يقول عـَزَّ من قائل ، بسم الله الرحمن الرحيم :

﴿ إنـَّا أنـْزَلـْنَاهُ فِي لـَيـلـَةِ القـَدْر وَ مـا أدراك َ ما لـَيلـَة ُ القَـدر لـَيـلـَةُ القـَدِر خَيْرٌ من ألـْفِ شَهـْر
تـنـَّزَلُ المَلائـِكـةُ والرُّوحُ فيها بإذْن رَبِّهم مـِن كـُلِّ أمْر سَلامٌ هيَ حتـَّى مَطـْلعِ الفـَجْر ﴾

صدق الله العظيم ، سورة القدر .

هذه الليلة المباركة التي رفع الله قدرها و فضلها عن سائر الأيام و خصنا بعظمة شأنها حين أنزل فيها القرآن بينات للناس و هدى و رحمة.
إخواني ـ أخواتي ، أبى القدير على نفسه إلا أن يشرك الملائكة و جبريل عليه الرضوان في قيام هذه الليلة العظيمة ، و وعدنا رسول الله (صلعم) أجرا و ثوابا ليس مثله ثواب إذ قال صلى الله عليه و سلم : ” من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه “.
أكيد أنكم مثلي تلتمسون هذه الليلة و تتساءلون ما هي : هي ليلة وترٌ من العشر الأواخر لشهر رمضان الفضيل فسارعوا أحبتي إلى تلبية الهادي و أكثروا من الصلاة و دعاء المجيب و لا تنسوا ذكر المصطفى الحبيب ،فقد كان عليه أفضل صلاة و سلم يعتكف و يخشع بالقيام و التضرع في الأيام المنشودة أكثر من كل أيام السنة ، حيث قالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها : ” إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله ” .
فلتكن لنا في رسول الله أسوة حسنة و أعاننا الله على طاعته و حسن عبادته ، و من المأثور إخواني الاجتهاد في الصلاة و الدعاء ليلا و نهارا .
و ختاما لا تنسوا أحبتي تبيين فضل هذه الليلة لأبناكم و حثهم و تحفيزهم على قيامها و صيامها لمن لم يبلغ الصوم بعد .
أعاننا الله و أعانكم على تثبيت الصيام وحسن القيام و أجاب دعاء الخير في أنفسنا و أمتنا و كل الأنام .