الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،،، وبعد
أن الله جلت قدرته عندما أكرم الإنسانية بهذه الشريعة السمحة وختم بها الرسالات والأديان ، فقد أنار لها الطريق وأوضح لها المنهج الذي فيه نجاتها وبه صلاحها إلى قيام الساعة في جميع شئون الحياة وشجونها وكل تفاصيلها وجزئياتها …
وإن المتأمل في سمات هذه الشريعة ومزاياها في أمور الدنيا والآخرة يجدها قد بينت بكل وضوح القيم والمعايير التي يمكن على ضوئها تسيير كل أمور الحياة ….
ولا شك أن الحوار من أهم الأساليب الحضارية التي بلورت الشريعة الإسلامية ضوابطها ومعاييرها وقدمتها ليس للمسلمين وحسب بل للبشرية عامة في صورة وضاءة مشرقة ……………..
وإذا كان الحوار مطلبا حضاريا فأنه في الوقت الحالي بالذات أصبح أكثر ضرورة وإلحاحا ….
فالحوار : في معناه المبسط : نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين ، يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر به أحداهما دون الآخر ، ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب …ومن أهم الأمور التي ينبغي على المتحاورين معرفتها ما يلي :
– إخلاص المحاور النية لله تعالى .
– مخاطبة العقل والوجدان.
– قوة الحوار ( سياق الأدلة والبراهين ) .
– وضوح وبساطة الحوار .
– استخدام أسهل الطرق وأقنعها للإقناع.
– اشتماله على أدب الحوار ( العلم – استخدام الأسلوب الحسن في الحوار – الإنصاف -العدل- ضبط النفس – تنوع الإقناع – الرحمة –حسن الاستماع وتجنب المقاطعة – التركيز على الرأي لا على صاحبه –عدم السخرية من الخصم – التواضع – ).
– إرشاده للعقل السليم .
– لابد من ذكر المبررات عند الاعتراض على أقوال المتحاور .
– الرجوع إلى الحق والاعتراف به .
وأسمح لي أخي وأختي المتحاورة أن أهديكم ونفسي أجمل كلمة وصفت كيفية التحاور ….كلمة الحق التي نطق بها الله عز وجل في كتابه الكريم تغني عن جميع قواميس اللغة وجميع برامج العالم في إكسابك صنعة التحاور ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) سورة النحل :125 .

أليس الله قد خاطب نبيه بقوله (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) . والتاريخ زاخر بمحاورات النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الأمي مع (نساء المؤمنين-الصغار – الصحابة رضوان الله عليهم –الملائكة زوجاته –الأنصار- الشيوخ –والملوك- والخدم- اليهود – المنافقين –والكفار ) .

وكيف ينزل ذلك النبي من نبوته إلى شخص يبهرك منطقه ويقنعك بأوجز الألفاظ تراه يحدث المتحاور وينازله مكانته ….لا يتعالى على الخدم ولا يتفلسف مع العلماء يفهم الصغار ويتحدى العصاة ….

.اللهم صلي على محمد اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا وشفيعنا محمد عدد ما أحاط به علمك وخط به قلمك وأحصاه كتابك وأرض اللهم عن أبى بكر و عمر وعثمان وعلي وعن الصحابه أجمعين .

أضف قصة مرت عليك وأثرت فيك لأسلوب الحوار عند رسول الله عليه وسلم تكن لك حجة يوم القيامة …..

دام الود
د/ ريمــــ بنت السعودية ــــــــــــاس