مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #54604
    نبض قلب
    مشارك

    دموع.. آهاااات.. تنهدات

    قابعة هي هناك، تجردت من الزمان والمكان، غارقة بين دموعها وتنهداتها،شريط عمره عشرة أشهر يمر أمام عينيها بكل وضوح كما هو منحوت في ذاكرتها، فكما تزعم هي أن عمرها هو عمر هذا الشريط، على الرغم من أنها ستكمل عقدها العشرين إلا أنها لازالت مصرة من أن عمرها هو عشرة أشهر، فهي تزعم أيضا أن حياة المرء تقاس باللحظة التي يعيش فيها كإنسان.

    ها هي ككل يوم جلست تستعيد ذكرياتها، لا زالت تذكر قولها له من أنها تكرهه حتى النخاع، بعدها لم تعرف كيف هي أحبته بعنف حتى النخاع وحتى الوجع، حبه عاصفة زلزلت كيانها القوي، ففي كل مساء كان يبعثرها، ليلملمها كل نهار، كان يعاملها كطفلة تارة وكأنثى تارة، كان يعتبرها كل شيء كما كانت هي تماما تعتبره الشيء كله، وكم فرحت حينما تقدم لخطبتها، أحست بأنها أميرة هذا الوجود كله، ولكنها أسيرة حبه للأبد.

    وفي الليالي الطويلة الباردة لا زالت تتذكر كيف كان صوته يأتيها بدفء عجيب ولكن في الوقت ذاته كانت ترتعش كعصفور نُتف ريشه وبلله المطر.

    ما زال يجول بخاطرها، بل هو ساكن في أعماقها، يجري في دمها، تتنفسه، لا زالت تتذكر كل الحروف وكل الهمسات التي دارت بينهما، كان يكتب فيها شعرا وهي تكتب فيه شعرا، ولكنهما كانا متفقين في أن كليهما قصيدة لن تكتب، ها هي اليوم تحاول أن تكتب قصيدة ترثي فيها حبها ولكنها لم تستطع، منحته كل شيء كما منحها هو الحياة، فهي تعتقد إيمانا تاما بأنها عاشت فقط من الحياة التي منحها إياها، كانت تحسب أنها ستعيش في فردوس حبه حتى يفرقهما هادم اللذات، إنها تتذكر ذات يوم عندما قالت أنها تتمنى أن تموت كميتة الراحلة فايزة اليعقوبية، لأنها تشفق عليه من أن يحمل همها بعدها، ولأنها تدرك بأنها لن تتحمل رحيله.

    كانا يحلمان كثيرا، حلما أن يكون لهما أبناءهما (أحمد ورهف) هكذا أسمياهما، كان دائما يقول لها لأجل خاطر أحمد ورهف، حلما أن يعيشا الحياة معا، كانا يحلقان في سماء نرجسية خلقاها بحبهما الطاهر.

    للحظة تذكرت الهدايا التي خبأتها ليوم لقائهما، فهنا هدية لعيد ميلاده معها بطاقة تهنئة كتبت فيها بحبر قلبها كم تحبه، وهنا أيضا الهدية التي طلبها منها عندما اشترى سيارة، وهناك عطر العود الفاخر الذي أهداها إياه وعاهدت نفسها أن لا تتعطر به إلا عندما تلقاه، ملابسها الجديدة التي اشترتها وأخبرته بأنها سترتديها عندما يحضر، ونظرت إلى شعرها الذي خضبته بالحناء لأنه يحب الشعر المخضب بالحناء، أشياء كثيرة مبعثرة هنا وهناك، فكل شيء في حياتها ينتظره.

    فجأة عادت إلى واقعها المرير..

    سألت نفسها من الجاني الذي ذبح حبهما؟؟ آآآآآآآآآآآآآآه، أخرجتها بألم من أعماقها المسكونة بالألم والشقاء، كانوا يقولون بأنه رجل مثالي، وهو كذلك رغم أنوفهم جميعا،،،

    من يا ترى السبب؟؟ لا شك أنه ذلك الرجل الذي سألوه عنه، لقد ران على قلبه الحقد والكذب والخداع، هو الكذب بعينه، لكنهم صدقوه لأنهم لم يروا إلا شكله والذي يوحي بأنه من أولياء الله الصالحين أو كما يحلو للبعض أن يسميهم (مطاوعة)، فهذا الرجل نسي أن ينصب نفسه قاضيا على نفسه في المقام الأول، هل يا ترى هذا السبب الوحيد؟ سؤال جال في ذهنها، آآآآآآآآآآآآه ها هي تخرج آهة أخرى من بركان نفسها المحموم الثائر والذي إذا انفجر فإنه سيشكل كارثة أقوى من كارثة تسونامي، تذكرت أنهم ذكروا لها ابن عمها، ولكن هل هي مجبرة على الزواج من ابن عمها؟؟ كيف تتزوجه وهي تعتبر نفسها زوجة لحبيبها؟؟!! إن حبيبها مسافر ولا شك من أنه سيعود يوما لترتدي فستان زفافها الأبيض، تخيلته قادما من سفره ليمسك بيدها ويحملها معه مرة أخرى إلى عالمه النقي، والذي عاشت فيه عشرة أشهر فقط.

    استفاقت فجأة مصطدمة بصخرة الواقع القاسية التي نسفت قصور أحلامها وسعادتها لتصبح أثرا بعد عين، وهكذا ظلت كل يوم تصطدم بصخرة الألم، كانت تتحطم كل يوم ولكن بقي في نفسها قوة خارقة، إنها طاقة الانتقام، ولكن قواها الأخرى تنهار شيئا فشيئا، كانت تنتظر شيئين إما الحياة معه أو الموت، فهو أمل حياتها كما هي تسجل اسمه في هاتفها، وكل رسائله ورسائلها تشهد بذلك.

    سمعت بزواجه بعد أشهر من فراقهما، تمنت له الحياة السعيدة دعت له في صلاتها في ليلة زفافه، كانت سعيدة لسعادته، ونامت نومتها الأبدية في تلك الليلة وهي تبعث تمنياتها، ولتحلم بأنها مرتدية فستانها الأبيض وأنه أتى ليأخذ بيدها ليذهبا هناك إلى عالمه النقي والذي عاشت فيه عشرة أشهر، وليبقى السؤال يتردد من هو السبب؟؟

    تأليف أم أحمد الجامعية

    #672698

    آآآه آآآه قلتها مرارا و رددتها تكرار ولكن هل تجدي الآهات مع وقع المعاناه ؟؟؟

    الله يكون في العون اختي أم احمد وشكرا على هذا الموضوع الاكثر من رائع أختي العزيزة نبض قلب

    تحياتي / فتى

    #672833
    نبض قلب
    مشارك

    أشكرك أخي فتى العرين

    والله يعين ويصبر صاحبتها

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد