الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان النفس والروح والجسد

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #55162
    adel zaki
    مشارك

    قال تعالى : الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لن تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموتى ويرسل الأخرى إلى أجل غير مسمى إن فى ذلك لآيات بقون يتفكرون . ( سورة الزمر الآية : 42)
    يقبض الله عز وجل ويتوفى الأنفس من الأبدان عند فناء أجلها وهى الوفاة الكبرى ، ويتوفى الأنفس التى لم تمت فى منامها وهى الوفاة الصغرى .
    قال السهيلى : هذه الآيى للاعتبار ، ومعناها أن الله يتوفى النفوس على وجهين : أحدهما وفاة كاملة حقيقية وهى الموت ، والآخرة : وفاة النوم لأن النائم كالميت فى كونه لا يسمع ولا يبصر .
    وقال ابن كثير : أخبر الله تعالى بأنه المتصرف فى الوجود كما يشاء ، وأنه يتوفى الأنفس الوفاة الكبرى بما يرسل من الحفظة ( الملائكة ) الذين يقيضونها من الأبدان ، والوفاة الصغرى عند المنام .
    ومن هنا يرى المرء أنه يموت كل يوم ، وأن نفسه التى تلبسه ترد إلى الله عند النوم ، ثم يبعث من جديد فى اليقظة حين تعود إليه نفسه التى فارقت بدنه ، وهكذا تتكرر عملية الموت والبعث كل يوم فى ذات الإنسان ، ومع هذا ينكر الضالون البعث يعد الموت وهم يرون هذه الحقيقة فى أنفسهم .
    ولكن من أين يتفكر ؟ والإنسان إذن نفس وجسد ، وهما طبيعتان مختلفتان .
    فالجسد ليس ثمة خلاف فى أنه هو هذا الكيان من اللحم والعظم والدم ، فهو المظهر المادى للإنسان .
    النفس هى قوة غيبية تسكن هذا الجسد فيكون بها الإنسان الحى السميع البصير العاقل المميز للخير والشر ، والنافع والضار .
    الروح هى ميعث الحساة فى الإنسان ، وهى التى تخرج هذا الجسد الهامد إلى عالم الحياة والحركة .
    القرآن الكريم يحدثنا عن الروح والنفس ، ففى حديث القرآن عن الروح نجد أنها نفخة الحياة فى الإنسان ، وأنها فى روح الله فيقول تبارك وتعالى فى خلق آدم : فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين
    ( سورة الحجر الآية : 29) . وقال تعالى : ثم سواه ونفخ فيه من روحه ( سورة السجدة الآية : 9) .
    وقال تعالى فى خلق عيسى بن مريم : ومريم ابنه عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا ( سورة مريم الآية : 12) . فالروح هى مبعث الحياة فى الإنسان ( قل الروح من أمر ربى ) .
    أما النفس فيتحدث القرآن الكريم عنها على أنها كائن له وجود ذاتى مستقل ، فالقرآن يخاطب الإنسان فى ذات نفسه باعتيار النفس هى القوة العاقلة المدركة فيه ، قال تعالى : يا أيتها النفس المطمئنة ( سورة الفجر الآية 27) . أى النفس الساكنة الموقنة ، أيقنت أن الله ربها فأخبتت لذلك .
    قيل المطمئنة بالإيمان المصدقة بالبعث والثواب والعقاب .
    قال تعالى : النفس أمارة بالسوء ( سورة يوسف الآية : 53) أى مشتهية له .
    وقال تعالى : ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ( سورة الشمس الآية : 7-8) .أى عرفها طريق الخير والشر .
    قال ابن عباس : ألهم المؤمن المتقى تقواه ، وألهم الفاجر فجوره .
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم آت نفسى تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها .
    لذا وجب على المسلم أن يتحلى بالصبر على هوى النفس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله سبحانه وتعالى على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخبره من الحور العين ما شاء ” وقال أيضاً : ” المصيبة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه ” وقال صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم : ” أعطيت أمتى شيئاً لم يعطه أحد من الأمم أن يقولوا عند المصيبة ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ولا نذكر الصبر إلا ونذكر صبر سيدنا أيوب عليه السلام ودعائه الذى ذكره القرآن الكريم : رب إنى مسنى الضر وأنت خير الراحمين فكانت إجابة السميع البصير أسرع من البرق ( فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وأتيناه وأهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ) سورة الأنبياء الآية : 84 .
    وأعلم أخى فى الله أن كل نفس عايها من الله حافظ يحرسها من الآفات ( إن كل نفس لما عليها حافظ) والنفس إما :أمارة ، لوامة ، مطمئنة ، راضية ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ” رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ وعن المبتلى حتى يبرأ ، وعن الصبلا حتى يكبر .
    لما خلق الله النفس قال لها : أدبرى . فتباطأت ، فقال لها عز وجل : أقبلى : فتباطأت ، فقال لها : من أنا ؟ فقالت : أنت .. أنت ، أنا من أنا ؟ فيدخلها النار ، ثم يخرجها ، ويلهمها التقوى ، ثم يسألها : من أنا ؟ ومن أنت ؟ فتقول : أنت الله الواحد القهار ، وأنا العبد الضعيف .
    ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين . ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته … أخوكم الراجى رحمة ربه …

    #677608
    alshaigy
    مشارك

    الاخ الكريم عادل
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اما بعد : فلك التحية على هذا الموضوع الرائع , ولكن يا عزيزى هنالك بعض الاخطاء الاملائية وخاصة فى الايات الكريمات وهذا ليس بالامر السهل ولذا ارجو منك التدقيق الشديد عند كتابة الايات .
    وشكراً,,,,,

    #677611

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلي على محمد وال محمد

    شكرا اخي الكريم على الموضوع القيم ننتظر جديدك المفيد والقيم دائما

    ولي اضافة على الموضوع صغيرة ارجو ان تقبلها وهو من تفسير الميزان للطبطبائي رحمة الله عليها.

    قوله تعالى: «الله يتوفى الأنفس حين موتها» إلى آخر الآية، قال في المجمع،: التوفي قبض الشيء على الإيفاء و الإتمام يقال: توفيت حقي من فلان و استوفيته بمعنى.

    انتهى.

    تقديم المسند إليه في الآية يفيد الحصر أي هو تعالى المتوفي لها لا غير و إذا انضمت الآية إلى مثل قوله تعالى: «قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم:» السجدة: – 11، و قوله: «حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا:» الأنعام: – 61 أفادت معنى الأصالة و التبعية أي إنه تعالى هو المتوفي بالحقيقة و ملك الموت و الملائكة الذين هم أعوانه أسباب متوسطة يعملون بأمره.

    و قوله: «الله يتوفى الأنفس حين موتها» المراد بالأنفس الأرواح المتعلقة بالأبدان لا مجموع الأرواح و الأبدان لأن المجموع غير مقبوض عند الموت و إنما المقبوض هو الروح يقبض من البدن بمعنى قطع تعلقه بالبدن تعلق التصرف و التدبير و المراد بموتها موت أبدانها إما بتقدير المضاف أو بنحو المجاز العقلي، و كذا المراد بمنامها.

    و قوله: «و التي لم تمت في منامها» معطوف على الأنفس في الجملة السابقة، و الظاهر أن المنام اسم زمان و في منامها متعلق بيتوفى و التقدير و يتوفى الأنفس التي لم تمت في وقت نومها.

    ثم فصل تعالى في القول في الأنفس المتوفاة في وقت النوم فقال: «فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى إلى أجل مسمى» أي فيحفظ النفس التي قضى عليها الموت كما يحفظ النفس التي توفاها حين موتها و لا يردها إلى بدنها، و يرسل النفس الأخرى التي لم يقض عليها الموت إلى بدنها إلى أجل مسمى تنتهي إليه الحياة.

    و جعل الأجل المسمى غاية للإرسال دليل على أن المراد بالإرسال جنسه بمعنى أنه يرسل بعض الأنفس إرسالا واحدا و بعضها إرسالا بعد إرسال حتى ينتهي إلى الأجل المسمى.

    و يستفاد من الآية أولا: أن النفس موجود مغاير للبدن بحيث تفارقه و تستقل عنه و تبقى بحيالها.

    و ثانيا: أن الموت و النوم كلاهما توف و إن افترقا في أن الموت توف لا إرسال بعده و النوم توف ربما كان بعده إرسال.

    تحياتي للجميع………………………………ملاك الرحمة

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد