دمشق مدينة أسرار
نحن اليوم بحاجة إلى معرفة عميقة متسعة لإدراك تاريخنا تمهيدا لفهم مامر بنا ,وما نما في شخصيتنا
وكيف تم هذا النمو,ثم ما الذي تحتاجه هذه الشخصية لتتكامل لها العناصر اللازمة للحياة الحاضرة
حري بنا إن ندرس فلسفة التاريخ ..وماهي أهمية دمشق في خضم التاريخ كما فهمها كتابنا القدامى
وفلاسفتنا ومؤرخونا ,لنرى إلى أي حد يمكن أن نفيد منها في تعيين حياتنا الحديثة وفلسفتنا المعاصرة
والخير الأعلى في هذا الموضوع فتح طاقات المجهول ,ونوافذ الحياة على هذه المدينة الجميلة المقدسة
..والتي نسبوا بناءها إلى البطل دمكسوس ابن الإله هر مس الذي نزح من اليونان إلى دمشق حيث
بنى مدينة باسمه .
وذكر ابن عساكر عن أهمية دمشق من الناحية الدينية وقد رتبت تلك في أبواب عديدة منها : إن دمشق
من أبواب الجنة ,وعند وقوع الفتن مقر دار المؤمنين وقد ورد أن الشام هي ارض المحشر والميزان
ويكون بها الحساب والعدل والعفو عن المذنبين وتحصل بها الشفاعة .
وفي حديث نبوي : أربع مدائن من مدائن الجنة في الدنيا : مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق.
وماء دمشق مقدس يتبرك به أيضا .
وعن صاحب الروضة البهية نقلا عن حكماء اليونان أن في دمشق بركة بناها بض حواريي المسيح
وأنهم كانوا يغسلون بها كل مريض بأي مرض كان ويسقونه منها فيعافيه الله من مرضه,وأنها اليوم
تدعى بركة المنجدين وهي تجاه زقاق الحصرية ويقصدها السياح لأجل السرب منها تبركا بها.
إلى الشمال من دمشق يقع جبل قاسيون وقد أكثر الكتاب العرب من وصف حرمته وذكر آثار الأنبياء
التي فيه وانه معظّم بين الجبال , وفيه ولد إبراهيم وأجمعوا أن مغارة الدم إنما سميت كذلك لكون
قابيل قتل أخاه هابيل هناك ولا يزال الحجر الذي شق به هامته موجودا فيها.
وفي الجبل مغارة الجوع التي بات فيها ودفن أربعون نبيا . ويوجد ضريح النبي يحيى وسط الجامع
الأموي وقد شهدت دمشق امجد أيامها في العصر الأموي .
وفي الباب الصغير تجد مدفن ثلاث من زوجات الرسول الكريم ,وكثير من الصحابة وبلال الحبشي
كما تضم قبور كثير من الخلفاء الأمويين , وفي دمشق قبر الشيخ محيي الدين بن عربي .
وعلى مقربة من دمشق هناك قبر السيدة زينب أم كلثوم بنت الإمام علي بن أبي طالب وضريحها
يقصده سنويا عشرات الألوف من المتبركين.