوك

ينادي سلطان البلد : ياحاجب استدعي وزير الدوله الأول رعد

يجي رعد و يبدي ولائه و احترامه

صاحب المجد والكرامة سيدي السلطان أمرك

أي كرامه يا رعد أي كرامه و المواطن في البلد ضايع مقامه

أتركك عن هالحكي واسمعني زين

خذ هالمليونين وسلمها لمحمد سلامه…أحمد محمد سلامه

تلقى التفاصيل في الجريدة

لكن اسمع يا رعد…ما أبي يدري أحد

أحذرك لا صحافه لا جرايد…هذي لوجه الله أبيها ويعلم الله من وراها ما أبي مدح وقصايد

أرتجي عفو الكريم…في يوم بالأهوال زايد

سيدي السلطان خيرك في القديم و في الجدايد

ربي يجزيك المثوبة…ويعينك بوقت الشدايد

يخرج رعد ويستدعي وزير المال والأحوال مرسال

يجي مرسال…أمرك معال وزير السلطنة الأول رعد

مرسال خذ المليون هذا وسلمه للمواطن أحمد محمد سلامه من سيدي السلطان

خذ الجريدة تلقى التفاصيل في الجريدة

هذا لابد يتم الآن…بأقصى درجات السرية والكتمان…هذي أوامر سيدنا السلطان

يخرج مرسال ويستدعي كبير الحراس فراس

فراس…أمرك يا وزير المال و الأحوال

تعال خذ هذي الخمس ميه ألف سلموها للمواطن أحمد محمد سلامه من سيدي السلطان

خذ الجريدة تلقى التفاصيل في الجريدة بأقصى درجات السرية والكتمان

هذي أوامر السلطان

يخرج فراس ويستدعي النقيب حبيب

يجي حبيب…أمرك ياكبير الحراس

حبيب تعال خذ المئه ألف هذي وسلمها للمواطن أحمد محمد سلامه من سيدي السلطان

خذ الجريدة تلقى التفاصيل في الجريدة

بأقصى درجات السرية والكتمان و الآن

هذي أوامر السلطان

يخرج حبيب و يستدعي مسئول المساكن مازن

مازن تعال خذ الخمسين ألف هذي و سلموها للمواطن أحمد محمد سلامه

من سيدي السلطان…خذها الآن بأقصى درجات السرية والكتمان

هذي أوامر السلطان

يخرج مازن ويستدعي رئيس الحي إلي ساكن فيه احمد عبد الحي

يجي عبد الحي…عبد الحي تعال خذ العشرين ألف هذي سلمها للمواطن أحمد محمد سلامه

وبأقصى درجات السرية والكتمان هذي أوامر السلطان

يخرج عبد الحي…ويتوجه لمكتبه في الحي و يستدعي مساعده أمين

تعال يا أمين تعال شوف الجريدة

وخذ الألف هذي سلمها لأحمد سلامه…

ساكن هناك…عماره فآخر الشارع

جنب مدرسه الكرامة الدور الرابع شقه ستة

وديها الآن وقوله هذي من سيدنا السلطان

وأسمع يا أمين احرص على السرية والكتمان…هذي أوامر السلطان

أمين واقف ورا باب شقه أحمد محمد سلامه

يدق الباب…

صوت من خلف الباب : مين؟

أنا أمين مساعد رئيس الحي عبد الحي

يفتح الباب…أهلين وسهلين

هذا بيت أحمد سلامه؟

نعم أنا أحمد سلامه

أحمد محمد سلامه؟

إيه أحمد محمد سلامه

ممكن إثبات؟

طبعا أكيد

فعلا أحمد محمد سلامه

سيدنا السلطان موضوعك استرعى اهتمامه

سيدنا يسلم عليك…وحب يتطمن عليك

وكلفنا ننقلك رسالة…

سيدنا السلطان أدام الله أيامه… يتمنى للأطفال عندك كل الشفا و كل السلامة

للشاعر / عبدالرحمن بن مساعد