قصيدة المؤنسة .. الشاعر مجنون ليلى : قيس بن الملوح

استهلال و تذكر :

وأيام لا تخشى على اللهو ناهيــــــــــا
تذكرت ليلى والسنين الخواليـــــــــــا

بليلى فلهاني وما كنت ناسـيــــــــــــــا
كظل الرمــــــح قصرت ظلـــــــــــــه

(بذات الغضى) نزجي المطي النواجيا
(بتمدين) لاحت نار ليلى وصحبتـــي

بدا في سواد الليل فرد يمانيــــــــــــــا
فقال بصير القوم ألمحت كوكبـــــــــا

(بعليا) تسامى ضوؤها فبدا ليــــــــــــا
فقلت له : بل نار ليلى توقـــــــــــدت

اذا جئتكم بالليل لم أدر ما هيـــــــــــــا
فيا ليل كم حاجة لــــــــي مهمـــــــــة

خليلا اذا أذرفت دمعي بكى ليـــــــــــا
خليلي ان لا تبكياني ألتمـــــــــــــــس

يظنان كل الظن أن لا تلاقيـــــــــــــــا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدمـــــــــــــا

سر المـأساة :

قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليــــا
خليلي لا والله لا أمـــلك الـــــــــــذي

فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيــــــــــــــا
قضاها لغيري وابتلاني بحبهــــــــــا

يكون كفافا لا علي ولا ليــــــــــــــــــا
فيا رب سو الحب بيني وبينهـــــــــا

ولا الصبح الا هيجا ذكرها ليــــــــــــا
فما طلع النجم الذي يهتـــــدى بــــــه

من الناس الا بل دمعي ردائيـــــــــــــا
ولا سميت عندي لها من سميـــــــــة

من الليل الا بت للريح حانيـــــــــــــــا
ولا هبت الريح الجنوب لأرضهـــــا

علي فلن تحموا علي القوافيـــــــــــــــا
فان تمنعوا ليلى وتحموا بلادهــــــــا

شهادة عند الله :

فهذا لها عندي فمــــا عندهـــــــــــــــا
فأشهد عند الله أنــــــي أحبهـــــــــــا

أشاب فويدي واستهام فؤاديـــــــــــــــا
وأن الذي أملت يا أم مــــــــــــــالك

وقد عشت دهرا لا اعد اللياليـــــــــــا
أعد الليالي ليلة بعــــد ليلـــــــــــــــة

أحدث عنك النفس بالليل خاليــــــــــــا
وأخرج من بين البيوت لعلنـــــــــي

بوجهي وان كان المصلى ورائيــــــا
أراني اذا صليت يممت نحوهــــــــا

وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويــــا
وما بي اشراك ولكن حبهــــــــــــــا

أعلى درجات الحب :

أو اشبهه أو كان منـــه مدانيـــــــــــــا
أحب من الأسماء ما وافق اسمهـــــا

العقيق وأبكيت العيون البواكيــــــــــــا
لقد أبكيتــــــني يــــا حمامـــــــــــة

بخير وجلت غمرة عن فؤاديــــــــــــا
اذا أكتحلت عيني بعينك لم تـــــزل

يرى نضو ما أبقيت الا رثى ليـــــــــا
التي مـــــا من صديق ولا عــــــــدا

واني لا ألفي لها الدهر راقيــــــــــــــا
هي السحرالا أن للسحر رقيـــــــــة

كفا لمطايانا بذكراك هاديــــــــــــــــــا
اذا نحن أولجنا وأنت أمامنــــــــــــا

علينا فقد أمسى هوانا يمانيــــــــــــــــا
الا ايها الركب اليمانيون عرجـــــوا

علي الهوى لمـــــــا تغنيتمــــا ليــــــــا
الا يا حمامي بطن نعمان هجتمـــــا

أبالي دموع العين لو كنت خاليــــــــــا
وأبكيتماني وسط صحبي ولم أكـــن

وما للصبا بعد شيب علانيــــــــــــــــا
الا ليت شعري ما لليلى وما ليـــــــا

الي من تشيها أو بمن جئت واشيـــــــا
ألا أيها الواشي بليلى ألا تـــــــــرى

فما ظعن الحب الذي في فؤاديــــــــــا
لئن ظعن الأحباب يا أم مــــــــــالك

دعاء أخير :

المنى فزني بعينيها كما زنتها ليــــــــا
فيا رب اذ صيرت ليلـــــى هـــــي

فاني بليلى قد لقيت الدواهيــــــــــــــــا
والا فبغضهـــا الـــي وأهلهــــــــــا

وان كنت من ليلى على اليأس طاويـا
على مثل ليلى يقتل المرء نفســـــه

لي النعش والأكفان وأستغفرا ليــــــــا
خليلي ان ضنوا بليلى فقربــــــــــا

قلبي على بلدي انفطر … وقلب بلدي علي حجر