لسانها ينادي .. ابعدوني عن النار ( عبره ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هذه قصة أحب أن أرويها لما فيها من الموعظة والحكمة , عن امرأة سليطة اللسان مع جميع الناس حتى مع أقرب الناس إليها , كانت تؤذي جيرانها بالسب واللعن والشتم , وهذا ما اعتادت عليه حتى تفاجأت في يوم وبدون أي مقدمات …… بأن تصاب بمرض غريب وكان شر ابتلائها به…. فانتفخ وتورم جسدها بشدة وكانت تعاني من الألم ما تعانيه ومن حولها أيقن أنها سوف تموت من شدة ما تعانيه , وتذكرت لسانها! ( وهي كحال الذي يقع في الخطايا وفي المرض الشديد يتذكر ما فعله من خطايا وذنوب ) وتذكرت كيف كانت تؤذي الناس من حولها… وطلبت أن يحضر إليها كل من أوذي من لسانها لتطلب العفو منه قبل الموت الذي ارتأته. وفعلاً جاء من جاء ووصل إليها من عرف بحالها ومن سمع عنها ويال كثرة المسممين من لسانها وقلة من وصل وعفا عنها, ولكن…! يقدر الله لها أن لا تموت الآن… ويشفيها الله …سبحانه وتعالى… ولكنها! عادت بعد كل هذا على ما كانت عليه من سوء الخلق وسلاطة اللسان ولم يسلم احد منها , كما قال الله سبحانه وتعالى : وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ [فاطر : 37]. وبعد فترة من الزمن تصاب بنفس المرض بنفس الآلام والندم ولكن بلا عودة…..وتموت ولا تستطيع أن تنطق الشهادة. فقد ظهر عليها سوء عملها عند الموت فماتت ولسانها خارج فمها وقد طبقت الأسنان عليه … وكأنه يقول لا تدخلوني في هذا الجسد أريد أن أبتعد عنه.. كما قال عز شأنه (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النور : 24] هذه هي نهاية صاحبة هذا اللسان و التي روت عن صديقتها وهي التي دخلت غسلها . هي التي قالت بأن وجهها كان مسودًا.
نسأل الله العافية ونسأله أن نتحلى بحسن الخلق لندخل به الجنة.
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد