الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة العامة › (((((((وداعا مايا))))))) قصة تستحق الوقوف عليها………
- This topic has 62 رد, 23 مشارك, and was last updated قبل 18 سنة، شهرين by رحلة شهيد.
-
الكاتبالمشاركات
-
26 يوليو، 2006 الساعة 8:26 م #691462shinyhopeمشارك
شكرا لك سندريلا لكن أرجو كتابة القصة كاملة
القصة مشوقة ولا أستطيع كل مرة فتح نفس الصفحة وقراءة التكلملة28 يوليو، 2006 الساعة 5:00 م #692215رحلة شهيدمشاركهلا بيكي حبيبتي
الشكر لله
ان شاء الله هحاول انزلها كاملة في الصفحة الأخيرةتسلمي على المرور
دمتي بود
ساندريلا الأمل…30 يوليو، 2006 الساعة 1:52 م #693020إبن النيلمشاركالاخت سندريلا
شكرا جزيلا على هذه القصه
الحمد لله على نعمه الاسلام وكفى
الحمد لله كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه
1 أغسطس، 2006 الساعة 11:51 ص #693766إعفينيمشاركشكرا عزيزتي سندريلا :up
على سرد هذي القصة الرائعه
وفعلا إحنا فنعمه ….
وتسلمين ………….. تحياتي: إعفيني :1 أغسطس، 2006 الساعة 1:01 م #693789احلى غراممشاركإلـى اللقـاء مايـا يـا زهـرة رحلـت ما زال برعمهـا غضـاً كمـا البانـي ذكرى ترجع بي شجوي وتنغصني حلـو الحيـاة إذا مــا حــل تحنـانـي
أيــام كـنـا ولــم يـسـرح بخاطـرنـا هذا الفراق الذي قد كان لي جانـي
لـم أنسـى يـا مايـا والحـب يبعثـهـا ذكـرى تجـول ولا صبـرا لنسيانـي
لـك السـلام مــن الأعـمـاق أنـشـده جهـرًا بلفـظٍ كـمـا حـسـاً بكتمـانـي
وأقتضـي الوعـد والميثـاق أحفظـه عـهــداً أرتــلــه يـبـقــى بـإيـمـانـي
هنـاك يــا مـايـا فــي جـنـة الخـلـد لـقـاؤنــا يـحـلــو وذاك سـلـوانــي
سأحفظ الله في سـري وفـي علنـي لعلـنـي أرتـجـي عـفـوا لرحمـانـي
إلـى اللقـاء مايـا إلـى اللـقـاء مـايـا إلـى اللقـاء مايـا والعـهـد يرعـانـي
ما شاء الله عليك أختي الغاليه سندريلا الأمل والتفائل قصتك كانت أكثر من رائعه ومشوقه جدآ وحزينه وفيها أجمل العبرات دمتي لنا بألف خير وشكرا على بذل هذا المجهود من أجلنا جزاك الله كل خير ورزقنا الله واياكم في جنات النعيم لم أتمالك نفسي من الدموع
لك مني أعزب وأرق تحيه
دلوعة مجالسنا
انهار1 أغسطس، 2006 الساعة 5:23 م #693864رحلة شهيدمشاركهلا أخوي
تسلم على المرور الكريم
فعلا الحمد لله على نعمة الاسلام وكفىدمتم بود
1 أغسطس، 2006 الساعة 5:29 م #693866رحلة شهيدمشاركتسلمي اعفيني على المرور
دمتي بود
ساندريلا الأمل…1 أغسطس، 2006 الساعة 5:33 م #693867رحلة شهيدمشاركحبيبتي انهار هلا بيكي
كم يسعدني مرورك في موضوعاتي اللي بيضيئها ويزيدها عبقالكي مني خالص التقدير
ساندريلا الأمل…1 أغسطس، 2006 الساعة 5:45 م #693874رحلة شهيدمشاركإليكم الجزء الأول وبداية الرحلة في معهد الكومبيوتر جمعتنا مقاعد الدراسة…
في العشرين من عمرها متوسطة الطول ، بيضاء ،جميلة الملامح يزينها شعر أشقر ولها عينان خضراوان،كانت هادئة
الطبع حسنة الخلق.. قررت أن أتعرف عليها اكثر فقد أعجبت بها كثيرا اقتربت منها :-
– مرحبا.. أنا ناديا .. اسمك؟
– اسمي مايا..
– مايا هذا يعني انك …!
– نعم نصرانية .
– لا يهم .. المهم أن نكون صديقتين.وفعلا كان اللقاء وكانت الصداقة……
كانت طباعنا متقاربة في كل شئ والعجيب أن مولدنا في يوم واحد!
كنا لا نفترق نجتمع دائما إما في المعهد أو في النادي ، كانت تحب لعبة الاسكواش والتنس وأنا كنت احب ركوب الخيل
أتدرب كثيرا حتى أصبحت فارسة ماهرة..
ركبت معي مايا ذات مرة على الفرس لكنها سقطت … كنت أزورها كثيرا في منزلها وهي أيضا كانت تمكث معي في
بيت جدتي الساعات الطوال حتى إن جدتي أحبتها كثيرا…
استهواني الدين النصراني كنت أريد أن اعرف عنه كل شئ ذهبت معها اكثر من مرة إلى الكنائس كنت أسال عن
أشياء لا افهمها وتجيبني عنها بإيجاز أما هي فكانت تجلس صامتة وعلى وجهها ملامح الحيرة …
طلبت مني ذات يوم الذهاب معها إلي الكنيسة لتؤدي صلاة عيد القيامة لم أمانع أبدا !!
كانت جذوري غير راسخة لم اكن اعرف قدر ما عندي!
ذهبت معها .. كانت تختلس النظر إلي تريد أن ترى ردّة فعلي. لم اعلق على شئ كان الذي يدور أمامي طلاسم محيرة
لا أستطيع فهمها ….
في اليوم التالي زرتها في منزلها تحدثنا وضحكنا كثيرا لم نكن نحسب للزمن حسابا المهم أن نبقى معا..
وعندما هممت بالانصراف لمحت عندها بعض الكتب التي تتحدث عن النصرانية دفعني الفضول إلى طلبها فوافقت مايا…
أخذت تلك الكتب معي إلى المنزل وأنا في شوق لقراءتها فقد كنت احب أن افهم هذا الدين المليء بالألغاز .
دخلت المنزل وسلمت على جدتي وجلست أتحدث معها ..كم احبها فهي الصدر الحنون الذي آوي إليه بعد أن انشغل عني والداي!
وفي أثناء الحديث وقع نظر جدتي على تلك الكتب ودهشت عندما رأت الصليب مرسوما على الغلاف نظرت إلي في
حدة وثارت في وجهي وصرخت بصوت عال وسبتني سبا شديدا ورمت بها في وجهي.
مالها؟ لم أرها غاضبة من قبل لم اكن اعرف ماذا يجري وكل ما أدركته أن إحضاري لهذه الكتب خطا كبير وامرمزعج.
اعتذرت إلى جدتي وفي اليوم التالي أرجعت الكتب إلى مايا وقلت لها إني قد قرأتها
كان هذا خيرا لي فقد كانت جذوري غير راسخة اجهل الكثير عن ديني لم اكن اعرف الحجاب وافرط كثيرا في الصلاة
وفي غرفتي كم هائل من أشرطة الغناء العربية والأجنبية وعلى جدرانها صور كثيرة لأهل الغناء والتمثيل وفي النادي
امضي ساعات امتطي الحصان وفي نفسي جوانب كثيرة مظلمة أخفيها دائما عن الناس أحاول إخفائها عن نفسي !!
كان الشيء الوحيد الذي يربطني بالإسلام هو إنني اذهب كل جمعة إلى المسجد لأشهد صلاة الجمعة مع المسلمين !!
وفي ذات يوم بعد صلاة الجمعة رجعت إلى المنزل ووجدت صديقتي مايا جالسة مع جدتي تنتظرني جلسنا معا نتحدث ثم انصرفت جدتي لتعد الغداء اقتربت مني مايا وقالت لي إنها تريد بعض الكتب التي تتحدث عن الإسلام قلت لها: ولماذا؟ قالت إنها تود أن تعرف بعض المعلومات عن الإسلام اعتذرت لها فلم يكن لدي شئ من الكتب الدينية!!ولكني وعدتها بان احضر لها ما تريد ..
في اليوم التالي ذهبت البيت والدي وبحثت في مكتبته فلم أجد سوى (القرآن الكريم بالتفسير) فأخذته وانصرفت ولم يعرف والدي ووالدتي باني جئت إلى المنزل ولم انتظرهما حتى يعودا من العمل !
حملت (المصحف المفسر) إلى مايا أخذته مني بلهفة وشكرتني على ذلك كثيرا.. ثم افترقنا..
في صباح اليوم التالي ذهبت إلى المعهد وكلي شوق للقاء صديقتي ..ولكنها لم تحضر !!
ماذا جرى ؟! ازدادت مخاوفي وذهبت بيّ الظنون كل مذهب في اليوم الثالث لم تحضر مايا..
ما الذي حدث؟!
أين هي الآن ؟!
هل……………؟قطعت كل التساؤلات وقررت أن اذهب إلى منزلها لأطمئن عليها طرقت الباب فإذا بمايا تستقبلني.
أنت بخير. لقد…لم تدع لي فرصة للحديث ولم تجبني عن شئ …
ابتسمت لي وأخذت بيدي وخرجت بي مسرعة وذهبنا إلى بيت جدتي وكانت جدتي غائبة عن المنزل .في بيت جدتي
تحدثنا قليلا ثم انصرفت لأحضر العصير رجعت إليها فاذا بها مطرقة الرأس غارقة في تفكير عميق شعرت بأنها تخفي شيئا… سر كبير من وراء تلك العينين الحائرتين اقتربت منها همست إليها ..
– مايا مالك يا صديقتي ؟!
رفعت رأسها في تثاقل وقد ترقرقت عيناها بالدموع وقالت:
تعبت يا ناديا تعبت…– من أي شي ؟!
– صراع مرير يعصف في داخلي ! يكاد أن يقضي عليّ أصبحت اكره حياتي واكره وجودي في هذه الحياة!
– مايا الذي جرى ؟! لم تكوني أبدا هكذا لماذا هذا الشعور الغريب؟ لماذا يا مايا؟
نظرت اليّ وقد جرت على وجنتيها دمعتان مسحتهما بكفيها …وقال :
سأخبرك يا ناديا عن كل شئ .. ولكن………….– اتقسمين لي بأن يكون الأمر سرا بيننا وألا تبديه لأحد مهما يكن …
أقسمت لها حتى اطمأنت عندما استجمعت قواها وكأنها تحاول أن تضع عن كاهلها حملا ثقيلا عدلت من جلستها ونظرت إلي وقالت:
– ناديا أريد أن ادخل في الإسلام!
عقدت الدهشة لساني وقعت كلماتها عليّ كالصاعقة أدركت خطورة الأمر صرخت بها:-
– ماذا؟!!
تسلمين ؟؟!… الإسلام؟!أما تدركين خطورة هذا القرار؟! ماذا لو علم اهلك بهذا؟
سوف يقتلونك حتما سيقتلونك…
نظرات الرجاء في عينيها تكسرت شيئا فشيئا أطرقت رأسها ووضعت وجهها بين كفيها وانهارت في بكاء شديد ثم تحشرج صوتها وأخذت تردد:-
– حتى أنت يا ناديا.. حتى أنت يا صديقتي!
لا تريدينني أن أرىالنور!
لا أحد يريد أن يأخذ بيدي رحماك يا رب …
آه مما أنا فيه..كزورق تائه تتقاذفه الأمواج ولا من معين……
رحماك يا رب رحماك …
وغرقت في بحر من الدموع وأنا مازلت حائرة !!
أفكر فيما أرى واسمع ومخاوفي تزداد على صديقة العمر ..عالم مجهول ينتظرها !!
قرارها هذا قد يفرق بيننا إلى الأبد بل قد يفرق بين روحها وجسدها..!!
آه..ما أبشع المنظر عندما تصورتها جثة هامدة وقد قتلها اقرب الناس إليها لن يرحموها أبدا …لن…
نشيجها المتصاعد يقطع عليّ مخاوفي المفزعة ..يكاد البكاء أن يقضي عليها ..آهاتها الحرى تقطع نياط قلبي ونظراتها
العاجزة تتوسل إلي لمحت في عينيها صدقالرغبة أيقنت أنها قد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه وأنا أيضا اتخذت قراري…
اقتربت منها احتضنتها إلى صدري بشدة وقلت لها:-
– لا عليك يا صديقتي لا عليك..
ليكن لك ما تريدين…
لن أتخلى عنك مهما كلف الأمر ..ساكون معك والله معنا..
أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله…كأنني اسمعها لأول مرة ..
نطقتها مايا فلم تبق مني جارحة إلا وانتفضت لأول مرة اشعر بجلال هذه الكلمة! آه لم اكن اعرف قدر ما عندي !!
توقفت عقارب الزمن عن الدوران وعشت مع مايا لحظات ليست من عمر الزمن غمرتنا السكينة من كل مكان وكأن
الملائكة من السماء تتنزل لترفع ذلك الإيمان الغض الندي إلى الملكوت الأعلى …
انه التوحيد(( ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ).
أشرقت شمس الإيمان .. وتبدد الظلام..( إنما الله الواحد ).
وداعا للخرافة .. وداعا للأوهام..
( ثلاثة في واحد .. واحد في ثلاثة)ليل جاثم .. لن يصمد طويلا أمام الفجر الساطع: ( قل هو الله أحد (1) الله الصمد(2)
لم يلد ولم يولد(3) ولم يكن له كفوا أحد(4))
واسمعها تردد الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله ..لم اخسر شيئا.((ربحت محمدا ولم أخسرالمسيح)).
رسولان عظيمان في طريق واحد الطريق إلى الله.. لم يكن المسيح يوما إلها أو ابنا للإله إنما هو عبد الله ورسوله..
السر المحير في طبيعة المسيح يبدده شعاع من القرآن: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).
الله اكبر .. الله أكبر .. اشهد أن لا اله إلا الله…اشهد أن محمدا رسول الله..
صوت الأذان يجلجل في كل مكان .. يا الله! كم هزني هذا النداء! لطالما تمنيت أن استجيب له الحمد لله حان اللقاء..
سأقف بين يدي الله.. سأسجد له سأعترف له بذنوبي واسأله الغفران لست بحاجة إلى واسطة بيني وبينه انه ربي
قريب مني ليس بيني وبينه حجاب: ( وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي
وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
الحمد لله .. آن لهذه الروح الظامئة أن ترتوي..
عاشت مايا تلك التجليات وحلقت في تلك الأجواء كنت اشعر إنها بحاجة إلى هذه الوقفات ولكن لم يبق في الوقت
متسع ولا بد من العمل..
أخذ ت بيدها وذهبت إلى مكان الماء وعلمتها الوضوء..
توضأت أمامها وجعلتها تتوضأ من بعدي..
يا الله! ما اجمل الوضوء !
نظرت إليها وهي تسبغ الوضوء وقد استنار وجهها فكأنما أراها لأول مرة أحسست إنها اجمل من ذي قبل كأنها ولدت من جديد!
حان وقت الصلاة جعلتها تستقبل القبلة .. وقفت في خشوع ورفعت يديها وقالت في يقين :الله اكبر..
وصّلت مايا .. وسجدت مايا .. لأول مرة في حياتها وكانت سجدة طويلة.. طويلة اختلط التسبيح فيها بالدموع..
إنها دموع الفرح فرح بلقاء العبد ربه..
ياله من منظر لن أنساه ما حييت .. كانت تريد أن تعلن إسلامها في المسجد على يد شيخ هناك..
ولكن………….قلت لها ليس الآن اجعلي الأمر سرا بيننا..
كان عليها أن تنتظر حتى تبلغ السن القانوني حتى تخرج من وصاية أهلها كان عيها أن تنتظر تكتم إيمانها سنتين على
اقل تقدير .. يجب ألا تستعجل وإلا فانه العذاب المرير لطالما سمعت عن قصص كثيرة مشابهة لم يسلم منها كثير ممن
أعلن عن إسلامه من مطاردة الكنيسة وأذاها!!
ومرت الأيام وهي تزداد في كل يوم إشراقا .. كنا نذهب كل جمعة إلى المسجد للصلاة وكانت ترتدي الحجاب في
السيارة حتى لا يعرفها أحد..أما أنا فكنت لم ارتد الحجاب بعد!
أقبلت مايا على القرآن وتملك القرآن قلبها أخذت تقرأ القرآن وحفظت الكثير من السور القصيرة حتى حفظت عشرين
آية من سورة البقرة..
كانت تقرا القرآن خفية حتى في بيت أهلها دون أن يشعر بها أحد لقد كانت في عناية الله ..
أعطيتها يوما كتاب (رجال حول الرسول).
قرأته كثيرا وأحببته حبا كبيرا وكانت لاتملك عينيها وهي تقرا أن أصحاب الرسول( صلى الله عليه وسلم ) تعذبوا كثيرا
في سبيل الإسلام ومنهم من أخفى إسلامه حتى لا يضعف أمام أذى المشركين ..
لقد وجدت في ذلك الكتاب سلوه لها وتثبيتا لقلبها على الإيمان .. وازدادت عزيمتها على الصبر والمضي في الطريق
حتى يأذن الله بالفرج وما هي ألا أيام حتى هبت تلك النفحة الربانية وهل الهلال بقدوم ذلك الضيف العزيز..
انه موسم الرحمة والبركات ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )
لكم تمنت مايا في عهدها القديم أن تصوم وتشارك المسلمين في هذه الروحانية الغامرة.. وهاهي اليوم تستقبل
رمضان .. وقد أسلمت وجهها لله.. لم استطع مقاومة رغبتها في الصيام..على الرغم من خطورة الأمر ولكنه الإيمان لا
يعرف القيود ولا الحدود .. كنا نقضي اليوم بطوله في المعهد لم نكن نفترق أبدا أما الافطار فكانت تتناوله معي ومع
جدتي واهلها يعرفون انها عندي ولم يشكّوا في شئ حتى جدتي لم تكن تعرف حقيقة الأمر … أما وقت السحور فكنت
اتصل بها على هاتفها المحمول الخاص بها حتى تستيقظ من النوم لتتناول السحور يا لها من أيام تلك الأيام!
رسمنا خطة محكمة حتى لا ينكشف الأمر .. حتى إننا كنا نذهب إلى ابعد مسجد في البلدة لنصلي صلاة التراويح كي
لا يراها أحد
ومرت الأيام ..
وعام كامل على الإيمان المكتوم وبقي عام آخر ليتحقق الحلم الجميل
ولتعلن مايا إسلامها .. ولكن! يبدو أن الأحلام الجميلة سرعان ما تنتهي!!
الحلم المكتوم
العام الميلادي يوشك أن يلفظ أنفاسه..
وعام ميلادي جديد اصبح علىالأبواب..
والاستعدادات بدأت للاحتفال بعيد السيد المسيح!
وفي داخل (الترام) الذي يشق طريقه وسط الزحام كنت اجلس بجانب مايا كانت واجمة وبدت عليها ملامح القلق :-
– مالك يا صديقتي.. مالك يامايا؟!
– اليوم هو الاثنين لقد بقيت أربعة أيام
– على ماذا؟!
– على عيد رأس السنة
– وماذا في الأمر؟
– معنى ذلك انه يتحتم عليّ الذهاب إلى الكنيسة .. كم أنا خائفة!!
أخشى أن اضعف أخشى أن افقد النور …
– لا تقلقي يا مايا سأذهب معك وأكون بجانبك ..لم يرضها هذا العرض صمتت قليلا ثم قالت :
– كلا لا أريد أن اذهب لن ادخل الكنيسة بعد اليوم.
ثم أخذت تضحك وهي تردد :-
– لن ادخل الكنيسة إلا جثة خامدة!!
لا يزال الترام يشق وسط الزحام وفترة الصمت الكئيبة يقطعها صوت خافت حزين:
– ناديا أكاد اختنق اشعر إنني كالسارق لم اعد احتمل!
– صبرا يا صديقتي.. وأغمضت عينيها وأخذت تحدثني عن أحلامها الجميلة:
– في ذلك اليوم الذي أعلن فيه إسلامي سأركض في كل اتجاه وأصيح بأعلى صوتي إنني مسلمة .. لن التفت إلى
أحد لن أتنازل عن شئ سأقاوم مهما كانت الضغوط حتما سأخسر كل من اعرف حتى أهلي كم يحزنني هذا!
كم أتمنى أن يبصروا الحقيقة! سأدعوهم إلى الإيمان وادعوا لهم في صلاتي المهم إني لن اخسر نفسي فلن أعود إلى الظلام..
وحلقت مايا في سماء الأحلام:
– كم ابدوا جميلة في الحجاب ؟سأرتديه في اول لحظة أعلن فيها إسلامي وبالطبع سأتزوج حين أجد شابا مسلما لن
اشترط عليه شيئا المهم أن نحيا معا حياة سعيدة في ظل الإسلام…وتمر الأيام ..مولودي الأول سأسميه ((ادهم))
والثاني((عبد الرحمن)) كم احب هذين الاسمين!..
ثم أفاقت من أحلامها على صوت الترام الذي يوشك أن يقف وسددت نظرتها بغضب إلى الصليب المرسوم على يدها ..
توقف الترام وفي سرعة غريبة تهيأت مايا للخروج ودخلت في زحام الناس أحاول عبثا اللحاق بها ونزلنا من الترام لنعبر
الشارع وهي تجري وتناديني :- أسرعي يا ناديا الحقي بي..
ولكنهـا سبقتني .. وعبرت الشارع أمامي..
وفـي وسط الطريق ………..
وفـي وسط الطريق ..
تسقط مايا صريعة .. تحت عجلات سيارة مسرعة..
تسمرت قدماي ولم اعد أرى أمامي إلا منظر صديقةالعمر..وهي تنزف بالدماء!
جريت في ذهول وأنا اصرخ :- مايا مايا ..
احتضنتها بين يدي وضممت رأسها إلى صدري وشعرها الأشقر الطويل قد تغير بلون الدم وجرحها النازف يتدفق بالدماء
وقفت عاجزة تماما إلا عن الصراخ والبكاء .. أحسست بقلبها ينبض وكأنها تستبقي الحياة.. نظراتها الكسيرة تتوسل
إلي وصوت ضعيف يقاوم الموت ويبعث الأسى:- لا لا ليس الآن..
حلمي لم يتحقق ناديا أرجوك.. أوقفي النزيف ..أوقفي النزيف.. أريد أن أعيش
أرجوك ناديا .. ناديا .. نا..
وكان الرحيل!
أسـى تعلـق بـي واحـتـل وجـدانـي وأذرف العـيـن مــن دمــع كهـتـان
لكـم شجـى أسفـي حـزنـا وآلمـنـي وأضرم النار من وجدي وأحزاني
حـق الـوداع علـى قلبـي لـك مـايـا واجتاح فيه الأسـى ينعـى لفقدانـي
إلى اللقـاء مايـا والحـزن يحرقنـي والبين يوغـل فـي مأسـاة أشجانـي
إلـى اللقـاء مايـا يـا زهـرة رحلـت ما زال برعمهـا غضـاً كمـا البانـي
ذكرى ترجع بي شجوي وتنغصني حلـو الحيـاة إذا مــا حــل تحنـانـي
أيــام كـنـا ولــم يـسـرح بخاطـرنـا هذا الفراق الذي قد كان لي جانـي
لـم أنسـى يـا مايـا والحـب يبعثـهـا ذكـرى تجـول ولا صبـرا لنسيانـي
لـك السـلام مــن الأعـمـاق أنـشـده جهـرًا بلفـظٍ كـمـا حـسـاً بكتمـانـي
وأقتضـي الوعـد والميثـاق أحفظـه عـهــداً أرتــلــه يـبـقــى بـإيـمـانـي
هنـاك يــا مـايـا فــي جـنـة الخـلـد لـقـاؤنــا يـحـلــو وذاك سـلـوانــي
سأحفظ الله في سـري وفـي علنـي لعلـنـي أرتـجـي عـفـوا لرحمـانـي
إلـى اللقـاء مايـا إلـى اللـقـاء مـايـا إلـى اللقـاء مايـا والعـهـد يرعـانـي
(( لن ادخل الكنيسة إلا جثة خامدة ))
هذا هو قرارها قبل الرحيل ..
ويا لعجائب الأقدار هاهي اليوم تدخل الكنيسة جثة بلا حياة جسدا بلا روح!
قررت أن أكون بجانب صديقتي إلى أن توسد التراب.. رغم مواجعي ..
دخلت الكنيسة ووجدت أهلها وبعض النصارى ملتفين حولها وحول القسيس وهم يقرؤون عليها آيات من الإنجيل صعب
عليّ أن أراها بينهم شعرت انهم كاللصوص اخترقت ذلك الجمع إلى أن وصلت إلى مايا ..
كانت ممددة في صندوق بني اللون وعلى صدرها الصليب!
آه .. ما اصعب هذا !! اقتربت منها ألقيت على وجهها نظرات الوداع كان وجهها يبعث بالنور .. اقسم لكم ..لم أتمالك نفسي وأنا أرى الصليب على صدرها..
انحنيت منها وأنا ادعوا لها في داخلي وطبعت على جبينها قبلة الوداع!
عندها خارت قواي خنقتني العبرة سقطت على قدمي وارتفع صوتي بالبكاء ..
اقترب القسيس مني واخذ يربت على كتفي ويقول:-
لا تقلقي عليها إنها الآن مع المسيح والقديسين ..
هممت أن اصرخ في وجهه :لا لا مايا مسلمة ..مسلمة.. ولكني تذكرت وعدي لها فأخذت اصرخ في داخلي !
وما زلت ابكي حتى حملوها من بين يديّ ومضوا بها بعيدا عني وهناك..
بين قبور النصارى وعلى التل البعيد دفنت مايا دفنت وعلى صدرها الصليب!
ولكن حسبها الله ونعم الوكيل ..
رجعت إلى منزلي وصورتها تملأ جوانحي والذكريات الجميلة تلاحقني ..
وما أن دخلت إلى منزلي حتى أسلمت عيني لنوم عميق ..
وفي المنام كان اللقاء
رأيت نارا سوداء تلتهب وفي وسط النار كانت تقف مايا ..
والنار لا تحرقها بل كانت تصلي داخلها وعندما جريت إليها لأخرجها.. صرخت في وجهي بان ابتعد عنها..
قمت من منامي فزعة مذعورة أخذت أفكر في صديقتي وما جرى لها حتى سألت شيخا يعبر الرؤيا فحمد الله وقال:
أما النار السوداء فهي الفتنة التي كانت فيها وهي تكتم إيمانها وأما الصلاة فهي علامة النجاة وإنها نجت بإذن الله..فرحت كثيرا أن مايا بخير..
الحمد لله .. اللهم لاتحرمني أجرها ولا تفتني بعدها واجمع بيني وبينها في جناتك جنات النعيم..
وفي ذات مساء كان أيضا اللقاء ..
رأيت مايا في واحة خضراء في أجمل حلة وأبهى مظهر وهي تشير بيدها إلي وتدعوني أن اذهب إليها ..لأسال عن تلك الرؤيا فهي واضحة..
استقر في نفسي انه سبيل النجاة لا بد من العودة الله قبل فوات الأوان سنلتقي يا مايا بإذن الله ..
لن تخدعني الأوهام بعد اليوم.. لن اركض خلف السراب …
أحسست بالنور يغمر جوانحي ويبدد ظلمات الغفلة.. فرغت قلبي لله..
ارتديت الحجاب ..وفتحت صفحة جديدة مع ربي .. كتبت عليها بدموع التوبة والندم:
تبت إلى الله.. تبت إلى الله..
يا الهي يا مجيب الدعوات..
يا مقيل العثرات..
اعف عني أنت من أيقظ قلبي من سبات..
وأنا عاهدت عهد المؤمنات..
أن تراني ..
بين تسبيح وصوم وصلاة..
يا الهي جئت كي أعلن ذلي واعترافي..
أنا ألغيت زوايا انحرافي..
وتشبثت بطهري وعفافي..
أنا لن امشي بعد اليوم في درب الرذيلة..
وسأمضي في طريقي اهتدي القيم الأصيلة..
يغمر الإيمان قلبي..
تملأ الأنوار دربي..
قسما بالله ربي..
سوف أحيا للفضيلة.. سوف أحيا للفضيلة.
وفي الختام ليس مني سوي كل احترام إلي من تابعوا هذه القصة معي باهتماملكم مني ارق الأمنيات
ساندريلا الأمل…1 أغسطس، 2006 الساعة 6:30 م #693888نسرينا 1مشاركهلا اختي العزيزة سندريلا..
جزاك الله كل الخير..وتسلمي على هذا المجهود الجبار في نقلك هذه القصة الاكثر من رائعة والتي تحمل اكثر من معنى..جزاك الله كل الخير ومثواك ومثوانا الجنة ان شاء الله..
يا الهي يا مجيب الدعوات..
يا مقيل العثرات..
اعف عني أنت من أيقظ قلبي من سبات..
وأنا عاهدت عهد المؤمنات..
أن تراني ..
بين تسبيح وصوم وصلاة..
يا الهي جئت كي أعلن ذلي واعترافي..
أنا ألغيت زوايا انحرافي..
وتشبثت بطهري وعفافي..
أنا لن امشي بعد اليوم في درب الرذيلة..
وسأمضي في طريقي اهتدي القيم الأصيلة..
يغمر الإيمان قلبي..
تملأ الأنوار دربي..
قسما بالله ربي
2 أغسطس، 2006 الساعة 2:46 م #694251رحلة شهيدمشاركهلا نسرينا حبيبتي
تسلمي يا قمر على المروردمتي بود
سانرديلا الأمل…3 أغسطس، 2006 الساعة 4:00 م #694740رحال الديارمشاركمشكوره اختى على العرض الجيد فى انتظار التكمله
حاولى تكمليها باقرب فرصه
9 أغسطس، 2006 الساعة 6:20 م #697399رحلة شهيدمشاركتسلم على المرور اخوي
والقصة انا كملتها خلاص الحمد لله رب العالميندمتم بود
ساندريلا الأمل…29 أغسطس، 2006 الساعة 8:30 ص #705652صوتياتمشاركقصة محزنة صراحة
29 أغسطس، 2006 الساعة 8:31 ص #705653صوتياتمشاركشكرا على القصة ولو انها طويلة شوي
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.