جريئةٌ أنتِ!
كيف لكِ أن تقتربي من براكين روايتي
وأن تتسلقي بحوري
وأن تتسللي أعماقي
رُغم تشديد الحراسة
وأن تتسربلي بدمائي
وأن تتوسلي برجائي
وأنا من فهر الفِراسة!
مــــــــجنونَةٌ أنتِ!!
ف برغم كبريائك أتيتِ
وبمعنى العُنفوان تواريت
كان لمسائك شاطئ
وكــان لنهارك مساء
أطلقت في كفيك أشرعتي
سقط الرجال وتبلدت النساء!

جـــفت خرائطي
جُـــــنت وسائطي
تطلُبُكِ أوراقي لتبقي “هُــنا”
في حقول نشأتي
في ذهول شُهرتي
بـــــ كُل صفاتي
هل أخبرتُكِ ذات مساء
أن النجوم اختفت
وأن البحار جفت
وأن الجبال دُكت؟!
نــــعم حدث هذا
وحدث أن قامة قيامة!
استيقظت صباح يوم
لا أذكر تاريخه أو تسميته
فتحت عيني ولم أجد نافذتي
ولا طاولتي، ولا ألبوم كتاباتي
لم أجد سوى الغرابة
والدهشة والعيْ
والصمت الذي هدد رواياتي
ضــــــــحكت
فأنا لا أزال في قبو الخرافات
أغـــــلقي الأساطير
دُقـــي عليها أعمدة المسامير
فالحُب يأتي باكراً
أو بالسطر الأخير
والحظ إما سُلطةٌ تعلوا
أو نزقاً من العبرات
مُــــدي إليها الكلمات
فالشهرُ ثُــلة من الهمسات
لا ثمة قانون ولا شُـــبُهات
إني وجدتُكِ حُلماً
كسرت في جدرانه الأزمات
أغلقت بدم السواقي نكستي
فسددت واحدةً من الفجوات
إني أنا الأعباء
إني قداسة دنستها الهفوات
لم تغسل الدموع خطيئتي
لا ولم تُطهرني الصلوات
أدري بأنكِ ترقُبين رجوعي
كـــ طفلٍ أبعدتهُ المُرضعات!!

“جـــــريئةٌ أَنــــتِ”
سلطان الخروصي

26/5/2006