الرئيسية منتديات مجلس التعليم العصري الرسائل التي تتبادلها العيون

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #54043
    أميرالجن
    مشارك

    الرسائل التي تتبادلها العيون

    العين جهاز استقبال وإرسال

    من الأخطاء الشائعة في الأذهان ، الذهاب إلى أن العين ليست سوى جهاز إستقبال للمرئيات الموجودة أمام المرء بالواقع الخارجي . فلا تعدو مهمتها حسب هذا الاتجاه عن التقاط صور بصرية لم يتم لها الترجمة البصرية بعدُ ، وتقوم بنقلها إلى مركز الترجمة البصري بالمخ ، لكي تستحيل من المستوى البيولوجي إلى المستوى المعرفي الإدراكي .

    والواقع أن الإدراك البصري ، والتقاط صور مرئية للواقع الخارجي ، ليس سوى نصف الوظيفة التي تضطلع بها العينان . أما النصف الآخر لهذه الوظيفة ، فهو قيام العينين بالوظيفة الإرسالية . فالجهاز العصبي الذي يقوم بتوجيه رسائل انفعالية إلى الآخرين ، يقوم بتوظيف العينين ، بما ترسلانه من نظرات للتعبير عن المشاعر الوجدانية والانفعالات التي تعتمل بدخيلة المرء .

    والمثل الذي يحكي قصة الشاب الذي قابل إحدى الشابات لأول مرة ، فرآها والتقط لها بعينيه صورا بصرية ، لا يتوقف عند حدود العمليات الإدراكية ، بل إن جهازه العصبي يقوم من جهته بتوجيه رسائل عن طريق عينيه إلى عيني تلك الشابة . وتلك الرسائل لا تَصْدر من عينَي ذلك الشاب إلى عينَي تلك الشابة فحسب ، بل إن الرسائل البصرية تكون متبادلة بينهما . فكل منهما يستقبل رسائل من عينَي الطرف الآخر ، كما أنه يقوم بإرسال رسائل من جانبه إليه ، أو يرد على الرسائل التي وصلته واحس بها أو فهم المقاصد منها .

    وقد نزعم أن الرسائل التي تتبادلها الأعين يمكن أن تفسر بأنه في حالة إرسال الرسائل من العينين إلى الأعين الأخرى ، فإن تلك الرسائل تتخذ لنفسها الطريق العكسي أيضا ، أي أنها تبدأ من مركز الترجمة البصرية بالمخ ، متجهة إلى عينَي الشخص نفسه ، وذلك باستحالة تلك الصور البصرية إلى تيار عصبي يسير في الطريق العكسي ، وهو التيار الذي يحمل قوة كهربائية ، تأخذ طريقها إلى عينَيْ الشخص الآخر المستقبِل لتلك القوة الكهربائية التي تتجه إلى مخه ، حيث تترجم تلك الرسائل الوجدانية على النحو الذي اعتملت به في مخ الشخص الذي يرسل رسالته بعينيه حيث تترجم هناك .

    وبتعبير آخر نقول إن المخ بمراكزه الإدراكية ، يشكل جهاز استقبال من جهة ، وجهاز إرسال من جهة أخرى . وبذا نستطيع أن نفسِّر ما تبادله الناس من رسائل تحمل مشاعرهم ، وتستقبل مشاعر الآخرين تجاههم .

    العينان كتاب مفتوح :

    قلنا إن العينين تستقبلان وترسلان الرسائل بين المرء وغيره . ومعنى هذا أن مجرَّد التقاء عينَي المرء بعينَيْ شخص آخر ، فإن كل واحد منهما ، يأخذ في استقبال الرسائل التي توجهها إليه عينا الشخص الآخر . وليس بالضرورة أن تكون الرسائل المتبادلة بين الشخصين هي رسائل حب ووداد ، بل إنها قد تكون رسائل كراهية ونفور ، كما قد تكون رسائل احترام وتقدير ، أو رسائل احتقار وازدراء .

    ولا نبالغ إذا ما قلنا إننا بمجرد مقابلة شخص ما ، لم يسبق لنا معرفته ، ولا تربطنا به أية صلة ، فإننا نقرأ في عينيه ما يحمله تجاهنا من مواقف ومشاعر . وأكثر من هذا فإننا نُصْدر أحكاما أخلاقية على شخصيته . فقد نقرأ في عينيه ما يحمله لنا من ضغينة ، أو رغبة في الانتقام لسبب قد لا نعرفه .

    والواقع أن الناس يتباينون بعضهم عن بعض فيما يتعلق باستقراء نظرات الآخرين إليهم . فمن الناس من يكونون أصحاب موهبة خارقة في قراءة أغوار شخصيات الناس ، بمجرد التحديق في أعينهم . ولكن من جهة أخرى فإن بعض الناس يُعتبرون أميين فيما يتعلق بقراءة أغوارالشخصيات التي يقابلونها .

    وقد نزعم أيضا أن الشخص الذي يعتاد على توجيه نوعية معينة من النظرات كنظرات الاشتهاء الجنسي ، أو نظرات الغيرة والحقد ، أو نظرات الانتقام ، أو غير ذلك من نظرات ، فإن عينيه تتلبَّسان بتلك النوعية من النظرات بصفة دائمة حتى مع غياب من دأب على توجيه تلك النوعية من النظرات إليهم ، بحيث يتسنى للشخص المتمكن من قراءة ما تتلبس به الشخصية من اتجاهات وميول ، أن يعرف حقيقته وما يعتمل في قوامه النفسي من اتجاهات ، وما يتصف به من خصائص أو سمات . وهذه القدرة تعرف بالفراسة Craniology . فصاحب موهبة الفراسة يستطيع أن يحكم على من يقابلهم ، أو من يتعامل معهم ، بمجرد التحديق في أعينهم .

    ولعلك تكون قد قابلت أشخاصا يبعدون بأعينهم عنك إذا ما تحدثت إليهم ، حتى لا تتقابل عيناك مع أعينهم . فأنت تحس عندئذ بأن الواحد من هذه الفئة غير واثق في نفسه ، وكأنه يريد أن يخبىء ما تحمله عيناه من أسرار يخشى من أن يكشف الستار عنها , فيفضح أمره أمام الناس . ولذا فإنه يتحاشى النظر في عيون الآخرين ، حتى يضمن تخبئة أسراره الدفينة ، التي قد تكشف عيناه النقاب عنها ، إذا ما التقت نظراته بنظرات الآخرين .

    رسائل الحب بالنظرات :

    هل تعلم أن الكائنات الحية ذات العينين ، تستقبل وتُرسل بعينيها الرسائل الغرامية إلى أترابها من فصيلتها ، فتعبِّر من خلالها عن العشق والهيام ، وأنها راغبة في اللقاء وممارسة الجنس ؟ وهل تعلم أن رسائل التربية والقِيَم والأعراف الاجتماعية ، تضع قيودا على السلوك الجنسي لدى الآدميين ، فتعمل بذلك على الاستخفاء وعدم الإفصاح ، وتقييد التعبير عما يعتمل في القلب من رغبة في الالتقاء الجنسي إلا في الحدود المشروعة ؟

    ولكن برغم تلك القيود الصريحة والمعلنة التي لا يمكن إخفاؤها ، لا يتسنى للمرء في الغالب أن يُلجِم عينيه وكبح جماحها ومنعهما من التعبير عما يخالج القلب من مشاعر . فمن الممكن ان يتحاشى المرء مصارحة من يتعشقها قلبه بمشاعره الوجدانية ، ومن الممكن ألا يتصافحا بالأيدي ، أو أن يأتي أي منهما بالحركات الدالة على الإعجاب ، ولكن من غير الممكن تقريبا أن تلتقي الأعين دون أن تتبادل الرسائل التي تتضمن الحب والهيام . ونكاد نقول إن رقابة المجتمع يمكن أن تطول كل سلوك يصدر عن المرء ، ولكنها تعجز عن مراقبة سلوك العينين ، وما ترسلانه أو تستقبلانه من رسائل الحب والهيام .

    بيد أن السلوك الذي تسلكه العينان ، قد لا يتطابق مع السلوك الذي يتخذه المرء بلسانه أو بملامح الوجه ، أو بغير ذلك من سلوك بادٍ للعيان . فليس مجرد أن تتقابل العينان مع عينيْ شخص من الجنس المقابل ، وتتراسل معلنة بأن الإعجاب متبادل بين أصحاب تلك الأعين ، أن مشوار الغرام سوف يستمر حتى نهاية المطاف ، بل إن ما تشرَّبه المرء من قيم دينية واجتماعية ، يقف في الغالب لسد الطريق أمام الاستمرار في طريق الحب .

    * * * * *
    التنويم بالنظرات:

    إن التحدبق بالعينين في عىنَيْ شخص آخر ، يتخذ موقفا من موقفين ، إما الخضوع لذلك الشخص الآخر ، وإما السيطرة عليه . والواقع أن المدرسين من أصحاب الشخصية القوية ، يسيطرون على التلاميذ أو الطلاب بالفصول أو القاعات التي يقومون بالتدريس فيها بنظراتهم التي يحدِّقون بها فيهم . وكذا الحال بالنسبة لأصحاب الشخصيات المسيطرة من رجال السياسة ورجال الدين . فهم بنظراتهم التي تحمل معها الرسائل إلى المتلقين عنهم ، يهيمنون على عقولهم ، ويأسرونهم بما يفوهون به في أثناء تحديقهم فيهم , فيستسلمون لهم ، ويخضعون خضوعا تاما لمشيئتهم . ويقال إن الزعيم جمال عبد الناصر ، كان صاحب نظرات قوية نافذة ، بحيث لم يكن يجرؤ من يتحدث إليه أن يحدِّق بعينيه في عينيه .

    والمنوِّمون المغناطيسيون ، يتمتعون بتلك النظرة الآسرة ، فيمن يقومون بتنويمهم ، فهم يطلبون من زبائنهم أن يحدِّقوا في أعينهم ، بينما ينخرطون في الحديث ، ويقدمون إليهم الإيحاءات المختلفة . ولكن ما أن يستمر الشخص الذي يراد تنويمه في تحديقه في عينيْ المنوِّم المغناطيسي لبضع دقائق قليلة ، حتى يجد نفسه ميالا للنعاس ، فيُغْمض عينيه . ولكن المنوِّم لا يسمح له بالانخراط في عالمه الداخلي ، وفي الوقت نفسه يقطع صلته به ، بل يستمر في إلقاء الإيحاءات والأوامر إليه فيرد عليه ، ويظل مستمرا في الإنصات إليه ويستسلم له تماما . ذلك أنه يخضع خضوعا إراديا تاما له ، بحيث إن كل ما يأمره به يفعله بدقة تامة .

    بيد ان التنويم المغناطيسي يشتمل على تدريبات معينة ، فتجد المنوِّم المغناطيسي قد قام بتدريب شخص ما على أن يطيعه ، وأن يستغرق في النوم مغناطيسيا بعد بضع دقائق ، ولكنه يظل منتبها وفي اتصال مستمر مع النوم المغناطيسي . وقد يقوم الاثنان بتقديم بعض العروض الشائقة التي تثير دهشة الحاضرين بأحد المسارح

    وخلاصة القول إن النظرات التي يوجهها المنوِّم المغناطيسي إلى الشخص الذي يراد تنويمه ، تحمل رسائل معينة إليه ، بحيث لا يتسنى له المخالفة عنها ، أو عدم الانصياع لها .

    إصدار الأوامر بالنظرات :

    كثيرا ما نجد أن بعض الآباء والأمهات قد درَّبوا أولادهم على قراءة نظراتهم ، وأن ينفِّذوا ما يريدونه منهم دون أن يُلقوا عليهم أوامر صريحة مسموعة . فثمة صلة روحية تنشأ فيما بين أولئك الآباء والأمهات ، وبين أولادهم من الجنسين . وقل الشيء نفسه بإزاء الرسائل التي يتبادلها الزوجان الحبيبان ، فلا يقتصر الأمر بينهما على التحادث بالنظرات ، بل يكون هناك تطابق بينهما في الفكر ، وبإزاء ما يرغبان في القيام به من أعمال . فالنظرات التي يتبادلانها ، تكون مصحوبة في الوقت نفسه بفكر متطابق بينهما غير منطوق به . وحتى إذا هما عبَّرا عما يدور بخلدهما ، فإنه يكون متطابقا فيما بينهما .

    #668161

    موضوع مفيد وفكرته جميلة
    مشكـــــــــــــــــــــــــــــــور وجزاك الله كل خيـــــــــــــــــــــــــر
    مع تحياتى

    #668193
    أميرالجن
    مشارك

    اختي مهرة الشرق
    أشكرك على المرور
    وأتمنى الأستفادة من الجميع .

    #669060
    (( تيتو ))
    مشارك

    شكرا امير على المعلومه

    تيتو

    #669315
    أميرالجن
    مشارك

    العفو أخي teto_1984 .

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد