واعتمد الباحثون على الدراسة الاستطرادية لممارسي المهن الصحية لتتبع الحالة الصحية ومدة التفرج على التلفزيون عند حوالي 38000رجل تتراوح أعمارهم بين 40و 57سنة، وللفترة الممتدة من العام 1986م حتى نهاية العام 1996م مع توزيع استمارة استبيان عليهم مرة كل سنتين.

وحرص الباحثون على ان يكون الرجال الخاضعون للدراسة لا يعانون من السكري والسرطان ومرض شرايين القلب. وتم تشخيص 1058اصابة جديدة بالسكري نوع 2خلال السنوات العشر.

ومعروف ان السكري نوع 2، أو سكري البالغين يظهر عادة بعد سن الأربعين، ولا تنتج اجسام المصابين به الكمية الكافية من الأنسولين الذي يحتاج اليه الجسم، أو ان أجسامهم لا تستعمل الأنسولين المنتج بكفاءة.

وبالمقارنة مع الأشخاص الذين يمضون ساعة واحدة أو اقل أسبوعياً في التفرج على التلفزيون، اكتشفت الدراسة ان الرجال الذين يمضون وقتاً أطول امام الشاشة هم أكثر عرضة للاصابة بالسكري نوع 2.والرجال الذين يقضون 3 5ساعات يومياً امام الشاشة احتمالهم مضاعف للاصابة بالسكري واولئك الذين يقضون ست ساعات أو أكثر احتمال اصابتهم هو ثلاثة أضعاف.

والرجال الذين يقضون وقتاً أطول من غيرهم بالتفرج على التلفزيون هم عادة أكثر وزناً بكثير ويرجح انهم يدخنون ويحستون الكحول وغالباً لا يمارسون نشاطاً بدنياً، كما انهم يتناولون مقادير أكبر من الدهون المشبعة ومنتوجات الحبوب المكررة والسناك والحلويات، ويقللون من تناول الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة. وحتى بعد احتساب كل هذه الفوارق تبين ان الجلوس مدة طويلة امام التلفزيون لا يزال مسؤولا عن ازدياد احتمال الاصابة بالسكري.

واكتشف الباحثون ان زيادة التمارين والنشاط البدني تخفض احتمال الاصابة بالسكري كثيراً. فالرجال الذين يمارسون المشي 40دقيقة في اليوم يخفضون احتمال اصابتهم بالسكري بنسبة 20في المائة. وعند مقارنة وتيرة المشي تبين ان الرجال الذين يمشون بوتيرة سريعة أو سريعة جداً هم أقل عرضة عن اولئك الذين يمشون بسرعة عادية، والرجال الذين يمارسون التمارين القاسية هم أكثر نحافة عادة ونسبة احتمال اصابتهم بالسكري أدنى.

وقال الدكتور فرانك هيو، المشرف على الدراسة والاستاذ المساعد في قسم التغذية في معهد هارفرد للصحة العامة. ان السلوك الخامل طويل الأمد هو عنصر مساهم مؤكد في السمنة. وإذا ما قارنا ذلك بعادات أكل غير صحية فإن التركيبة يمكنها ان تؤدي إلى مقارنة الأنسولين وبالتالي الاصابة بالسكري نوع 2، مضيفاً ان الدراسة استنتجت ان زيادة النشاط البدني والحد من السلوك الكسول الخامل هما مفتاحا الوقاية من السكري