بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
احترت كثيرا في كتابة عنوان لهذه الرسالة ..
لم أدري ما أسمّيها .. ولا أدري حتّى ما هو مضمونها ..
أردت فقط أن أرسل لكِ .. بلا تخطيط ولا تفكير ..
كلّ ما فعلته هو فتح رسالة جديدة وبدأت أكتب ..
ولم أعلم ما أكتب ..
ليسامحني قلبكِ عزيزتي إن وجدتي رسالتي هذه بلا معنى أو مضمون مفيد ..
صدقيني حتّى أنا نفسي لا أدري لماذا أكتبها ..
فقط اجتاحني شعور قويّ يريد أن يكتب لكِ رسالة ..
ربما يعود السبب .. أنّني منذ الصباح أقرأ رسائلنا القديمة ..
قرأتها كلّها من أول رسالة .. لرسائل الإهداء ورسائل الأزمة ” كما تحبي أن تسمّيها ” ..
ياه .. كم كانت مشاعري قويّة حينها .. وكم كانت حزينة حين تقولي .. ” اريد الرحيل ” ..
وكم كانت فرحة حين تقولي ” أنا عائدة إليك أميري النبيل ” ..
لا أخفيكِ .. أنني أحيانا أفكّر ..
ماذا سيكون حالي إن لم أعد لكِ .. ؟؟
مع من سيكون قلبي .. لو لم يكن معكِ ..؟؟
وأجد نفسي أتمتم مسرعا .. ” أحمد الله أنني معكِ ” ..
” أحمد الله أني عدتُ سريعا إليكِ ” ..
فمعكِ استطعت ترجمة الكثير من معاني الحياة ..
عرفت معنى أن تهتمّ بي امرأة ..
أن تعشقني لذاتي كما أنا ..
أن تريد كمالي .. ونجاحي ..
أن تهتمّ لصغائر أموري ..
وتوبّخني لنسياني وزلّاتي ..
عرفت معنى الاستيقاظ ورائحتها أول ما يداعب أنفي ..
رائحتها المتوسّدة في دميتها التي أهدتني ..
وتتجسّد فورا عيناها أمامي ..
وأسمعها تهمس .. ” صباح الخير يا ملاكي ” ..
عرفت كيف يكون النسيم عليلا ..
حين أتنفّس الهواء من رئتيكِ ..
وكيف يكون الماء لذيذا ..
حين ارتشفه من شفتيكِ ..
وكيف تكون الأمور على ما يرام ..
وأنا مرتمٍ بين يديكِ ..
وعرفت كيف أعزف بأناملي من أجلكِ ..
وكيف أخطّ الحروف ذهبا وياقوتا من أجل عينيكِ ..
وأهمس بصوتي ” أحبكِ ” ..
وعرفت الهدوء ..
نعم .. بحاري عرفت الهدوء معكِ واستقالت سفني عن الإبحار..
وأحزاني وآلامي عرفوا الهدوء وتخلّى الفرح عن الانتحار..
لا أذكر أنكِ أبكيتيني ..
جرحتيني ..
أو عكّرت طويلا مزاجي ..
فدائما .. ما تجعليني أبتسم ..
دائما أركض أنا إليكِ ..
حاملا باقة من الابتسامات ..
أزرعها فيكِ ..
أرأيت كم أنتي عظيمة ..
كم أنتي فاضلة ..
طاهرة ..
وكم عيناكِ ساحرة ..
نعم يا فاتنتي ..
يا من ترفض التصديق بهيامي ..
يا من ترفض اعتباري ..
رجلا واحدا يؤمن بجمالها ..
أراكِ أنا فاتنة ..
وعيناكِ ساحرة ..
فلمَ ترفضين تصديقي ..
بربّك هل تظني أني أزفّ إليكِ هرائي .. !؟
أم أجامل على حساب مشاعري .. !؟
ومشاعركِ يا حبيبتي .. !؟
كفّي رجاءا عن التردّد ..
كفّي عن الشكّ ..
وتدثري ببعض اليقين ..
كفّي عن الشكّ ..
واغمريني بالحنين ..
اذهبي الآن واحتضني وسادتي ..
تلك الحمراء .. المتجسّدة على شكل قلب ..
احضنيها بكل قوّتكِ .. لا تتركيها ..
وتلحفي بملاءات البراءة التي أجدها في عينيكِ ..
تلحفي بها الآن ..
لأنّي سأكشفها عنكِ حين ألقاكِ ..
وسأعبث قليلا ..
بعذريّة راحتيكِ ..
و بُتوله شفتيكِ ..
ولا ترتعبي فلن أذهب أكثر من هناك ..
كلّ ما أطلب ..
أن تبقى دائما معي ..
هل ما أطلب كثيرٌ عليكِ .. !؟
لا أهتمّ .. نعم حقيقةً لا أهتمّ ..
لأنّي لا أستغني عنكِ ..
ولا أحيا دونكِ ..
ولا بعيدا عن رحيقكِ ..
ولا مسرحيّة لي في الحياة دونكِ ..
هيا حبيبتي .. هيا يا فتاتي ..
تعالي إليّ ..
تعالي وتهادي نحوي ..
والخجل يتناثر من نظراتكِ ..
والأرض تحت قدميكِ تتمايل ..
وأنا معكِ أتمايل ..
وأوراق الورود حولك تتطاير ..
والأريج يفوح من مساماتكِ ..
هيا تعالي ..
كوني لي كونا ..
وضمّي فضائي ..
كوني لي عودا ..
واعزفي هنائي ..
كوني لي ممحاةُ ..
وامسحي عنائي ..
اقتربي أكثر ..
فالهواء بيننا ما زال يمرّ ..
اقتربي أكثر ..
أريد ملاصقة جسدي لكِ ..
أريد الشعور بنبضكِ على صدري ..
وأن ألفّ ذراعي حولكِ ..
هيا .. ما عدت أهوى الانتظار ..
لا تدعيني أدور كمروحة ولا أصل إلى أيّ مكان ..
ولا تدعيني كالريح تهبّ بلا مسار ..
خذيني ..
خذي ليلي وصباحي ..
فبيتي داخلكِ ..
فمالي أنا ومال الصباح والمساء ..
هيّا خذيني ..
وأحبيني .. وانتظري دائما عودتي ..
أحبيني .. لأني لا أشبهكِ .. ولا أشبه فتى أحلامكِ ..
أحبيني .. وأحبيني أكثر ..
لأني أذكّرك دائما .. ب ” أنا ” ولا أحد غيري ..
هيّا خذيني ..
وأعتقيني من قيود وحدتي وبعدي عنكِ ..
فمازال هناك هواء يمرّ بيننا ..
هيّا ضميني .. بعنف ..
فما زال هناك هواء يمرّ بيننا ..
هيّا .. هيّا ..
…