اسف على التاخير اخواني وهذا الجزء السادس والاخير من قصة خالد

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~{ الفصل السادس }~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

{جدة.. عروس البحر}

مرت الساعات الدقايق والساعات طوال , وتناب الثلاثة على مراقبة الساحة , وحل الظلام ..

أخرج خالد الرسالة الوردية من جيبه , لقد حفظها عن ظهر قلب , ولكنه يريد النظر اليها بين الحين والحين , فهي رسالة ميسون ..

عبدالمحسن : تراي ما زلت اطلبك تكمل القصة .. والحين فاضيين ما عندنا شي .. ورا ما تكملها ؟؟

ابتسم خالد وقال : ابشر .. وين وصلنا ؟؟

عبدالمحسن : يوم قلت للوالدة انكم تبون تعتمرون ..

خالد : قررت انا والوالدة اننا ننطلق في الصبح باتجاه مكة , واتصلت على صديق لي في جدة ,وطلبت منه يدور حجز في جميع فنادق جدة بأسم صالح , وجاني الرد بعد فترة , بانه لقاء حجز بالاسم في مجمع شاليهات .. وعطاني اسمه وعنوانه..

وفي اليوم الثاني من الصبح انطلقنا انا والوالدة , وصلنا مكة المغرب , واعتمرنا وصلينا العشاء , واقترحت على الوالدة اننا نزل جدة نتمشىء , هي استغربت بس ما عارضت , نزلنا جدة وسكنا في فندق ..

وفي اليوم الثاني بعد العصر , اخذت الوالدة ورحت عند منطقة الشاليهات , نتمشى على البحر , والوالدة تعبت رجليها , بس انا اصريت عليها اننا نتمشى , وقربنا من الشاليه حق ميسون , وكانوا فارشين بساط خارج الشاليه على البحر وجالسين , ميسون واهلها ومعهم اخوها صالح , ويوم قربنا منهم كثير ..

أناقلت بصوت عالي : صالح ؟؟ يا محاسن الصدف ..

صالح قام عندي : هلا وغلا بخالد , وش عندك هنا؟؟

انا : ابد الوالدة الله يهديها, اصرت اني اعتمر بها قبل العرس , ويوم اعتمرنا وخلصنا قالت ابي جدة , فجبتها هنا .. تخبر عاد الحريم والاسواق ..

(والوالدة قاعدة تناظرني باستغراب)..

صالح : كيفك يا خالتي ام خالد .. عمره مقبولة

امي : كيفك صالح وش اخبارك ؟؟

صالح : الحمد لله , ورا ماتقلطين مع اهلي وتتقهوين

أمي : الله يخليك , بس حنا مستعجلين ..

انا قاطعت امي : الا يمه ورا ماتجلسين تتقهوين معهم , وانا اباخذ ميسون اوريها شكل الغرفة اللي شفناها قبل شوي بالشالية اللي هناك

صالح : تبيني اجي معكم ؟؟

انا : لا ما يحتاج بس نادلي ميسون لو سمحت..

صالح : طيب ..

وراح ينادي ميسون , وبعد شوي جت ميسون وهي تبتسم..

ميسون : السلام عليكم ..

انا : وعليكم السلام .. يا شيخة في ناس ماهم قد التحدي ابد ابد ..

ميسون مبتسمة : يا حظك لقيتني .. وين المخابرات الامريكية عنك؟؟

انا : طبعا ياحظي .. اللي يسمعك يقول اني لاقي أي وحدة؟؟

انا لاقي ميسون

ميسون (حمرت خدودها) : المهم .. عمرة مقبولة .. يقولي صالح انك تبيني ..

انا : ايه .ز تعالي معي ابغى اوريك شيء ..

ميسون : طيب دقيقة اجيب الشبشب ..

انا وانا ماسكها مع ايدها وسحبتها : ما يحتاج وهذي شبشبي ابي اتركها عندكم ومشينا على الشاطي .. وانا ما ادري .ز هو فعلا ما كان فيه ناس معنا .. ولا كان فيه وانا ما حسيت فيهم .. وانا معها يصير كل شيء قدامي حلو ..

وحنا ماشيين التوت رجلها .. وطاحت على الارض ..

انا نزلت على الارض معها : سلامات وش فيك ؟؟

ميسون : الظاهر ان رجلي التوت ..

مسكت رجلها كانت بيضاء وناعمة ..

انا (مسكتها مع الكعب وضغطت عليها) : هنا يعورك ؟؟

ميسون : ايه ..

انا رفعت يدي شوي للساق وانا احاول اني اخفي ابتسامتي : طيب هنا يعورك ؟؟

ميسون : لا ..

انا رفعت يدي شوي لمنتصف الساق : طيب هنا يعورك ؟

ميسون (شافت ابتسامتي) : اذا ما وخرت يدك ترا ابقطعها لك ..

انا بسرعة مسكت رجلها وعكفتها لين طقت وقلت : طيب لا تدفين .. بس كنت ابي اشتت انتباهك عشان ما تصير رجلك مشدودة وانا اعكفها ..

ميسون قامت تنفض الغبار عنها : طيب لا شكر على واجب .. لو اني لابسة الشبشب كان ما طحت ..

انا : طيب انا حافي وما طحت .. بس انتي ما قدرتي تستحملي جمالي الاخاذ .. ولا انتبهتي لطريقك ..

ميسون : معليش بس انت ماخذ في نفسك مقلب ..

انا : يحقلي مو متزوج ميسون ؟؟..

ابتسمت ولا ردت

انا : يا شيخة ودي أقولك شي بس مستحي ؟؟

ميسون : لا لا تستحي قل اللي في بالك ..

انا : تصدقين اني مشيت على البحر كثير .. وشفت الغروب كثير .. بس مثل اليوم ما قد شفت ..

ميسون : ما فهمت ؟؟؟

أنا : يعني المشي على الشاطي معك شكل ثاني , والغروب عندك يصير ولا شي …

ثم سكت شوي وقلت : ميسون ..انا احبك …

ميسون سكتت شوي .. وكان واضح عليها انها تفاجأت .. وبعد شوي قالت..

ميسون : شكرا .. الله يخليك ..

انا اعترف ان هذا مو هو الرد اللي كنت متوقعه , وضاق صدري بالحيل ..

المهم .. كملنا مشينا عند الشاليه .. واخذت الرقم .. وتواعدنا اننا نطلع سوى بكرة للسوق .. مع امي واهلها ..

ورجعت للفندق .. ثم جاني خبر اعلان التعبئة العامة للقوات السعودية في ذاك اليوم واتصلت على العمل , وقالوا لي انه لازم اقطع اجازتي واجي فورا .. مثلي مثل باقي اللي يشتغلون بالسلك العسكري

اعلان التعبئة ماكان خبر سيئ ولامحزن بس كان خبر مفاجيء..

وكنت خايف انه راح يؤثر على تخطيطات العرس وخلافه بس .. ما كنتاتوقع اننا نبي نجي نحارب صدق ..

اول شيء سويته اتصلت على ميسون وعلمتها بالخبر ..

واني ابي اروح الرياض بكرة .. هي تفاجأت , وكان فيه نبرة حزن في صوتها ..

ودعتني ودعت لي بالتوفيق ..

حاولت اني انم في ذيك الليلة .. بس ما قدرت .. وفي الساعة اثنين بالليل سمعت طق على باب الغرفة في الفندق .. ورحت وفتحت الباب وتفاجأت كانت ميسون عند الباب ..

قالت : ممكن اكلمك كلمة

أنا : طبعا .. من اللي جابك .. وليش .. تعالي في البلكونة , عشان ما نزعج الوالدة

وطلعنا للبلكونة .. وكانت ميسون ترتجف .. مع انه ما كان فيه برد..

ميسون : جابني صالح , وهو يستناني تحت بالمواقف

انا : خير عسى ما شر ؟؟

ميسون : لا تروح ..

انا : وين اروح ؟؟

ميسون : لاتروح للحرب .. تكفى ..

انا ابتسمت : الله يهديك .. خوفتيني .. انشاء الله ما فيه حرب ولا يحزنون .. هو مجر اعلان تعبئة .. تخويف .. ونبي نرجع ولا كان شيء صار انشاء الله ..

ميسون (ونزلت دمعة من عينها) : تكفى . مدري ليه عندي احساس ان الموضوع اخطر من كذا.. افصل من الشغل .. اشتغل في محل ابوك .. انا ما عندي مانع .. بس اهم شيء لا تروح ..

انا : ميسون .. هذا شغلي اللي ما اعرف غيره .. تبيني اجلس عطلان ؟؟

ولأول مرة اشوف ميسون بهذا الذل . نزلت على ركبتها ومسكت يدي

ميسون : احب ايدك .. تكفى .. خذني على قد عقلي .. تعذر باي شي .. بس لا تروح انا نزلت ومسكت يدها وحبيتها ..

انا : ميسون .. اذا اعتذرت .. ما راح اصير الشخص اللي وافقتي انك تتزوجينه..

حست ميسون اني مو ممكن اغير رايي .. فقامت .. ورجعت للشموخ اللي متعوده منها .. وقمت انا بعد .. وجت وحبت جبيني .. ومسكت ايدي .. وحطت هالرسالة الوردية فيها .. وهي تقول

ميسون : انتبه لنفسك .. والله معك ..

انا : انشاء الله .. وانتي انتبهي لنفسك .. وكلها انشاء الله فترة من الوقت وارجع بأذن الله ..

وطلعت ميسون من الغرفة مسرعة .. وكانت هذي اخر مرة شفتها فيها ..

فتحت الرسالة الوردية.. وقريتها..

{{{” عزيزي خالد” عندما عبرت عن شعورك ناحيتي بالحب كان اجمل ما سمعت في حياتي , ولكني للاسف اجد ان كلمة الحب لا تكفي لاعبر لك عن مشاعري , ولذلك اكتفيت بالشكر , فللاسف لا اعتقد انه يوجد شخص سبق وان نطق بالعربية او أي لغة اخرى , سبق وان شعر مشاعري نحو شخص اخر , مثل مشاعري نحوك , ولذلك لا توجد حتى الان الكلمة التي استطيع ان اعبر بها عن هذه المشاعر.. واتمنى ان اكون قد اوضحت لك الصورة , واتمنى لك التوفيق والسلامة وتأكد اننا ننتظرك على احر من الجمر ..

” حبيبتك المخلصة …. ميـــــسون “}}}

وهاذي كل قصتي مع ميسون حتى الحين ..

عبدالمحسن : ماشاء الله ربي وفقك في ميسون .. قصتك ما كنت اتوقع انها توجد في وقتنا الحالي .. اتمنى لكم التوفيق انشاء الله اذا رجعتللرياض

خالد : انشاء الله .. شكرا لك

وفجأة قطع الحديث يوسف ..

يوسف : يا شباب.. لازم تشوفون هذا..

قام خالد وعبدالمحسن والقيا نظره على الساحة .. فوجدا واحدة من الدبابات تتحرك باتجاة العلم

خالد : شكلهم يبزن يحطون الدبابة عازل علشان ينزلون العلم ..

يوسف : والحل؟؟

خالد : بها الطريقة لازم ننزل الساحة ..

عبدالمحسن : بس ما تلاحظ اننا بها الطريقة ندخل معركة خسرانة؟؟

خالد : اذا وقفنا الحين , يبي يصير موت احمد ومحمد بدون أي ثمن ..

اقتنع عبدالمحسن ويوسف بوجهه نظر خالد , مع انهم كانوا عارفين ان نسبة نجاح خطتهم ضئيل جدا, والخسائر احتمال ان تكون كبيرة ووخيمة , الا نهم وافقوا

ورسم خالد الخطة , بحيث ان كل واحد منهم يهاجم من جهة عشان يشتتوا أفكارهم ومحاولة ردعهم عن ساحة العلم..

وبالفعل بعد لحظات كان الثلاثة امام بوابة مبنى الامارة للهجوم ..

وانطلق خالد ويوسف وفتحوا النار من جهتين على الجنود عند العلم , حتى وصلوا الى العلم , وكانوا بي ن ثمانية جثث من جثث الجنود العراقيين , ولكنهم اصبحوا في وضع مكشوف امام البقية , وبدأ عبدالمحسن في اطلاق النار على البقية في الساحة في محاولة لتغطية خالد ويوسف , ولكن كان عدد الجنود كثير , وفتحوا النار على خالد ويوسف من جميع الجهات فسقطا ..

شاهد عبدالمحسن هذا المشهد فترك مكانه وخرج الى الساحة وفتح النار على جميع الجنود , واوقع الكثير منهم قبل ان تخترق رصاصة صدره ليقع امام العلم وبجانب زميليه…

وقبل ان يبدا الجنود العراقيين باطلاق صيحات النصر , نزلت قذيفة مدفعية على الدبابة المجاورة للعلم .. ايذانا بهجوم الجيش السعودي…

وانتهت معركة الخفجي بطرد القوات العراقية من المدينة , وبكثير من الخسائر البشرية في الجانب العراقي , بينما في الجانب السعودي كانت الخسائر

خمسة واربعين عسكري سعودي , منهم خمسة كان لهم الفضل الاول بعد الله في ابقاء العلم السعودي خفاقا في سماء المدينة ..

جاء قائد الكتيبة الثامنة , يتفقد المدينة بعد المعركة وشاهد الجثث حول العلم , وشاهد جثة خالد تسبح في الدماء فترحم عليه وعلى زملائه , ولاحظ وجود شيء في يد خالد , فانحنى وفتح يده ,فوجد الرسالة الوردية , وكانت ملطخة بالدماء فنزلت من عينيه دمعه حاول اخفائها عن مساعديه ثم قال ..

اللواء :لو كنا نعرف انه فيه شباب سعودي مثل خالد وزملائه , ما كنا طلبنا مساعدات من احد !!..

ثم اخذ الرسالة واعطاها احد مساعديه ..

اللواء : تأكد بنفسك ان هذه الرسالة تصل لاهل خالد اليوم , ويتم اخبار جميع اهالي المتوفين بشكل شخصي من قبل القيادة ..

وفي صباح اليوم التالي ..

استغربت ميسون حضور عمها ابو خالد الى بيتهم في الصباح , ولكنها لم تدع المجال لافكارها , واجلت كل شيء حتى ياتي صالح من المجلس لتساله ,وبينما هي جالسة مع امها في الصالة , دخل صالح وكان متجهم الوجه ومطأطي الراس وكانت عينيه موجهه نحو ميسون , فدب الرعب في قلب ميسون وبدأت الدموع تنهمر من عينيها وهي متوجهه نحو صالح ..

ميسون : وش فيه خالد يا صالح ؟؟.. اسروه ؟؟.. أكيد اسروه ويبي يرجع انشاء الله .. تكلم ..

فرفع صالح يده وفتحها ..

وعندما شاهدت ميسون ما بيده توقفت وبأت بالتراجع حتى اصطدمت بالجدار ثم انهارت على الارض وهي تبكي ..

كانت يد صالح تحمل رسالة ميسون الوردية ..وملطخة بالدماء ..

نص الرسالة {{{ بسم الله الرحمن الرحيم ,,,, الى حبيبتي ميسون ,

قال الله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون) , حبيبتي ميسون بما ان هذه الرسالة قد وصلت الى يديكي فهذا يعني ان المنية قد حالت بيني وبين مشاهدة وجهك الصبوح ,, حبيبتي ميسون لا تبكيني فان مجرد التفكير في دموعك يحسسني بالألم , وتأكدي اني انشاء الله قد انتقلت الى مكان افضل من هذا المكان , وادعي لي بالرحمة والمغفرة ..

حبيتي ميسون اني اشكر الله على نعمة الكثيرة , ولكن اكبر نعمة لي كانت وجودك في حياتي , فتأكدي انك جعلتي حياتي هي الاسعد , واني اشكرك بعد الله على هذه السعادة , فمجرد التفكير بك وبوجودك أعطاني ويعطيني الامل , وحرر قلبي من جميع المخاوف , وكان وما يزال خوفي الوحيد ,ان تكون وفاتي سبب لحزنك , فتاكدي اني دعوت الله ان يخفف عليك وقع الخبر , وان يزول الجرح بسرعة , فسعادتك هي سعادتي ..

حبيبتي ميسون , ان الموت ابتلاء , فكوني كما عهدتكقويه , وعيشي حياتك سعيدة الى ان التقيك في جنات الخلود بأذن الله ..

حبيبك المخلص خــــــــــــــــالــــــــــــــــــــــــــــــد }}}

انــــــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت