مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #57996
    تونه
    مشارك

    الكلمة ماهي إلا غرسة يتحتم علينا الانتظار أياما أو سنين قبل أن نشهد ثمارها ، لذلك ما من كلمة تقال إلا وستؤتي أكلها بعد حين لأن مفعول الكلمة في الأنفس يشبه إلى حد بعيد مفعول البذرة في التربة، فما أكثر البذور التي ترمى في تربة معينة وتنسى ثم نفاجأ بها غرسة بهية بعد فترة ذلك لأن التربة الصالحة لن تتجاهل وجود بذرة في أحشائها وستخضع لقوانين النمو.
    كذلك نحن نقول كلمات ننساها لكن المستمع لن ينساها وإن تناساها فلن يستطيع أن يقاوم أثرها في نفسه..
    إن الكلمة رسالة ودعوة قائمة بذاتها لذلك ينبغي لكل متحدث أن يراعي :
    ماذا يقول ، ومتى يقول ، وكيف يقول.
    فمن هذه الأدوات الثلاث تستمد الكلمة صفتها لتكون إما خبيثة وإما طيبة.. ولأننا في زمن أصبحت الكلمة فيه واحدة من أخطر أنواع ووسائل الهدم والبناء ولأن أصحاب الرسالات على اختلافها لا يملكون في الغالب أكثر من كلمات يوجهونها محاولين أن يلمسوا بها ذلك الرصيد من التجاوب لدى البشر ، كان الأجدر بنا أن نحسن اختيار الكلمة المناسبة في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب إذا ما أردنا أن نحقق أثرا لأن هذا النوع من الكلمات هو الذي يأخذ طريقه إلى النفس حيث يعمل عمله فيحرك الكوامن ويهز الاستعدادات الفطرية.
    من هنا كان على حملة الكلمة الطيبة الراقية عدم اليأس، عليهم المواصلة والاستمرار، عليهم ألا يحزنوا إن هم لم يشهدوا الفوائد الفورية لكلماتهم ، عليهم فقط أن يتذكروا أن الكلمة هي أصل التغيير، فأصل التغيير في النفس هي كلمة أواجه بها نفسي. وأصل تغيير الآخر هي كلمة أقولها له وبدون هذه الكلمة لن يكون بمقدور أحدنا أن يبدأ عمله في التغيير البناء وقد دعم الله الكلمة الطيبة بأصول ثابتة وأمدها بالحياة والبقاء والخلود، حين أمد الإنسان بفطرة سليمة تتبعه نحو الخير والحق والفضيلة وتتطلع للارتقاء والسمو.
    قال تعالى: (( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء”24″ تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها))
    ما من كلمة تحمل شروط صحتها إلا وتمس حسا معينا في النفس، فلينظر أحدنا ماذا يقول، ولينظر أكثر إلى من يستمع؟؟.
    ” منقول”
    ولكم مني كل الحب والتقدير

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد