اليوم أتحدث عن مواقف لكنها ليست مواقف رجال…مواقف قد تكون موجودة بيننا.. بداخلي..بداخلك. .. بداخل أي شخص لكن الناس الطيبين وأصحاب الإرادة القوية هم الذي يحاربونها وينتصرون لإنسانيتهم وبعد قراءة هذه المواقف ستعرفون جيدا أنها شكل من أشكال الحياة نتعرض لها جميعا.
• هذا شاب يدخل بيت صديقه, ويتقاسمه الغداء أو العشاء, وبالأخير “يعاكس” شقيقة هذا الصديق, ويحاول أن يقيم معها علاقة, من وراء ظهر أخيها\صديقه… فالأكيد هذا شكل من أشكال النذالة.
• وهذا رجل يرى بأم عينيه ابنة جاره أو ابنة وطنه تتعرض للتحرش من شاب “متسكع” في سوق أو مول, ولا يحاول أن يدافع عنها, أو يحميها من هذه الذئاب البشرية “الضالة” فالأكيد أنه خالٍ من المروءة.
• وهذا شاب يتفق مع صديقه للسفر خارج الوطن للسياحة. وفي الغربة يتعرض صديقه للسرقة, ويفقد كل ماله, فيتركه هذا الصديق في هذا المأزق ويرفض أن يقرضه, ويتركه ليواجه مصيره المجهول.. ويتعذر بأعذار غير مقنعه يتهرب من مساعدته وإنقاذه.
• وهذا شاب يثق فيه صديقه ثقة عمياء, وبالصدفة يتعرف هذا الشاب على خطيبة هذا الشاب\الصديق فبطمع فيها ويحاول أن يلفت نظرها, لتقع في حبه ويجعلها تتحول من حب صديق عمره إلى حبه وكأنه يستكثرها عليه, وهو راض تماماً عما فعله.
• وهذا رجل يتعرض صديق عمره للإفلاس بعد أن يفشل في تجارته, فبدلاً من أن يقف بجواره, ويساعده حتى يتجاوز ضائقتة المالية نجده “يشمت فيه” ويسخر من أسلوبه في ممارسة تجارته ويتركه دون أن يمد له يد العون.

هذه يا سادة بعض من أشكال النذّالة قد تمر بنا, لكن أشكالها تتغير, وكثيرون منا تعرضوا لها, واكتشفوا أن “النذالة” انتشرت في مجتمعنا انتشار النار في الهشيم.. الأمر الذي يدفعنا إلى إعادة النظر في علاقاتنا بالآخرين فلابد أن نحث الجميع على “الشهامة” والعطاء, لكي يختفي من حياتنا حزب النذالة الذي يضم آلاف الأعضاء في عصرنا هذا.. فقدا تعددت الأشكال والنذل واحد..!!
لكن ما يبقى هو العمل الصالح, “فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً”.
فيجب أن نشد من أزر بعضنا, ونقف سداً منيعاً لأهواء أنفسنا, ووساوس الإنس والشياطين