شاعت الأسماء الغريبة للمواليد في المانيا في السنوات الأخيرة، ولكن التسمية ليست مزاجية في المانيا المعروفة بالنظام الصارم فقد يجد أحد الأبوين نفسه مضطراً للذهاب
إلى المحكمة لانتزاع موافقة من سلطات السجل المدني على الاسم الغريب غير المألوف..
ذلك أن القانون الألماني يشترط موافقة هذه السلطات على اسم المولود. ويلجأ الأبوان إلى طلب مساعدة الخبراء، مثل غابرييل رورديغيز بجامعة ليبزيغ الحاصلة على درجة علمية في العلوم الإنسانية للاستعانة بخبرتها لاختيار الاسم الذي يحظى بالقبول.
وتعالج غابرييل 350حالة كل شهر.وأوضح البروفيسور ارنست ايشلر الذي أرسى خدمة هاتفية للمساعدة في اختيار أسماء المواليد “لدينا في المانيا الخط الوحيد التابع للجامعة
الذي يقدم مثل هذه الخدمة”.وقال رودريجيز “ان كثيراً من الآباء والأمهات يريدون أن يصبح مولودهم مميزاً، ويرى الكثيرون أن نقطة البداية هي اختيار اسم خاص مميز”. ولكن مكاتب السجل المدني الألمانية لا توافق عادة إلا على الألقاب مدرجة في الدليل الدولي للأسماء.وتتمثل مهمة غابرييل في القيام بواسطة بين الآباء والأمهات وبين مكاتب السجل لمدني للتوصل إلى اسم يمكن ا!
عتماده. وعندما يحدث خلاف على الاسم يمكن أن تتدخل غابرييل لتثبت أن هذا الاسم “مشروع في بلد آخر”.ويزخز مكتبها الضيق بمئات المراجع من أنحاء العالم. وهي تتلقى
مكالمات من أمهات وآباء ومكاتب السجل المدني والشركات طوال اليوم.وقد حاولت سيدة من إيسن لمدة 45دقيقة الاتصال بخط تليفون خبيرة الأسماء المشغولة دائماً، وقالت انها
تريد أن تسمي مولودها باسم افريقي وأنها حائرة بين عدة أسماء: سادجاً أم تامبا أم نهانجا؟ ولكن أياً من هذه الأسماء لم يسجل فقط في المانيا.وقد استغرق الحل دقيقة واحدة من وقت غابرييل. وقالت للأم “تامبا اسم سواحلي، وبما انه يصلح لتسمية الذكر والأنثى على حد سواء، يجب أن تختاري اسماً مركباً فيجب أن تختاري اسماً مركباً من كلمتين لتوضيح الجنس”.وينص قانون الأسماء في المانيا على أن تكون اسماء بوضوح معبرة عن اسم أول لشخص وألا تكون مثاراً للاستهزاء أو السخرية.وأشارت غابرييل إلى أن هناك أسماء ممكنة بينما هناك أسماء أخرى لا يمكن الموافقة عليها. وهناك فتيات كثيرات في المانيا يحملن اسماء “أوروبا” ااسيا”بافاريا”
.وقالت خبيرة الأسماء:
أنها أصابت زوجين ينتظران مولوداً بخيبة أمل عندم!
ا نصحتهما بعدم تسمية المولود إذا كان بنتا باسم “بوروسيا” لأن “كل شخص سيفكر فوراً في ناد لكرة القدم يحمل نفس الاسم وقلما يذكر الشخص ان بوروسيا من الناحية
التاريخية ترمز إلى بروسيا”، وهو اسم المملكة الألمانية القديمة.ويشترط أيضاً أن يتفق اسم المولود مع لقب العائلة، بحيث لا يعطي الاسم بالكامل انطباعاً سخيفاً أو يشير إلى مسميات معينة، مثل اسم “كلير غروب” الذي يبدو عند سماعه مطابقاً لاسم مصنع لمعالجة مخلفات المجاري.ولكن القانون الألماني يتيح مجالاً واسعاً للتأويل.. ويملك المسؤولون في مكاتب السجل المدني سلطة القرار مجال التسمية، ويمكن أن يقنع الأبوان السلطات المختصة بأن اسماً معيناً متوارثاً في الأسرة جيلاً بعد جيل أو أنه اسم شائع في مسقط رأس الأم أو الأب إذا كان أحدهما غير الماني.وتزداد صعوبة مهمة خبيرة الأسماء عندما يتعلق الأمر بالتسمية بنفس أسماء بعض المنتجات. فلا يمكن اعتماد اسم
“بورش” في المانيا، ولكن يجوز تسمية “مرسيدس” لأن مخترع السيارة اميل جيلينيك سمى السيارة اصلاً باسم ابنته مرسيدس.كما ان مكاتب السجل المدني سمحت سميه
سانيل.
و”برسيل” وهما لمنظفات، ولكن لا يجوز تسمية “ل!
ينور” وهو اسم منتج يستخدم في غسيل الملابس.. وأوضحت غابرييل السبب وهو ان اسم “سانيل” شائع في شبه القارة الهندية.وعلى الرغم من تغاضي مكاتب السجل المدني عن كثير من الأسماء الغريبة، فإن هناك أسماء مرفوضة عندما تعبر عن ولع بشيء معين.فحتى غابرييل رفضت اسم “كريزي هورس” (أحد زعماء الهنود الحمر) الذي أراد اثنان من أشد المعجبين بالثقافة الهندية بأمريكا الشمالية اطلاقه على مولودهما.