الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة منظومة الثقافة العمانية في عيون أدباء مصر

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #57058

    اتفق العالم العربي والمثقفون العرب على اختيار مسقط عاصمة لثقافتهم هذا العام ، وهذا الاختيار له مدلولاته فهو ليس اختياراً عشوائياً بل جاء بعد دراسة وإدراك لما تتمتع به السلطنة من مناخ أدبي قادر على تفجير الطاقات الإبداعية وتحريك الملكات الفكرية .. كان الاختيار تكريسا لجهود السلطنة فى حمل لواء أصالة الثقافة العربية والمحافظة عليها من الملوثات التوغلية للثقافات الغربية .. فكيف يرى الأدباء العرب منظومة الثقافة العمانية ؟.
    فى البداية تحدث الأديب فاروق شوشة عن الثقافة بمعناها العام حيث يرى أنه رغم اختلاف الزمان والمكان والبيئة والانسان فإن الأدب يبقي شاهداً على ثقافة الشعوب ومدى نضجها الفكرى والإبداعي ومقدرتها على صياغة مستقبل أكثر إشراقا للأجيال القادمة ، فالثقافة عشق الروح ، وهي التي تعطي الكيان الإنساني تعبيرا ملائكيا عما يدور في وجدانه وفؤاده من العديد من المتغيرات ، حتى لو لم يلمسه بيديه فإنه قد يعبر عن تطلعاته ومنهجه في حياته التي قد تكون أكثر بهجة بالأدب والفن ، وجمال الشعر في أصالة تعبيره عن جوهر الإنسان وقدراته الإبداعية.
    ثقافة نقية
    ثم تناول الثقافة الخاصة بالسلطنة فسرد بعض التجارب الأدبية الخالصة والوثائقية التي تندرج تحت مسمى دراسة كيانات المجتمعات من خلال الثقافة والأدب مشيراً إلى أن الطبيعة البكر بالسلطنة قد جعلت هناك أحاسيس بالتفرد ، من خلال نضوب أي تدخل لفكر غربي هدام أو متغطرس ، بل وسمو ورقي المشاعر الداخلية للإنسان العماني الذي يرى فيما حوله نموذجا لما حباه الله من رضا وقناعة يبارك فيها وفي روحه الصافية ؛ لذلك فإن الأدب والتعبير عن الذات بالمجتمعات الخليجية عامة والعمانية على وجه الخصوص يتسم بالشفافية والابتعاد عن نرجسية التعبير أو ماركسية الفكر .
    ويتابع قائلاً : كشف الواقع عن تحول السلطنة إلى التمدن والتنمية بكل معانيها خاصة عبر التنوير والثقافة والفكر البناء القائم على احترام الذات .. فالأدب العماني هو أدب الهواة والباحثين عن جمال الثقافة وروعة الإبداع الأدبي ، فليس هناك شك في أن الطيبة والكرم والسماحة كلها صفات تصنع الإنسان العماني الذي يعيش في إطار من الشفافية المجتمعية والمصداقية مع النفس لتنسجم روحه مع قدرته على العيش في كيان المدنية المعاصرة .. حب الإبداع ليس معناه أن يكون الإنسان شاعراً أو أديباً فحسب ، بل إن الإحساس والملكة الروحية للعماني تجعله يحترم الانفراد الأدبي والتعبيري للشاعر والأديب والكاتب أينما كان ، وسواء كان عمانياً أو مصرياً أو عربياً … وحتى لو كان غربياً .
    القدرة على الانطلاق
    وأضاف شوشة أن التواصل الذي عايشه خلال فترة وجيزة قضاها في السلطنة ، حضر خلالها ندوات وناقش أفكارا عديدة جعلته يلمس هذا الكيان الساحر والممتلئ بحب الحياة الشعرية والرغبة في معرفة الأدب ودراسة مكنونات الشعر العربي الأصيل ، خاصة أن الأدباء والمفكرين العمانيين بهم مميزات تتعلق بقدرتهم على الانطلاق في كل المسارات وصناعة الفكر عبر إبداع خفي ، ومسايرة الاستراتيجية الخاصة بالتحديث مستدلاً على ذلك من المشهد الثقافي العام وإطلالة الآثار العمانية الفكرية والمادية.
    وأكد الأديب المصري أن السلطنة تتمتع بجوانب متفردة في كونها تعد بعيدة عن العديد من المتناقضات المجتمعية التي تعتصر الحياة بالمجتمعات الأخرى والتي تسعي فقط نحو التشبه اللامحدود بالغرب دون الالتفات للنفس .. وأن السلطنة بها تربة خصبة للأدب بكل ألوانه ومعانيه ، فهناك عقول تريد الابتكار وأدباء وشعراء شبان ، ونهج يريدون الحفاظ عليه وتطويره وصقله عبر امتزاج ثقافي مع الغير.
    تواصل أدبي
    وفي نفس السياق ذكر حسن عماد مكاوي الشاعر والأستاذ بجامعة القاهرة تجربته الذاتية مع الأدب العماني ، حيث سافر للسلطنة في أكثر من مؤتمر وحضر ندوات ثقافية ، ووجد هناك عناية كبيرة بتوريث الإبداع الفني والثقافي وإيجاد أجيال جديدة من المثقفين ، بل والمبدعين والمفكرين والفنانين القادرين علي صياغة نهج تراثي وتنويري ، يحفظ ما تم الوصول إليه من آفاق ، ويضيف الجديد من باكورة الإنتاج الأدبي والتراثي والثقافي .
    ويذكر مكاوي أن الدراسة الأكاديمية بالسلطنة تقوم على فكر مستنير يعتمد على الفهم والقدرة على استيعاب متغيرات العملية التعليمية ثم اكتشاف المواهب الشعرية والأدبية ومحاولة تقويم أفكارها ، ومن ثم الوصول نحو النضوج للمواهب الشابة ، ومساعدة الشعراء والمفكرين الجدد على الاغتراف من قيثارة الشعراء العرب وتاريخ المفكرين القدامى .. وبالتالي النهوض من مجرد التلقين إلى الإنتاج ، وتدارك أية تطلعات فكرية للشباب بالوعي والتنوير القائم على صناعة استراتيجية عمانية متعددة المسارات ، وصياغة أدب العرب بأقلام العمانيين ، والاستفادة من ترجمات الأدب الغربي والروايات المنقولة عن الأدب الانكليزي والفرنسي لتعلم كيفية اتساع الأفكار وشموليتها وتطعيمها بأفكار مستنبطة من الواقع والاتجاهات المعاصرة وإزالة الغبار الذي قد يعتري الأدب العماني من خلال وسائل الإعلام المختلفة والحرص على الإبداع كأساس لتصوير الأدب في كافة مراحل العمل الشعري .
    منظومة متكاملة
    وأشار إلى القناعة الموجودة في المجتمع العماني والمتمثلة في كون التعليم هو قاطرة التقدم لمواجهة تحديات المستقبل ، ومهما كان هناك من عقباب اقتصادية أمام برامج التعليم الأساسي أو الجامعي إلا أنه يجب دفع هذه القاطرة ماديا ومعنويا وإعلاميا ، وأيضا يجب البحث عن حلول بديلة وغير تقليدية لنشر المعرفة وإدخال التقنيات التكنولوجية والانترنت للتواصل المعرفي والأدبي بين الدول والشعوب والسلطنة ، هذا بجانب الاهتمام بالمكتبات المتنقلة والمركزية والمؤسسات الثقافية ودور النشر والصحافة.
    ويصف الملتقيات الثقافية بأنها تنبئ عن كيانات ومؤسسات عريقة بالسلطنة ونموذجاً للرغبة الصادقة في التفوق والتميز وتحويل مؤشر الإبداع العربي نحو مسقط ، ليؤكد الانسان العماني أصالته وعروبته وقدرته على المضي في طريق الأدب وإنتاج سلاسل الشعر وأبيات القصائد والقصص الروائية ذات الملاحم الشعرية.
    صورة مصرية
    ومضى الدكتور حسن مكاوي قائلاً : من المفارقات التي وجدتها انتقال صورة المقاهي الثقافية والجلسات الفكرية المصرية للجاليات المصرية في السلطنة ثم انتقالها للعمانيين الذين يرون في المصريين رائحة أرض الكنانة وأدب المشرق .. فروايات نجيب محفوظ ليست ببعيدة عن العيون فى مكتبات مسقط ، وأشعار حافظ إبراهيم فى كتيبات المدارس ، وأحمد شوقي أمير الشعراء تدرس أبياته الشعرية لينعم بها العمانيون وينالوا منها الكثير من دماستها وعذوبتها .. أما الروايات المصرية وقصص نجيب محفوظ وطه حسين والعقاد فهي مطلب المثقفين في مسقط ، لأن روح وامتزاج الحضارتين والثقافتين العمانية والمصرية تجعل هناك تواصلا معرفيا وتراثيا تتوارثه الأجيال بالبلدين الشقيقين ، خاصة أن صورة مصر لدى الشارع العماني تتسم بالنضارة والجمال ، لأنها قلب العروبة والأدب والفكر ، لذلك فإن تلك الصورة التي حملتها الأجيال في السلطنة تحولت مع الوقت إلى حب لأرض الكنانة شعر به الشعراء والمثقفون قبل السياسيين والاقتصاديين بالبلدين ، لهذا فإن الجالية المصرية بالسلطنة تعيش نفحات جميلة في فترات وجودها بالسلطنة ؛ نظرا لأنها تشعر بثمار هذا التواصل الفكري والنفسي .
    ومن جانبه أكد الشاعر المصري محمد عفيفي مطر على خصوبة ومتانة العلاقات المصرية العمانية قائلا : إن امتزاج السياسة والأدب والفن في مصر وانتقال هذا الامتزاج الفريد إلى الأدباء والمفكرين العمانيين عبر لقاءات المتعلمين والمبدعين والشعراء في البلدين خير شاهد على نجاح الامتزاج بين الثقافة العمانية والثقافات الأخرى ، خاصة الحضارة المصرية والأدب العربي الأصيل .. أما التجارب الأخرى لتطلع العمانيين نحو الأدب العربي والغربي فهي قائمة على صياغة وصناعة حضارة تقوم على أساس معرفي ومنهجي ، وانتقال الأدب عبر الخليج العربي من وإلى السلطنة ، ومد جسور الثقافات واستيعاب المهاجرين.
    * وكالة الأنباء العربية

    منقول من الجريد الوطن العمانية

    #695104
    shams al amal
    مشارك

    مبروووووووووووووووووووووك لك يا بلادي
    تستاهلى

    اشكرك

    #695881

    شكرا على ردك اخوي

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد