الرئيسية › منتديات › مجلس شؤون العائلة › عبره من لا يعتبر…….الرجاء الدخول………………..
- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 18 سنة by سلطنيز.
-
الكاتبالمشاركات
-
29 يوليو، 2006 الساعة 4:07 م #56767سلطنيزمشارك
بسم الله الرحمن الرحيم
——————————————-ركبت السيارة ، كشفت الغطاء عن وجهها ..
أصلحت من حال عباءتها ، تأكدت من حقيبتها ..
الهاتف النقال ، المال ، عطرها …. لم تنس شيء ….
انطلقت السيارة بهدوء نحو صالون التجميل ، وتجولت هي بنظرها …
وقفت السيارة ، ارجع إلينا الساعة الثانية عشر …
****************************
النساء كثير في الداخل ، لا بأس فأنا عميلة دائمة ومميزة ..
لابد أن تراعي صاحبة الصالون هذا الأمر وإلا ..
استقبال حافل ، تبادلن الابتسامات ، ذهب الخوف ، لن نتأخر كثيراً …
هذا حمام زيتي ، انتظري ساعة …
مجلة أزياء ، عرض لبعض التسريحات ، قلبت الصفحات تنقلت بين المجلات المختلفة…
مضت الساعة ، ارتفع آذان المغرب ، أسلمت نفسها لمصففة الشعر ..
جففت شعرها ، غاب الآذان ، ومضت الصلاة …
إزالة الشعر وتنظيف البشرة ، أنصتت لموسيقى هادئة ، تحولت لأخذ حمام مائي …
ارتفع الآذان ، إنها صلاة العشاء ، لم يتبق على الفرح سوى بضع ساعات …
وضعت رأسها بين يديّ المصففة ، اختارت التسريحة ، تناثر الشعر بين يديها ، يودعها وداعاً حزيناً ..
ألقت نظرة إلى المرآة لم تعرف نفسها ، ارتسمت ابتسامة على شفتيها ، لن يسبقني أحد …
رسمت وجهها لطخته بالألوان ، تغيرت ملامحها ، نظرت إلى الساعة ..
الواحدة ، ألقت العباءة على كتفها ، وبحذر شديد و ضعت الغطاء على رأسها …
ركبت السيارة … إلى المنزل بسرعة لقد تأخرت …
لبست فستانها ، تعرت من حياءها ، بدت بطنها ، وسائر ظهرها
أنكمش الفستان عن ركبتيها ، دارت حول نفسها ، لن يغلبني أحد …
****************************
العيون ترقبها ، الكل يتأملها ، نظرات الاعجاب تحيط بها ، تقترب منها …
نظرات السخط تنفر منها ، تغمض عينيها تقززاً من حالها …
السفيهات يلاحقنها بالتعليقات الساخرة …
رقصت على انغام الموسيقى ، اهتز جسدها …
تنوعت الأغاني وتنوع رقصها … لم يسبقها أحد ، ولم يغلبها أحد …
الكل يتابعها ، الكل يتحدث عنها …
من أين أتت بكل هذا ؟
كيف تعلمت كل هذا ؟ وكيف حفظت كل هذه الأغاني ؟ الكل يعرف الإجابة …
****************************
توقفت عن الرقص ، سقطت على الأرض ، ارتفع الصراخ ..
تدافع النساء إلى المسرح ، نادوها فلم تجب ، حركوها فما تحركت..
ارتفع الصراخ ، حملوها ، أحضروا الماء ، مسحوا وجهها ، بكت الأم والأخوات..
ارتفع العويل ، علا النحيب ، تدخل الأب والأخ ..
اختلطت الأمور تحول الفرح إلى حزن ، والضحكات إلى بكاء ، توقف كل شيء …
ألبسوها … غطوا ما ظهر من جسدها …
حضر الطبيب ، أمسك بيدها ، وضع سماعته على صدرها ..
أرخى رأسه قليلا ، انطلقت الكلمات من شفتيه لقد ..
ماتت … لقد ماتت …
****************************
ارتفع النحيب ، جرت الدموع …
ألقت الأم بجسدها على صغيرتها الجميلة ..
أخفى الأب وجهه بين يديه ، الأخ يدافع عبراته..
خلاص يا أمي خلاص …
قامت الأم مذهولة ، صرخت ، لقد تحركت ، تحولت الأنظار نحوها ..
لقد جنت ، لقد ماتت هكذا قال الطبيب …
أسرع الأب والأخ والأخوات نحو الأم …
المشهد رهيب ، والمنظر مؤلم …
سقطت الأم على الأرض…
الأخوات فقدن السيطرة على مشاعرهن …
والأخ يصرخ … لا … لا … مستحيل …
تجلد الأب ، أمسك بالأخ ، وبلهجة حازمة أخرج الأخوات ..
وهن يحملن أمهن …
حضر بعض النسوة من الأسرة …
نظروا إلى الميتة ، ترقرقت الدموع ، وضعت الكبيرة منهن يدها على رأسها ..
انطلقت منها كلمة : فضيحة … فضيحة …
أسرعت نحو الأب ، يجب أن تستر عليها ، أحضروا المغسلة هنا …
ادفنوها بين الصلوات ، إنها فضيحة ، ماذا يقول الناس عنا …
أرخى الأب رأسه ، نعم ، نعم …
إنا لله وإنا إليه راجعون …
****************************
جاءت المغسلة ، جهزت سرير الغسل ، وضعت الأكفان والطيب ، جهزت الماء …
أين جثة المتوفاة ؟…
سارت العمة أمامها ، فتحت الباب …
الفتاة على السرير مغطاة بغطاء سميك ..
وبجانب السرير وقفت الأم تكفكف دموعها …
أمسكت بورقة الوفاة ، الاسم ………… العمر : ثمانية عشر عام ..
سبب الوفاة : سكتة قلبية …
شعرت بالحزن ، نطقت بكلمات المواساة للجميع …
كشفت الغطاء ، تحول الحزن إلى غضب ، لماذ تركتموه على هذا الوضع..
لقد تصلبت أعضائها ، كيف نكفنها …
الحاضرات لم يستطعن الإجابة ، سكتن قليلاً …
زاد حنق المغسلة ، انبعث صوت الأم ممزوجاً بالبكاء …
لم تكن هكذا حينما ماتت ، لقد اتخذت هذا الوضع بعد لحظات من موتها …
لقد سقطت على المسرح وهي ترقص ..
حملناها جثة هامدة ، حضر الطبيب ، كتب التقرير ..
ايقنت حينها بأنني قد فارقت ابنتي ، ألقيت بجسدها عليها ..
رحت أقبلها ، وأبكي ، شعرت بيدها اليمين ترتفع ..
ويدها اليسرى تعود وراء ظهرها ، أما قدمها اليسرى فقد تراجعت للوراء ..
أرعبني الموقف ، صرخت حينها ثم سقطت على الأرض ..
لأجد نفسي في غرفتي ومن حولي بناتي يبكين أختهن..
ويبكين نهايتها المؤلمة …
انتحبت بالبكاء ، أنا السبب أنا من فرط في تربيتها ..
أنا من غشها ، ياويلي وياويلها من عذاب الله ياويل أباها وياويلنا جميعاً …
كانت تحب الرقص والغناء ، فماتت ……
وستدفن في قبرها …….. يارب ارحمها يارب ارحمني يارب اغفر لها …
محاولات لأعادة جسدها إلى وضعه الطبيعي ، الفشل كان النتيجة …
بذلت المغسلة مجهوداً جباراً في تكفينها …
وفي لحظة هدوء وبعيداً عن العيون ، نقلت الجنازة إلى المقبرة …
وهناك صلى عليها الأب والأخ وبعض المقربين …
نعم لقد دفنت وهي في وضع راقص …
*******************************
لاحول ولاقوة الا بـالله..اللهم ثبتنا عند الموت ..
وجعل خاتمتنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله..
اميـــن يا كريــم
………………………………………………………………….مـــنـــقــــول…………………………………………………………
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.