رحلت وأنا سعيدة بالرحيل
أعتقدت بأن رحيلي سيبني لي موطن جديد
سيبني لي أحلام جديدة
سيبني مستقبل باهر

رحلت وودعت أحبائي وأغلى ناسي
مددت يدي وأنا أرتجف
لم أستطع وداعهم لاني لا أقوى على فراقهم
رغم هذا حاولت أن أتمالك نفسي
حاولت مواساتهم ببعض الكلمات
حاولت أن أهدئهم من تلك الصدمة
حاولت أن أقنعهم بأني راحل بإرادتي
حاولت أن أخبرهم بأن سعادتي سأجدها حين أرحل
حاولت أن أتماسك أكثر
وأخذت أتحدث معهم كي أنسيهم الحزن العميق
شرعت في أخبارهم
بأنني قوية ولا تخافوا علي
لا تخافوا علي
أنا لدي أسلحة كثيرة والحمد لله
لدي أسلحة وسأستخدمها في الوقت المناسب
ولا تخافوا علي
أنا كما أنا وسأبقى كما عهدتموني
ولن أتخلى عنكم أبدا مهما صار ومهما حصل
ولكن أنت تعلمون أن الظروف حكمت علي بالرحيل
بل حكمت علي بالسجن المؤبد مدى الحياة
لا بل حكمت علي بالاعدام شنقا وقهرا
حاولت وحاولت
ولكن مهما حاولت من إخفاء مشاعر وأحاسيس
إلا وأجد من ينتظرني بالمرصاد
دائما يعترض طريقي ولا أجد منه اي مخرج
دائما تفضحني دون سابق إنذار
لماذا يا دموعي
ألم تعرف الصمت يوما
ألم تتعلمي الخداع يوما
ألم تتعودي بعد على الصبر
طالما فطحتيني ونزلت دون وعي وإنذر
في تلك اللحظة لم أعد أقوى على الصمود
لم أتحمل أكثر
أقترب موعد الرحيل
دقت الساعة معلنتا موعد الرحيل
في تلك اللحظه نسيت وتناسيت أشياء كثيرة
نسيت الأسلحة العظيمة التي وهبني إياه ربي
نسيت سلاح الصبر والأيمان
نسيت سلاح القوة والصمود
نسيت سلاح العطاء والوفاء
نسيت حلاوة اللسان الجميل
نسيت سلاح رهيب
سلاح لطالما أهملناه وهو سلاح حمل الأقلام
ذلك السلاح المهمل
الذي كان بإمكانة أن يحدث الدمار
الذي كان بإمكانة أن يحارب أعدادا وأعداء
كان بإمكاننا إستخدامه حين لا نجد السلاح
كان بمقدورة أن يكون سلاح مدمر
لكن سرعان ما أهملناة وألقينا به نحو الحضيض
لم نعرف قيمته يوما إلا بعد فوات الاوان

نسيت أن أتسلح بسلاح تعدد اللغات
الذي من المفروض أن نتعلمة وندرسه كي نستطيع أن نفهم تخطيطات ومأرب العدو
بتلك السلاح سنحارب العدو
ولكن سرعان ما أهمل كباقي الاسلحة
نسيت ونسيت
وتناسيت
نسيت كل شئ
لان الوداع صعب ومر
ودعتهم والدمع مغرق مقلتي
رحلت ويا ليتني لم أرحل
ياليتني لم أعرف الرحيل يوما
ياليتني لم أصادفة مطلقا
ياليتني بقيت في حقول القمح وأركض وراء الفراشات
ياليتني بقيت حلما
ياليت الزمان يعود يوما
ياليت الامل يعود من جديد
ياليت الماضي يعود
ياليت ساعة فقط منه تعود
بل دقيقه
لالالالا
لاأريد أكثر
الطمع موطبعي
أريد فقط ثانيه ثانيه واحدة تعيدني إلى الماضي الجميل
ثانيه فقط لعلها ستعيد لي كل ما هدمته
ربما ستعيد لي جسر المحبة والأخلاص
الذي بنيناة معا
ولكن سرعان ما حطمتة في ثانيه
أنا فعلا كنت إنسان مغفل….محطم
وهل أبقى هكذا؟
هل سأبقى طائرا يرفرف وينزف وأجنحتة تتطاير في كل الارجاء؟
هل سيبقى جرحة ينزف في الانهار والوديان؟
ألم يجد دواءه بعد؟
أم سيبقى جرحه ينزف بكل تدفق؟
أحترت كثيرا
فماذاأفعل؟
لم يعد بمقدوري التحمل أكثر؟
لم أعد قادرة على الرحيل ….والوداع ….والفراق
ألم ينتهي ذلك الفيروس القاتل
ألم نجد له دواء في يوم
أم سيبقى يرافقنا طول العمر
ويستفحل في كل مكان
سيبقى سائرا إن شأنى أم أبينى
سيبقى الى اخر لحظة من عمرنا
يا إلاهي ماذا افعل؟
أصبحت إنسان يهتف بحماقات
أصبحت حياتي متشابة
حتى خواطري وكتاباتي أصبحت متشابةكلها حزينه
سئمت…سئمت
سئمت الرحيل والترحال
سئمت الغوص في الاوحال
تعبت ومنك يادنيا يكفيني بلاويها

سأرحل…. ولن…. أرحل