مسقط المدينة الجميلة الوادعة في أحضان طبيعة جغرافـيـة متنوعـة ، فبقدر ما تطل على بحر ممتد في الأفق على امتداد شاطئ بلوري يشع نقاءً وجمالاً فإنهـا محاطة بحزام جبلي على طول حدود مناطقهـا الإدارية مشكلاً سور حماية طبيعي جنباً إلى جنب مع القلاع والحصون والأبراج والبيوت الأثريـة والأسوار والبوابات القديمة والتي كانت خط الدفاع الرئيسي خلال حقب تاريخية متعاقـبة .

ومسقط بمدنها وقراها سجل تاريخي حافل بالآثار والشواهد العريقة الضاربة في القدم ، فـقـد كانت بحكم موقعها الاستراتيجي على خليج عمان المرتبط بالخليج العـربي وبحر العـرب والمحيط الهـندي مركزاً بحرياً مؤثراً في حركة الاتصال بين آسيا وأفريقيا وأوروبا ، كما كان لمسقط دورها البارز منذ فجر التاريخ بحكم موقعهـا في منطقة الحضارات القديمة حيث تؤكد الاكتشافات الأثريـة إلى أن مسقط سكنها إنسان العصر الحجري قـبل عشرة آلاف عام ، وذلك ما دل عـليـه اكتشاف أقدم مستوطنة بشريـة في شرق شبـه الجزيرة العربيـة في منطقة الوطـيـة .

إلا أن مسـقط كمدينة حضارية تتفاعل مع التطورات والمتغيرات على مر الأزمنة فإنسان العصر الحجري الذي استوطنها تطورت مظاهر عيشته القديمة ويظهر ذلك من نمط حياته والأدوات التي استخدمها في الصيد البحري والسفن التي صنعها البحارة ليشقوا عباب البحار والمحيطات في رحلة التواصل الإنساني والحضاري مع مدن العالم المختلفة .

وهكذا هي مسقط في حركة دائبة من التطور عبر مختلف العصور ، وهذا هو واقع مسقط اليوم تنمية شاملة وخدمات متعددة في كافة المجالات ، وكان لابد من وجود أجهزة ومؤسـسات حكومية تقوم على أساس من التأهيل العلمي والفني والتخطيط السليم والمتابعة الدقيقة تعنى بتنفيذ البرامج والخطط التنموية ، ومن هذه الأجهزة الخدمية التي تعمل على إقامة المشاريع الحيوية وتقديم الخدمات العامة لسكان المدينة وزائريها بلدية مسـقـط التي مرت بمراحل عديدة من التطوير حتى بلغت إلى ما فيه من شأن كبلدية تتمتع بالكفاءة والخبرة .

وتتمتع مسقط بطابع خاص ومميز لما تزخر به من مقومات طبيعـية تاريخية وتراثيـة وعمرانيـة وسياحـية وخدمـية ، ولما تشهده من تطور متواصل على نحو جعل منها ليس كواجهـة مدنـية عصرية فقط وإنما أيضاً كمنطلق حضاري وسياحي تتبدى في حلة زاهية الألوان مازجة بين عبق الأصالة وألق المعاصرة مع الاحتفاظ بالهوية العمانية .

حيث تتنوع وتتعدد منظومة مسقط بين المباني التاريخية والتراثيـة المتمثلة في القلاع والحصون والبيوت الأثرية ذات الطراز المعماري التقليدي ، إلى جانب المتاحف المختلفة التي تزخر بها مسقط كالمتحف العـماني ومتحف التاريخ الطبيعي والمتحف العماني الفرنسي والمتحف العـسكري ومتحف الطفل وكذلك المواقع الطبيعية كالشواطئ والمحميات والحدائق والمتنزهـات العامة والأودية والعيون المائية والكهوف بالإضافة إلى الصروح والفعاليات الثقافيـة والفنية كالمسارح والأندية الثقافيـة والأدبية والإعلامية ومهرجان مسقط والمهرجان السينمائي ومعرض الكتاب الدولي ومعارض الفنون التشكيلية وكذلك الصناعات الحرفيـة والأزياء والفنون الشعبيـة والعادات والتقاليد الاجتماعية والمخطوطات والوثائق العمانية النادرة والأسواق الشـعـبية القديمة التي يجري تطويرها بما يتماشى وروح العـصر مع الحفاظ على هويتها وطابعـها التقليدي .