الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة العالم والفلكي والفيزيائي ، و الشاعر الذي سبق عصره بقرنين .

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #58577
    medsalem
    مشارك

    اول اضاءة من نوعها لحياة الشيخ محمد المامي.

    العالم والفقيه الديني المجتهد والاديب والجغرافي ، الفلكي والفيزيائي ،المتبصر ، و الشاعر الذي سبق عصره بقرنين ونصف .

    قبل قرنين ونصف من يومنا هذا أي مابين سنتي 1771و 1775 ولد بمنطقة تقع جنوب “تيرس” عند “آشقيق لعظام” بين “أغوينيت” و” بئر المام ” التابعة اليوم لنفوذ عمالة اقليم اوسرد باقصى جنوب المغرب ، الشيخ محمد المامي بن البوخاري من قبيلة تسمى ” أهل بارك الله ” لاتزال موجودة الى الان يسكنون جنوب المغرب وهي القبيلة التي يعود لها فضل حفرأبار منطقة تيرس ، وهو ينتسب كما تبين ذلك سلالة اسرته الى بيت عبد الله بن جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه
    مؤلفاته

    شارك الشيخ محمد المامي بالتأليف في جميع علوم عصره بلا استثناء وتناول مواضيع اخرى غريبة على معاصريه وكان طريف في اختيار عناوين مؤلفاته وقصائده العلمية وهو شيئ لم يكن معهودا آنذاك، ومما عثرنا عليه ان الشيخ محمد المامي كان يتقن عدة لغات لاتينية بالاضافة الى الانكليزية والعبرية والسريانية ومن كتبه:

    ” كتاب البادية ” ويطلق عليه ” صوف الكلاب ” اشارة الى المثل الذي يقول ” أعوز الصوف من جز كلبا ” ، أي ان الالتفات الى مثل هذه التآليف لا يمكن الا مع انعدام التآليف المفيدة وهذا تواضع كبير من الشيخ رحمه الله .

    وكتاب البادية هذا يقع في مجلد رائع نحو مائتي صفحة وقد تعرض الكتاب الى احكام ونوازل تقع لأهل البادية ولم يتعرض لها علماء الحضر منذ نشأت الدولة الاسلامية ، مثل احكام “مساجد البادية” و”قسمة حبس الماشية” و”كراء لسان الفصيل” و”اللبن العامي” وبعض العادات المتداولة مثل ثقب الاذن للاخراص و”ونقالة “وهي ان يذبح الشخص شاة وتقتسمها جماعة اليوم ويذبح اخر شاة غدا ويقتسمونها وهكذا دواليك ، وعادة التدخين والاحكام فيها .

    ويتعرض الكتاب الشيق لامور اخرى مثل اعطاء بعض القبائل للمغرم ، والاهم من هذا كله فتحه لباب التخريج او الاجتهاد المذهبي لفقهاء البادية حين يقول ” ان فقهاء عصره ينكرون على من حاول فتح بـــاب الاجتــــهاد ، ومع ذلك لا تمضي على أحدهم سبعة أيام دون أن يجتهد في نازلة ” .

    وللشيخ في كتاب البادية علوم كثيرة ومتعددة وهو اشبه ما يكون بالموسوعة التي لابد لكل قاض حتى في يومنا هذا من هذا الكتاب ، لما فيه من ضروب الفنون وغيرها وما فيه من ملاحظات لعلماء وقته ومن سبقه ولو كانوا من أقطار نائية .

    ولعل ما ينافس كتاب البادية نظمه الشعري ” لمختصر خليل ” في نحو 10 آلاف بيت – وهذا ما سنتطرق له بالتفصيل في صفحة خاصة نظرا لأهميته العلمية .

    ونظمه لمختصر خليل تم في ليلة واحدة وعمره إذ ذاك لم يبلغ الأربعين ، ويختمه بقصيدة سميت بالسلطانية عدد فيها بعض مؤلفاته التي تميز فيها بأنه كان يعرضها على معاصريه على سبيل النقد ، وفي السلطانية هذه ثناء جميل على ملوك المغرب أبناء مولاي إسماعيل وإهداء الكتاب إليهم ولذلك سميت بالسلطانية ، أرسلت لهم على ظهور الإبل ولا يعرف إن وصلت ام لم تصل ، وفي ذلك يقول بعد ان شبه نظمه بالدرة

    فنزل الملوك عن ذا الــشأن للملك بن عابــــــــد الرحمن

    كأنما كانــــت له مدخــــــره لأنها عن غيــــــــره مؤخره

    كأنما وافق شـــن طبقــــــــه وجاء الأعشى قاصدا محلقه

    إمام أهل المغرب المـــــوفق لواءه بســمرقند يخـــــــــفق

    مثلث العدل وإخماد الـــفتـن بالكشف عن مخدرات كل فن

    اشرق المغرب زمان الغيهب وقد يكون مشرق بالمـــغرب

    الى ان يقول :

    بعصره نباهي الأعصر الأول وكل دولة خلـت من الـــدول

    و ببنيه الغر الأكرمـــــــــــــينا زواخر الشرف الاعظمــــينا

    الوارثين الشرف الاثيــــــــــلا سلسلة الياقوت اسمـــاعـيلا

    أبقاهم الله لــــــــنا في الأرض رواسيا في طولها والـــعرض

    وللشيخ أيضا في الجانب الفقهي تنظيم قواعد الإمام مالك ، كما نظم أيضا العقود والخراج الأول أما الخراج الثاني فهو نظمه لمختصر خليل ، والدولاب الأكبر في أربعة و أربعين مذهبا ولامية الأفعال في سهو الصلاة وكتاب الاجماعيات وهو مصنف نثري رتبه على أبواب الفقه

    و رسالة في التيمم وكتاب “الذب والنصر بالشريعة عن العشيرة في أحكام هذه الشـــعيرة ” و” حاشية على باب القياس ” وديوان ” العباب الخضم” و نظم ” المقصور والممدود “ونظم ” الادموس في شرح خطبة القاموس للهلالي و” قصيد في الناسخ والمنسوخ من القرآن العظيم و أسباب النزول والمكي والمدني ، وله كتاب المذاهب وله أيضا تأليف جمع فيه ” قرآن الآحاد” ونظم ورقات إمام الحرمين وله ” إدخالات البحر في الغدير ” وله نظم في النحو وله أيضا الشيخ الاجم والشيخ الاقرن ” وكتاب “مصطلحات علم الأصول وله أيضا ” الميزابية في علم الجدل والأصول ” وله أيضا تأليف بعنوان ” الآلات البينات ” وله القصيدة الجميلة وهي تأليف كبير تسمى ” الدلفينية ” نسبة الى دلفين البحر وسميت بالدلفينية لقوله :

    والعلم بحر لغوص الماهرين به تلفي اليواقيت فيه والمراجين

    لكنه غير مأمون تماسحـــــــــه وليس كل موج منه دلفـــــين

    الى ان يقول فيها فيما يخص ولاء المنطقة الجنوبية المعروفة بإسم تيرس :

    وتيرس وقف مراكش لدن فتحت لولاهم عبدت فيها الاواثــــين

    وجدير بالذكر أن كتابه إدخالات البحر في الغدير كان ردا على رسالة وردت إلى البلاد خلال تلك الحقبة تقضي بنبذ المذاهب الفقهية والاستغناء عنها بالكتاب والسنة وقد نبه الشيخ في رده على أن هذه كلمة حق أريد بها باطل ، بقوله “…إذ أن المذاهب الفقهية إنما هي زبدة الشريعة و لان عموم الناس لا يستطيع الوصول لعدم تأهله لذلك”.

    ونظم الشيخ الجليل ، أيضا شرح ابن القاصح في الشاطبية وله نظم في نسخ المصاحف وسفينة النجاة والبيان و تآليف كثيرة في النحو واللغة والتصريف مثل :

    “الزبيرة وبلاغة “،” نظم المشاهير من الافعال “،” نظم الهمل “،”الحروف وطرته “.

    وله أيضا تأليف يسمى ” الزعفرانية ” وكذلك ” زهر الرياض اللازوردية في الأحكام الماوردية ” .

    ولعل اشهر قصائده المديحية للنبي صلى الله عليه وسلم قصيدة جميلة من تسعة وثمانون و أربعمائة بيت بعنوان ” الجرادة الصفراء ” يقول مطلعها “

    *زبد البحر والغمام جفاء واليواقيت والنجوم سواء*

    ولا يتسع المجال هنا لسرد إنتاج العالم الجليل لكثرته وتنوعه ، غير أننا هنا لابد من الإشادة بأن هذا العالم كان سباقا لعصره وكان معارضا حاسما لكثير من الأمور التي كان يعيشها معاصروه بعد أن حضهم على الجهاد ، وأما جوانبه العلمية الباهرة فقد قوبلت بالنكران والرفض من معاصريه مثل محاولاته لإقناع الناس بكروية الأرض كقوله في القصيدة الحسانية ( و هي لغة اهل المنطقة الجنوبية من المغرب وموريتانيا):

    أنت لا حجيت مسوحل وافرغ لبحر من قــــدامك

    اثلت عمان انت ترحل اردوك لبـــــلد اخـــــيامك

    أي انك إذا سافرت إلى جهة الساحل البحري في الغرب بشكل مستقيم ففي ثلاثة أعوام ستعود إلى النقطة الأولى التي سافرت منها .

    وللشيخ أيضا في اختلاف التوقيت على ظهر الأرض قوله :

    يفطر شنـــــــقيط ويوذن مازال الدحميس فالاقدام

    فات أعشا الاغلال تمكن وفطر جيل فمــــــكة صيام

    أي أن أهل مدينة شنقيط يفطرون في رمضان والوقت مازال قبل الإفطار في منطقة اوسرد ، والوقت إذ ذاك العشاء عند “الأغلال” المقيمين شرق موريتانيا ، بينما يفطر أهل مكة في الجزيرة العربية قبل العصر عند مدينة ” تيندن ” الموريتانية .

    وفي هذا الجانب كثير مما يقال مثل عدم تغير الزمن بالنسبة للأرض منذ نشأتها الى يومنا هذا و المسامتة بين المناطق الجغرافية مثل ما يقابل بلد بشكل مباشر مع بلد آخر من الجانب الآخر للأرض .

    ومما له علاقة بكروية الأرض عد طول وعرض الأرض بالأميال مثل قوله :

    فاردد إلى اقليدس مـــاكرة فاقت مربعة به في الأطراف …الخ

    غير أننا سنخصص للجانب العلمي مجاله الخاص في الحلقات القادمة مثل علم التربيع والتبصر والفلك واللغات حتى لا تتشابك الأمور الفقهية والنحوية والعلمية و الأدبية فيما بيــــنها .

    وله أيضا رؤيته الخاصة التي سباقة حتى عن عصرنا هذا ، مثل التسامح بين الطوائف المذهبية و أهل الطرق الصوفية ووصفه لأمور ستكون في المستقبل مثل الحاسوب والى غير ذلك .

    ويمكن تشبيه الشيخ الجليل محمد المامي انه من اكثر علماء الأمة المحمدية تأليف وقد قورن بالحافظ السيوطي في كثرة التصانيف ، وذكر في المفاد أن للشيخ مائة تأليف في القرآن و أربعمائة في الفقه واكثر من مائة في الأصول ، ومما يورده الأديب الطبيب محمد الأمين بن الددو المباركي ان خزانة ابن الشيخ محمد المامي كان فيها اثني عشر صندوقا كبير في نصف الصناديق تآليف الشيخ بخط يده و الأخرى بخطه وبغير خطه .

    و لكي نستوفي للشيخ الجليل محمد المامي بعض من حقه علينا ، ارتأينا أن نخصص خمسة حلقات كل حلقة تجمع بعض العلوم التي ألفها الشيخ وذلك بتعاون مع “جمعية الدلفين لزاوية الشيخ محمد المامي بالداخلة ” في شخص السيد الرئس (بن حمدي احمد) و الكاتب العام ( محمد سالم حماني) لتنوير الرأي العام و إحياء وحماية هذا التراث العظيم من الاندثار وفتح المجال للمساهمة والنقد للعارفين في الجوانب التي تعنيهم ، وستكون الحلقات ترتيبا كما يلي
    1- الفقه الاسلامي بين نثر مختصر خليل ونظم للشيخ محمد المامي للمختصر .

    2- كتاب البادية واستنباط الأحكام .

    3- إدخالات البحر في الغدير مرتبة الاجتهاد والاجتهاد المطلق .

    4- الجغرافيا والفيزياء وعلم المعادن وخطوط الطول والعرض و علم الفلك نظرية إصلاح علم ع عند الشيخ محمد المامي وقوله عن إستباق أهل المغرب لغيرهم في هذا العلم .

    5- السيرة النبوية والمديح عند الشيخ محمد المامي .

    و في الاخير نتمنى حصول الفائدة المتوخاة من هذا الموضوع وأن ينال اعجابكم و أن يكون قد فتح المجال لتعريف ببعض من علماء شمال افريقيا وتاريخ هذه المنطقة في حقبة من الزمن الماضي. واني في انتظار ردودكم وتعليقاتكم على الموضوع و السلام

    #707889
    medsalem
    مشارك

    نتمنى حصول الفائدة

    #707892
    mado77
    مشارك

    معلومات قيمه

    شكر ا تسلم على هذه المعلومات

    #707897
    medsalem
    مشارك

    شكرا على الرد ةنتمنى حصةل الفائدة دائما

    #707946

    هلا
    شكرا على المعلومات الرائع

    بارك الله فيك

    تحياتي طير الغرام

    #707962
    حـواء
    مشارك

    معلومات رائعة

    تسلم أخي .. والحمد لله.. إستفدت كثيراً فهي أول مرره أقرأ عن هذا

    العالم الجليل رحمه الله.. ..

    لك مني التحية

    حـواء

    #707972

    جزاك الله كل خير على تلك المعلومات

    #707973
    noor_888
    مشارك

    شكرا على المعلومات الرائعة

    #708147
    medsalem
    مشارك

    شكرا على الرد ونتمنى حصول المعرفةفي تبادل المعلومات حول تاريخ حضارتنا الاسلامية وعلمائها وشكرا

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد