و لقد همت به و هم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء إنه من عبادنا المخلصين
قد يظن البعض ان يوسف عليه السلام قد هم بالمعصية و لكن فى الحقيقة انه لم يهم بها أصلاً و هذا اختيار أبى حيان: ان يوسف عليه السلام لم يقع منه همّ -بالمعصية – اصل.
قال الشنقيطى: هذا الوجه الذى اختاره أبو حيان وغيره و هو أجرى الأقوال على قواعد اللغة العربية, لأن الغالب فى القرآن و فى كلام العرب أن الجواب المحذوف يُذكر قبله ما يدل عليه كقوله تعالى: ( إن كادت لتبدى به لولا ان ربطنا على قلبها) اى لولا ان ربطنا على قلبها لكادت ان تبدى به
وكذلك(و لقد همت به و هم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء إنه من عبادنا المخلصين) أى : لولا ان راى برهان ربه لهم بها
ولقد مدح الله يوسف عليه السلام بالإحسان فى كثير من الآيات: ( ولما بلغ اشده آتيناه حكما و علما و كذلك نجزى المحسنين)
ووصفه السجناء:( نبئنا بتأويله انا نراك من المحسنين)
وبه مكنه الله تعالى فى الأرض: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )
وقال اخوته و هم لا يعرفونه: ( فخذ احدنا مكانه إنا لنراك من المحسنين)
و قال عن نفسه و اخيه: ( قد من الله علينا إنه من يتق و يصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين)
فيوسف عليه السلام و صفه الله بانه من المُخلَصين و المُخلصين, وهؤلاء ليس للشيطان عليهم سلطان البتة, ووصفه الله بانه من المحسنين و الأحسان ان تعبد الله كأنك تراه فكيف يهم بالمعصية من كان هذا حاله و نعته؟؟
الكاتب
المشاركات
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد