****هذه محاولة بسيطة كتبتها وانا جالسة امام البحر وتحت ضوء القمر اتمنى ان تنال اعجابكم****

كانت ساعة يدي..تتجه بخطوات متأنية نحو منتصف الليل..
في الخارج ليل حالك..لكنه ساحر..يزيده فتنة ذاك البدر الذي اكتمل للتو..
كي يصعد بكل تعال إلى أبراج السماء ويجلس مرتاحا يراقب العفراء من برجه العاجي..
النجوم هي الاخرى بجواره تتلألأ راقصة خلف اجفانها المغمضة..
كنت هناك وسط ذاك الجمال الطبيعي..وهمس النسمات للاوراق يرن في اذني..
تائهة في أفكاري..وانا اتوجه ببطئ وعيني تركز على البحر الذي يلمع تحت ضوء القمر..
ليبدو كمرآة مصقولة بيد صانع محترف..جلست فوق الشراشف الرملية وانا اعبث بحباتها الدقيقة..
واكتب على سطورها ما تجود به خواطري علي..اكتب عليها تارة قصائد صامتة..او اشعارا يائسة..
وتارة ارسم عليها لوحة فنية..لكنها تبدو دائما ناقصة شيئا مهما..لا اردي ما هو..
واغير اتجاه نظري..لاراقب حركات البحر..وكلما تعمقت في النظر في موجاته التي تطرب بهدوء شاطئه..
كلما اضمحل العام الخارجي امامي واصبح دائرا في رأسي كموجة من الدخان..
لم يكن يوجد حينها سوى البحر الهادئ..والسماء وبدرها الساهر..وانــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا..
كنت احدث نفسي عن ذاك الحب الذي ما زال كاتما على انفاس قلبي..
وما زالت ذكرياته البعيدة تتيقظ في ذهني لتصعد الى سطح الذاكرة..
هذا وحالة الجنون التي تطويني بقوة تحت جناحيها..لكنه هياج جنون صامت..
بدأت التفت حولي..كأنني انفض في محاولة يائسة عن نفسي ذاك الحزن الاسود..
التي تربت بقاياه منذ لحظة فوق احاسيسي..
استمريت في الالتفات..الى ان لفت نظري ظل يجلس ليس ببعيد عني..
ساعتها كنت ما زلت انظر في الفراغ ساهمة حالمة..ابحث فيه عن شيء مجهول..
كنت ارى ظلا اسودا هناك..ثم اعود ولا ارى شيئا..
بعد هنيهة..اكتشفت انه ظل رجل..نعم..هو ايضا كان ينتظر حبيبته..كما هو الحال بالنسبةالي..
غارقا في افكاره..يحدق في السماء..ويتأملها بعيون تلمع تحت ضوء القناديل الاتية من الشارع الذي فوقي..
عيونه كانت تحمل في جوفها..نظرات ضائعة في ظلمات وجدانية..
بواسطتها عرفت انه يخرج صورة من صور ذكرياته الحزينة من الذاكرة..
ملامح وجهه هي ايضا كان يلفها حزن حدادي..ويأس بائس..
احسست حينها أن عواطفي باتت من جديد جياشة فوق محياي..
نهضت وخطوت نحوه خطوة..وقدمي تحدث حفيف همسي فوق الرمال..
وانا ارتجف كورقة في مهب الريح..خائفة ومرتجفة من وميض غريب لمحته في عينيه..
جلست قربه..كأنه دعاني إلى ذاك مسبقا..أو وجه لي دعوة صامتة..
نظرت اليه نظرة شاملة وعيني مكتوب عليها سؤال اخرس..أو استفسار صغير..
بعد لحظة مرت..اعتقدت انها استغرقت دهرا..انفطر قلبي وارتمت نفسي في احضان ركبي..
عندما وجه لي نظرة..خلتها للتو انها سهم من سهام الهنود السامة..
واجهت نظرته تلك بنظرة أقوى..فيها تحدي واضح..لمعرفة هويته المجهولة..
لكنه هزمني بصمته..كان اسوء سلام استخدمه منذ البداية..
ملامحه تغيرت فجأة وتلونت بتعابير مبهمة..لم استطع فك رموزها..
حولت نظري عنه..وإلى البحر ثانية..شعرت في تلك اللحظة بإن كياني كله يموج في ارتباك مخجل..
وفتيلة الغضب بدأت تشتعل..لكن مع ذلك حافظت على هدوئي واحترمت صمته..
عاودت من جديد اللعب بالرمال..والكتابة عليها..حتى اداري ورائها ذاك الارتباك والاضطراب اللذان سيطرا علي انذاك..
إلى أن احسست بنظراته تتجه نحوي..تحاول ترجمة ما كتب على ملامحي..
استغربت عندما قرأت من عيونه نفس السؤال الذي سألته من قبل..
لكن الفرق أن سؤاله مغلف بحيرة..اجبته بعد تردد قصير..بكلمة واحدة..
كانت هي مفتاح محادثة همس طويلة..افضيت له من خلالها بسجايا قلبي..
وأوصلت له كلما أريد عبر خطابات العيون..
هو الآخر..مزق ذاك القناع المبهم..وأسر لي بكل ما يجشأ به فؤاده..
فكان ذلك..هو الطريق الضائع الذي بحثت عنه طويلا..للوصول إلى بداية جديدة…
فكانت بداية عشق آخر..لكن هذه المرة تحت ضوء القمر..