الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان رجلان يختليان بامراة !!!! قصه وعظيه ” بديع الزمان ”

مشاهدة 13 مشاركة - 1 إلى 13 (من مجموع 13)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #54260

    رجلان يختليان بامراة

    فقط لاصحاب القلوب القوية

    شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها … وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج .. في ارتفاعه وحركته

    سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم … ماله لا يمنعهم من أخذها … ؟؟؟؟

    صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن … ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء .. ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا … وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة

    أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت الى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع .. ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها … وأحست بالظلام ينخر عظامها

    ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج … انه ابنها .. نعم هو … لعله آت لانقاذها ؟؟

    لكن … ماذا تسمع ؟؟ انه يناديها بصوت خفيض : أمي

    ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا

    تماسك … انما الصبر عند الصدمة الأولى … ادع لها يا بني … هيا بنا

    غلبته غصة … وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى … فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا اله الا الله … لا اله الا لله … انا لله وانا اليه راجعون

    كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ……. والحياة صوت الخطوات تبتعد … الى أين ؟؟؟ أين تتركوني ؟؟ كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة ؟؟

    نظرت حولها فاذا هي ترى ……. ترى ؟؟؟

    أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود ؟؟

    ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته … فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم

    فينعكس على الأشياء والأشخاص

    أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها … بل انها تشعر بأنها مغمضة العينين تماما

    تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم … كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة ؟؟

    لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف

    حدقت فيما خلفها برعب هائل … فرأت ما لم تره من قبل … رأت الهول قد تجسد في صورة كائن … لكن كيف تراه رغم الحلكة ؟؟

    قالت بصوت مرتعش : من أنت ؟؟

    فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك

    التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول صمتت في عجز … تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم … لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا

    تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه … فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة … فهي ميتة أصلا

    – من ربك ؟؟

    – هاه

    – من ربك ؟؟

    – ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي

    – ما دينك ؟؟

    – ديني الاسلام

    – من نبيك ؟؟

    – نبيي

    اعتصرت ذاكرتها … ما بالها نسيت اسمه ؟؟ ألم تكن تردده على لسانها دائما ؟؟ ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا ؟؟

    بصوت غاضب عاد الصوت يسأل

    – من نبيك ؟؟

    – لحظة أرجوك … لا أستطيع التذكر ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن … وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت … وتشنجت أعضاؤها … وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها

    – نبيي محمد … محمد

    ثم أغمضت عينيها بقوة … لكن

    لم يحدث شيء .. سكون قاتل

    فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )

    سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة … لكنها لم تستطع … ليس هذا موضع ابتسام …. ياربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية

    بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر

    اتسعت عيناها … عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة … لأنه لم يجانب الصواب … دفعها أمامه … أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا … سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه بالمعتقلات شعرت بغثيان … وتمنت لو يغشى عليها … لكن لم يحدث

    فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب

    في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور … وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق … ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء

    دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها … واذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا … وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل … فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا … صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها

    وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة عليه

    هنا .. قيل لها

    – هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل

    – ماذا ؟؟

    – هيا

    دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. ان مصيرها لمظلم .. مظلم حقا

    استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة … ألا ياليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها

    نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها

    – هذا عذابك الى يوم القيامة … لأنك كنت تنامين عن فرضك

    ولما استبد اليأس بها … رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعها .. ساورها شعور بالأمل … فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله

    وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك فقال له

    – ما جاء بك ؟؟

    – أرسلت لها … لأحميها وأمنعك ؟؟

    – أهذا أمر من الله عز وجل ؟؟

    – نعم

    لم تصدق عيناها … لقد ولى الملك … اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي في حلم ؟؟

    مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان

    – من أنت ؟؟

    – أنا دعاء ابنك الصالح لك … وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا

    أحست بمنكر ونكير ثانية … فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان

    انظري .. هذا مقعدك من النار … قد أبدله الله بمقعدك من الجنة

    اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث ” صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له “

    ارجو ان تكون القصة اعجبتكم وكانت موعظة لمن هو فى غفله

    ::::::::::: منقول مع مرتبة الشرف ::::::::

    تحياتي
    بديع الزمان

    #669795
    تغريد21
    مشارك

    مشكور اخوي بديع على هذا القصة .
    وصدق كانت موعظة مشكور
    بارك الله فيك
    انشاء الله تكون من ميزان حسناتك.

    #669796

    جميله جدا القصه يا اخى
    ارجو ان يتنفعنا الله وايكم بنا فيها من معناى جميله
    وشكرا جزيلا

    #669815

    جزاك الله الف خير اخي ” بديع “
    شكرا جزيلا لك على هذه القصه

    #669829
    المستشار
    مشارك

    مشكور اخي بديع الزمان على الابداع في نقل المواضيع الجيده

    #669837
    net gurl
    مشارك

    اهلا أخي العزيز (بديع الزمان)

    مشكووووور جدا على قصتك الجميلة
    والمؤثرة جدا واتمنى لاصحاب القلوب
    المريضة ان تتعض منها ان شاء الله تعالى

    اختك
    (نت جيرل)

    #669851
    the lion
    مشارك

    شكراً

    انها موعظة قيمة

    #669877

    لاإله إلا الله سيدنا محمد رسول الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    إنا لله وإنا إليه راجعون.
    والله أخى لقد أزحت الستار عن الحقيقة الوحيدة الصادقة فى حياتنا ألا وهى الموت والحساب.
    اللهم أحسن خاتمتنا.
    واجعله فى ميزان حسناتك.
    آمين.
    مع تحياتى

    #669961

    أشكركم على المرور
    تغريد21
    محمد الفاتح24
    المستشار
    نت جيـــرل
    نجمة الاكوان
    مهرة الشرق
    the lion

    والله لا يحرمني من هالطله

    تحياتي
    بديع الزمان

    #670332

    مشكور بديع وما قصرت …….

    بجد بجد عاجزه اقول اي شي……

    القصه اثرت فيني جدا ……. اقشعر لها جسدي وخفق الها قلبي ودمعت لها عيناي…….

    جزاك الله الف خير ……… اسال الله الهدايه لي ولك ولامه محمد اجمعين …….. وان يجعل الله الجنه مثوانا يا رب العالمين

    #670603

    اشكركم جميعا على المروور

    بس اهم شي اخذ العظه والعبره

    تحياتي

    #670658

    بارك الله فيك اخوي بديع وجعلها في موازين حسناتك على هذه القصه لعل وعسى تصحى قلوبنا من الغفله التي نعيش فيها ونتعظ من هذه القصه بس صراحه وفقت في اختيار عنوان هذالقصه لجذب الشباب والبنات لها وفقك الله والى المزيد مت المشاركات المفيده اخوك عدو البنات

    #671226
    نور الأمل
    مشارك

    سلمت يمناك أخي بديع الزمان على هذا النقل الرائع

    وبارك الله فيك وجزاك عنا كل خير

    اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

    اللهم أهدى شباب وبنات المسلمين لما تحب وترضى

    :

مشاهدة 13 مشاركة - 1 إلى 13 (من مجموع 13)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد