نحن نطالب..!!

وهم يفعلون..!!

نطالب بما لا نفعله..!!

وهم يفعلون ما لا نطالب به..!!

كيف ذلك وإلى متى هذه الحلقة المفرغة؟؟

نحن نطالب بكل شيء.. بينما لا نفعل أي شيء!!

نطالب بالديموقراطية..

ونحن أبعد ما نكون عنها.. بدءاً من منزلك وأبناءك.. مروراً بحيّك وأصدقاءك.. والذين ينطوون تحت وطنك.. انتهاءاً بأفكارك ومذهبك ومعارضيك وأعداءك..

نطالب بالوحدة العربية..

بينما لا توجد وحدة في منازلنا.. وفي حيّنا ومدينتنا.. انتهاءاً بأفكارنا وطائفيتنا..

نطالب بأشد وأقوى الردود..

بينما نحن أول المتخاذلين والهاربين من ويلات الحروب.. ولا نحتمل أي ضغط خارجي.. يعني ببساطة (لا نستغني عمّا يصدّروه لنا)..

نطالب بالوقوف ومساندة بعضنا البعض..

ونحن لا ندري من يسكن إلى جوارنا.. وهل نام جائعاً؟.. هل أطعم أبناءه؟.. هل علمهم؟.. وهل وهل وهل؟؟!!..

نطالب بعدم تدخل الغير في شؤوننا..

بينما نحن نحبّذ (الفضول).. لا نستطيع التخلي عنه عندما نرى حادث سير.. أو حتى أدنى تجمّع في أي شارع.. لابد لنا أن نقف لنتفرج ونرى ماذا يحدث!!..

أما على مستوى الدولة فبالتأكيد لابد وأن نفرض سيطرتنا على الدول الأقل قوة والأضعف اقتصاداً.. ومن ثم لا نريد تدخل الأقوى!!..

نطالب بالقيم والمثل العليا..

بينما لا نترك أدنى فرصة.. ليلة حمراء.. امرأة جميلة.. كأس بارد.. وهلمّ جرّا!!..

وفي النهاية وبعد كل هذا نأتي لننتقد وننتقد وننتقد!!!..

كيف لنا أن نطالب بما لا نفعله نحن؟؟!!..

لم نقوّم أنفسنا!! فكيف نستطيع تقويم غيرنا؟!!..

وننتظر فوق ذلك أن يستمع الحكّام لنا!!!..

إذاً فليظل كلٌ في فلكه يسبح.. وتظل الساقية تدور وتدور وتدور..

فلنجلس مع أنفسنا جلسة صدق وليست نفاق..

ولنسألها سؤال واحد فقط:

هل نحن فعلنا وطبّقنا ما نطالب به؟؟