الرئيسية منتديات مجلس الثقافة الأدبية والشعر ساعيش رغم الداء والاعداء

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #59162
    عبيده
    مشارك

    ســأعيشُ رغــمَ الـداءِوالأعـداءِ
    كالنَّســرِ فــوق القِمَّــةِالشــمَّاءِ
    أرنـو إلـى الشـمسِ المضيئةِ.. هازئًا
    بالسُّــحْبِ, والأمطـارِ, والأنـواءِ..
    لا أرمــقُ الظـلّ الكـئيبَ.. ولاأرى
    مــا فـي قـرارِ الهُـوّةِالسـوداءِ..
    وأسـيرُ فـي دنيـا المشـاعرِحالمًـا
    غـرِدًا – وتلـك سـعادةُ الشـعراءِ –
    أُصغـي لموسـيقى الحيـاةِ, ووحْيِهـا
    وأذيــب روحَ الكـونِ فـيإنشـائي
    وأصيــخُ للصــوت الإلهـيالـذي
    يُحــيي بقلبــي ميّــتَالأصـداءِ

    ******
    وأقــول للقــدرِ الــذي لاينثنـي
    عــن حـرب آمـالي بكـلِّبـلاءِ:
    “لا يطفـيءُ اللهـبَ المؤجَّـجَ فيدمي
    مـوجُ الأسـى, وعـواصفُالأرزاءِ”
    “فاهْدِمْ فــؤادي مـا اسـتطعتَ, فإنـه
    ســيكون مثـل الصخـرةِالصمـاءِ”
    “لا يعـرفُ الشـكوى الذليلَـةوالبكـا,
    وضَراعَــة الأطفــالِوالضّعفـاءِ”
    “ويعيشُ جبَّـــارًا, يحــدِّقدائمًــا
    بـالفجرِ.. بـالفجرِ الجـميل, النـائي”
    “واملأ طـريقي بالمخـاوفِ, والدُّجـى
    وزوابــعِ الأشــواكِوالحصبــاءِ”
    “وانشرْ عليـه الـرُّعبَ, وانـثرفوقـه
    رُجـمَ الـرّدى, وصـواعقَالبأسـاءِ”
    “سأظلُّ أمشــي رغـم ذلـك, عازفًـا
    قيثـــارتي, مترنِّمًـــابغنــائي”
    “أمشي بـــروحٍ حــالمٍ, مُتَــوَهِّجٍ
    فــــي ظلمــــةِ الآلاموالأدواءِ”
    “النورُ فــي قلبــي وبيـنجوانحـي
    فعـلام أخشـى السـيرَ فـيالظلماءِ!”
    “إني أنــا النــايُ الـذي لاتنتهـي
    أنغامُــه, مــا دام فــيالأحيـاءِ”
    “وأنا الخــضمُّ الرحْـبُ, ليستزيـدُه
    إلا حيـــاةً ســـطوةُالأنـــواءِ”
    “أمَّا إذا خــمدتْ حيــاتي, وانقضـى
    عُمُــري, وأخرسـت المنيَّـةُنـائي”
    “وخبا لهيـبُ الكـونِ فـي قلبـيالذي
    قـد عـاش مثـلَ الشـعلةِالحـمراءِ”
    “فأنا الســـعيدُ بـــأننيمُتَحَــوِّلٌ
    عــن عــالمِ الآثـامِ, والبغضـاءِ”
    “لأذوب فـي فجـرِ الجمـالِالسرمديِّ
    وأرتــوي مــن مَنْهَـلِالأضـواءِ”

    ******
    وأقــولُ للجــمعِ الــذينتجشّـموا
    هــدمي وودُّوا لــو يخــرُّبنـائي
    ورأوْا عــلى الأشـواكِ ظـلِّيهـامِدًا
    فتخــيَّلُوا أنِّــي قضيْــتُذَمـائي
    وغَــدوْا يَشُـبُّونَ اللهيـبَ بكـلِّمـا
    وجــدوا.., ليشـوُوا فوقـهأشـلائي
    ومضَــوْا يمـدُّون الخِـوانَ, ليـأكلوا
    لحــمي, ويرتشــفوا عليـهدمـائي
    إنـي أقـولُ لهـم – ووجـهيمشرقٌ
    وعـلى شـفاهي بسـمةُ اسـتهزاءِ -:
    “إن المعـــاولَ لا تهــدُّمنــاكبي
    والنــارَ لا تــأتي عـلىأعضـائي”
    “فارموا إلـى النـارِ الحشـائشَ. والعبوا
    يـا معشـرَ الأطفـالِ تحـتسـمائي”
    “وإذا تمــرّدت العـواصفُ, وانتشـى
    بــالهولِ قلــبُ القبّــةالزّرقـاء”
    “ورأيتموني طــــائرًا, مترنِّمًـــا
    فـوق الـزوابعِ, فـي الفضـاءِالنائي”
    “فارموا عـلى ظـلّي الحجارَةَ, واختفوا
    خـوْفَ الريـاحِ الهُـوجِوالأنـواءِ…”
    “وهناك, فـي أمْـنِ البيـوتِ, تطارحوا
    غَــثّ الحــديث, وميِّــتَالآراءِ”
    “وترنَّموا – مــا شــئتمُ – بشـتائمي
    وتجـاهَرُوا – مـا شـئتمُ – بعـدائي”
    “أمَا أنــا فــأجيبُكم مــنفَــوقِكم
    والشـمسُ والشـفقُ الجـميلإزائـي”:
    “من جــاش بـالوحي المقـدّسِقلبُـه
    لــم يحــتفِلْ بحجــارةِ الفُلَتـاءِ

    إرادة الحياة
    إذا الشـــعبُ يومًــا أرادالحيــاة
    فــلا بــدّ أن يســتجيبالقــدرْ
    ولا بــــدَّ لليـــل أنينجـــلي
    ولا بــــدّ للقيـــد أنينكســـرْ
    ومــن لــم يعانقْـه شـوْقُالحيـاة
    تبخَّـــرَ فــي جوِّهــاواندثــرْ
    فــويل لمــن لــم تَشُــقهُالحيـا
    ة مــن صفْعــة العــدَمالمنتصـرْ
    كـــذلك قــالت لــيَالكائنــاتُ
    وحـــدثني روحُهـــاالمســـتترْ

    *****
    ودمــدمتِ الــرِّيحُ بيــنالفِجـاج
    وفــوق الجبــال وتحـتالشـجرْ:
    إذا مـــا طمحــتُ إلــىغايــةٍ
    ركــبتُ المُنــى, ونسِـيتالحـذرْ
    ولــم أتجــنَّب وعــورَالشِّـعاب
    ولا كُبَّـــةَ اللّهَـــبالمســـتعرْ
    ومــن لا يحــبُّ صعـودَالجبـال
    يعش أبَــدَ الدهــر بيــنالحــفرْ
    فعجَّــتْ بقلبــي دمــاءُالشـباب
    وضجَّــت بصـدري ريـاحٌأخَـرْ…
    وأطـرقتُ, أصغـي لقصـفالرعـودِ
    وعــزفِ الريــاحِ, ووقـعِالمطـرْ

    *****
    وقـالت لـي الأرضُ – لمـاسـألت:
    أيــا أمُّ هــل تكــرهينالبشــرْ?
    أُبــارك فـي النـاس أهـلَالطمـوح
    ومــن يســتلذُّ ركــوبَالخــطرْ
    وألْعــنُ مــن لا يماشــيالزمـانَ
    ويقنـــع بــالعيْشِ عيشِالحجَــرْ
    هــو الكــونُ حـيٌّ, يحـبُّالحيـاة
    ويحــتقر المَيْــتَ, مهمــاكــبُرْ
    فـلا الأفْـق يحـضن ميْـتَالطيـورِ
    ولا النحــلُ يلثــم ميْــتَالزهـرْ
    ولــولا أمُومــةُ قلبِــيالــرّؤوم
    لَمَــا ضمّــتِ الميْـتَ تلـكالحُـفَرْ
    فــويلٌ لمــن لــم تشُــقهالحيـا
    ة, مِــن لعنــة العــدمالمنتصِـرْ!

    *****
    وفــي ليلــة مـن ليـاليالخـريف
    مثقَّلـــةٍ بالأســـى, والضجـــرْ
    ســكرتُ بهـا مـن ضيـاءالنجـوم
    وغنَّيْــتُ للحُــزْن حــتىســكرْ
    سـألتُ الدُّجـى: هـل تُعيـدالحيـاةُ,
    لمـــا أذبلتــه, ربيــعَالعمــرْ?
    فلـــم تتكـــلّم شــفاهالظــلام
    ولــم تــترنَّمْ عــذارىالسَّــحَرْ
    وقــال لــيَ الغــابُ فــيرقَّـةٍ
    مُحَبَّبَـــةٍ مثــل خــفْقالوتــرْ:
    يجــئ الشــتاءُ, شــتاءالضبـاب
    شــتاء الثلــوج, شــتاءالمطــرْ
    فينطفــئُ السِّـحرُ, سـحرُالغصـونِ
    وســحرُ الزهــورِ, وسـحرُالثمـرْ
    وســحرُ السـماءِ, الشـجيُّ, الـوديعُ
    وســحرُ المـروجِ, الشـهيُّ, العطِـرْ
    وتهـــوِي الغصــونُ, وأوراقُهــا
    وأزهــارُ عهــدٍ حــبيبٍنضِــرْ
    وتلهــو بهـا الـريحُ فـي كـلوادٍ,
    ويدفنُهَــا الســيلُ, أنَّــىعــبرْ
    ويفنــى الجــميعُ كحُــلْمٍبــديعٍ,
    تـــألّق فـــي مهجــةٍواندثــرْ
    وتبقــى البــذورُ, التــيحُـمِّلَتْ
    ذخــيرةَ عُمْــرٍ جــميلٍ, غَــبَرْ
    وذكــرى فصــولٍ, ورؤيـاحيـاةٍ,
    وأشــباحَ دنيــا, تلاشــتْزُمَـرْ
    معانقــةً – وهـي تحـتالضبـابِ,
    وتحــت الثلـوجِ, وتحـت المَـدَرْ –
    لِطَيْــفِ الحيــاةِ الــذي لايُمَــلُّ
    وقلــبِ الــربيعِ الشــذيِّالخـضِرْ
    وحالمـــةً بأغـــانيالطيـــورِ
    وعِطْــرِ الزهــورِ, وطَعـمِالثمـرْ

    *****
    ويمشـي الزمـانُ, فتنمـوصـروفٌ,
    وتــذوِي صــروفٌ, وتحيـاأُخَـرْ
    وتُصبِـــحُ أحلامُهـــايقظَـــةً,
    مُوَشَّـــحةً بغمـــوضِالسَّــحَرْ
    تُســائل: أيــن ضبـابُالصبـاحِ,
    وسِــحْرُ المسـاء? وضـوءالقمـرْ?
    وأســرابُ ذاك الفَــراشِالأنيــق?
    ونحــلٌ يغنِّــي, وغيــمٌيمــرْ?
    وأيـــن الأشـــعَّةُوالكائنــاتُ?
    وأيــن الحيــاةُ التــيأنتظــرْ?
    ظمِئـتُ إلـى النـور, فـوقالغصونِ!
    ظمِئـتُ إلـى الظـلِ تحـتالشـجرْ!
    ظمِئـتُ إلـى النَّبْـعِ, بيـنالمـروجِ,
    يغنِّــي, ويــرقص فـوقَالزّهَـرْ!
    ظمِئــتُ إلــى نَغَمــاتِالطيـورِ,
    وهَمْسِ النّســيمِ, ولحــنِالمطــرْ
    ظمِئـتُ إلـى الكـونِ! أيـنالوجـودُ
    وأنَّـــى أرى العــالَمَالمنتظــرْ?
    هـو الكـونُ, خـلف سُـباتِالجـمودِ
    وفـــي أُفــقِ اليقظــاتِالكُــبَرْ

    *****
    ومـــا هــو إلا كخــفقِالجنــا
    حِ حــتى نمــا شــوقُهاوانتصـرْ
    فصَـــدّعت الأرضَ مــنفوقهــا
    وأبْصــرتِ الكـونَ عـذبَالصُّـوَرْ
    وجـــاء الـــربيعُ, بأنغامِـــه,
    وأحلامِـــه, وصِبـــاهالعطِــرْ
    وقبَّلهـــا قُبَـــلاً فــيالشــفاهِ
    تعيــدُ الشــبابَ الــذي قـدغَـبَرْ
    وقــال لهــا: قـد مُنِحْـتِالحيـاةَ
    وخُــلِّدْتِ فــي نســلكِالمُدّخَــرْ
    وبـــاركَكِ النُّـــورُ, فاســتقبلي
    شــبابَ الحيــاةِ وخِــصْبَالعُمـرْ
    ومَــن تعبــدُ النــورَأحلامُــه,
    يُبَارِكُـــهُ النّــورُ أنّــىظهــرْ
    إليــكِ الفضــاءَ, إليــكِالضيـاءَ
    إليــك الــثرى, الحـالمَ, المزدهـرْ!
    إليــكِ الجمــالَ الــذي لايَبيــدُ!
    إليــكِ الوجـودَ, الرحـيبَ, النضِـرْ!
    فميـدي – كمـا شئتِ – فوقالحقولِ,
    بحــلوِ الثمــارِ وغــضِّالزّهَــرْ
    ونــاجي النســيمَ, ونـاجيالغيـومَ,
    ونــاجي النجــومَ, ونـاجيالقمـرْ
    ونـــاجي الحيـــاةَوأشــواقَها,
    وفتنــةَ هــذا الوجــودالأغــرْ

    *****
    وشـفَّ الدجـى عـن جمـالٍعميـقٍ,
    يشُــبُّ الخيــالَ, ويُــذكيالفِكَـرْ
    ومُــدّ عـلى الكـون سِـحرٌغـريبٌ
    يُصَرّفــــه ســـاحرٌمقتـــدرْ
    وضـاءت شـموعُ النجـومِالوِضـاءِ,
    وضــاع البَخُــورُ, بخـورُالزّهَـرْ
    ورفــرف روحٌ, غــريبُالجمـال
    بأجنحــةٍ مــن ضيــاءالقمــرْ
    ورنَّ نشـــيدُ الحيـــاةِالمقـــدّ
    سُ فــي هيكـلٍ, حـالمٍ, قـدسُـحِرْ
    وأعْلِــنَ فــي الكـون: أنّالطمـوحَ
    لهيـــبُ الحيــاةِ, ورُوحُالظفَــرْ
    إذا طمحـــتْ للحيـــاةِالنفــوسُ
    فــلا بــدّ أنْ يســتجيبَالقــدرْ

    م
    ن
    ق
    و
    ل

    #712089
    noor_888
    مشارك

    شكرا اخي العزيز على الكلمات الحلوه

    انا قلت اخي العزيز (( عشان ما تزعل ))

    #712092
    عبيده
    مشارك

    شكرا الك اختي الغاليه كمان عشان ما تزعلي

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد