الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة العامة › اول اضاءة من نوعها لحياة العلامة الشيخ محمد المامي
- This topic has رد واحد, مشارك واحد, and was last updated قبل 18 سنة، 3 أشهر by medsalem.
-
الكاتبالمشاركات
-
1 سبتمبر، 2006 الساعة 6:31 م #58472medsalemمشارك
بسم الله الرحمن الرحيمهذا الموضوع الذي اقدمه للسادة الاعضاء سبق ونشر
في احدى الصحف المغربية التي لاموقع لها على شبكة الانترنت ونظرا لاهميته واثراء النقاش فيه اقدمه لكم كما نشر
دون زيادة او نقصان بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم في خمسة حلقات نظرا لتنوع الجوانب العلمية للشيخ الجليل محمد المامي رحمه الله.
**************تقديم
قبل قرنين ونصف من يومنا هذا أي مابين سنتي 1771و 1775 ولد بمنطقة تقع جنوب “تيرس” عند “آشقيق لعظام” بين “أغوينيت” و” بئر المام ” التابعة اليوم لنفوذ عمالة اقليم اوسرد باقصى جنوب المغرب ، الشيخ محمد المامي بن البوخاري من قبيلة تسمى ” أهل بارك الله ” لاتزال موجودة الى الان يسكنون جنوب المغرب وهي القبيلة التي يعود لها فضل حفرأبار منطقة تيرس ، وهو ينتسب كما تبين ذلك سلالة اسرته الى بيت عبد الله بن جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه .
وسميت قبيلته بهذا الاسم نسبة الى جدها بارك الله الذي وصف بالاستقامة والصلاح وقد حج الى بيت الله الحرام في ذلك العصر الذي كان الحج فيه بالغ الصعوبة وكان وليا شهيرا وعرف بالكرم والعبادة والزهد وقيام الليل .
وتجدر الاشارة الى ان ولادة الشيخ محمد المامي حرص فيها حسب كتب التاريخ على ان لا تقع خلال عقد قران والديه اية معاصي وحافظت امه على طهارة المولود الجديد وذلك لما كان ينتظر من المولود الجديد من ولاية كبيرة ، كما اخبر بذلك من قبل الولي الشهير والمقرئ الكبير سيدي احمد الحبيب المغربي السجلماسي ، وسمي الشيخ بالمامي كإسم مأخوذ عن كلمة الإمام بالعربية ، ثم استحال نطق الكلمة على السنة الاعجام الى المامي ثم اخذها العرب وتسموا بها تيمنا بالشيخ الجليل وهي عادة شائعة في العالم الاسلامي اذ يسمي الناس ابنائهم بالعلماء والصـــالحين والملوك والابطال .
سافر الشيخ خلال المراحل الاولى من طفولته الى بلاد السوادين – جنوب نهر السنغال – ولم يعد الى موطنه الأم الا بعد العشرين من عمره وقد اكتمل نضجه واصبح معدودا من كبار الاولياء والصالحين ذوي المكرمات ومن محققي العلماء في جميع فنون العلم والشعر ومن البلغاء المجددين والشعراء المجيدين باللهجة الحسانية ومتصوفا وذكر انه كان على الطريقة القادرية ، غير انه لم يعثر في الكتب وما تناولته الألسن عن أي شيخ له او مدرسة قرأ فيها .
ويذكر ان سبب عودة الشيخ محمد المامي الى وطنه مناشدة حد ابناء عمومته له ليصلح بعض مما نجم من خلافات بين ابناء عشيرته قائلا :
مما اخص وتعنيه مخاطبتي محمد المام ركن القوم ان حفلوا
ويحكى ان الشيخ سهر تلك الليلة وتوسل الى ربه بنبيه و أصحابه في واقعة بدر قائلا :
طال ليلي بعد طول نهاري ولغوبي فلم يقر نهــــــاري
إلى أن يقول :
فلكم بالجميع فرجت هما كان ملء القلوب والأبصار
وللعودة الى قبيلة اهل بارك الله التي جمع الشيخ عقدها يمكننا منها ان نتعرف على الوضع العام لقبائل الصحراء خلال نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر ، فقد اتصفت الحياة في الصحراء وشمال موريتانيا ووسطها بالمعقدة وكانت الغزوات المتكررة والنهب بين القبائل من الامور السائدة آنذاك وكان من المستحيل ان تجد قبيلة نفسها محايدة ولم يكن هناك مجال للضعف واصبح الاسترقاق مباحا والتغريم لا مفر منه وكثرت الاخطار ، وظهرت امور فقهية لم تكن معروفة في الماضي منها على سبيل المثال ” الصربة ” حيث كان شيوخ القبيلة المغار عليها يرسلون وراء القوة التي استباحتهم او يستأجرون من يعيد الاموال المنهوبة ، وهنا تطرح مسألة ملكية هذا المال الذي كان لشخص واخذ منه بالغصب و أعاده شخص آخر عرض نفسه للمخاطر والموت ، وكثرت الفتاوى وتنافر الفقهاء ، وهذا ما عجل بخروج كتاب ” البادية ” وهو كتاب فريد من نوعه ألفه الشيخ ليضع القواعد العامة لحياة البدو وطرق معاملاتهم .
وكانت المناطق التي كان فيها سائبة وكانت الظروف يحكمها طابع القوة وبداية الدخول الأوربي لإفريقيا ، وقد احتمت قبيلته في تلك الظروف بالاحترام لكونها مركز العلم والدين وحلها للخلافات بين القبائل المتناحرة ، وكان الشيخ في خضم هذه الحياة القاسية المتسمة بالصراعات على موارد المياه ومواطن العشب متفرقا للتعليم والتأليف والزهد وكان يفضل في كثير من الأحيان أن يقيم قرب البحر ، وكان كثير النحر متصدقا ويعيش في كنفه الكثير ممن ضربتهم نكائب ذلك الدهر .
وقد اتصل بأكثر علماء عصره في تلك المنطقة ورد عليهم و ساجلهم منهم محمد بن محمد سالم المجلسي والعالم محمد فال بن متال التندغي و محنض بابه بن عبيد الديماني و المختار بن محمد المجلسي .
كان للشيخ طلاب كثيرون وكان يقصده المهتمون بعلم الشريعة ومريدو علم الحقيقة ، وقد طار صيته وكثرت تلاميذه كثرة قل ان يوجد لها نظير في زمانه كما ذكر المؤرخ هارون بن سيديا ولم يكن العلم آنذاك يلقن في قصور او منازل بل كان يتم تحت الخيم وفي الهواء الطلق ، وكانت الكتب تحمل على الابل والكتابة على الالواح و الاوراق التي تشترى من بلاد السوادين او من شمال افريقية .
وقد توفي الشيخ حوالي سنة ألف ومائتين وستة وثمانون للهجرة وخلف من بعده خليفته و ابنه عبد العزيز وكان وليا صالحا وتقيا طار صيته في الآفاق ثم ذريته من بعده وخاصة محمد بن عبد العزيز الذي ازدهرت الزاوية في عهده ، و لايزال ضريح الشيخ محمد المامي قائما الى اليوم بالمنطقة التي ترعرع فيها بإقليم اوسرد .
يتبع…….1 سبتمبر، 2006 الساعة 7:03 م #707237medsalemمشاركوقع خطأ في التقديم حيث تم حذف التعريف بالموضوع المراد طرحه لهذا اسف لكل من قرأ هذا الموضوع ولم يفهم المراد منه و الذي هو التعريف باحد علماء شمال افريقيا والذي سبق عصره وبيئته وهو ما سوف اتطرق له خلال بقية الحلقات التي ارجوا ان تنال اعجابكم خلال شهر رمضان الكريم
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.