تحياتي لكم جميعآ

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا أخوتي ويا أصدقائي الأعزاء

تحيه طيبه وبعد…..

لقدإحترت فيما سأكتب لكم

وإن قلمي ليعجز عن الكلام والوصف

ولساني يتلعثم

وقلبي يخفق بقوة ويهتز

وكلماتي تبعثرت….

إحترت فيما سأكتب لكم

وهل ستفهمون كلامي?

وهل ستفهمون كلماتي وكتاباتي كالعاده؟

أم سترفضون السماع؟

أرجوكم أخبروني إذا كانت كلماتي وخواطري تزعجكم

وأنا لا أريد أن ألوث منتداي الجميل بخواطري الحزينه

ولكن أخبروني ما ذا أفعل؟

ماذاأفعل لقلب تهدم وتحطم منذ الصغر؟

ولكن أعترف لكم جميعآ بأنني أعجبت كثيرآ في هذا المنتدى وأعضاءه وأصدقاءه

وعشقت كل شئ بداخله

وأحسست أيضآ طيبتكم وعطفكم وحنانكم وعطائكم الذي لا يوصف

أشكركم أعزائي على كل ما منحتوني إياه

في تلك المنتدى بدأت وكانت سعادتي

لاني في تلك المنتدى إستطعت أن أعوض أشياء كثيرة حرمت منها

وليس هذا فحسب

بل في هذا المنتدى بدأت أول كتباتي

وأول تعبير عن أحاسيس ومشاعر مكبوته منذ سنين

والتي لم أستطع أن أعبر عنها لأحد إلا في كتاباتي….

سامحوني إذا لم أعرف أسلوب الكتابه والتعبير أكثر عن تلك المشاعر والاحاسيس الدفينه

ولكن هذا ليس ذنبي أنا

ذنب تلك الظروف التي جعلت الحجر ينطق ويتكلم

وجعلت القلب الحزين يشكي ويتألم

هل ذنبي أنا أم ذنب أهلي الذين زرعوني في ارض جميله

لا يزرع فيها إلا كل ما هو جميل

ولا يحصد إلا الأبطال

فما ذنب تلك الأبطال الذين ولدوا أبطال ودمهم ثائر، وجسدهم قوي ويكافح من أجل

دفاعه عن أرضه ووطنه الذي سلب منه غصبآ

هل أصبح دمه رخيص بهذا الشكل؟

ولكن لا لا لا لا

وألف لا

هل أصبحت دموع الأم الفلسطينيه رخيصه؟

لا لا لا

وألف لا

هل سيقى نهرها جاري

ألن يجد مصبه بعد

أو أنها لم تعرف الطمئنينه

أو لم تعرف طعم السعاده أبدآ على مدار حياتها

هل هذا ذنبها أيضآ

لأنها لم تعرف كيف تحافظ على زوجها وأبناءها

لم تعرف كيف تحميهم من غدر الزمان

أو هذا هو حالها منذ ولادتها

حيث كتب على جبينها الشقاء والعناء والحرمان منذ أن فتحت عينها على هذه الأرض

لقد صبرت وتحملت

تحملت حرمانها من أجمل شئ في الحياة

وصمتت ولم تتكلم

حرموها من أجمل إحساس تحسه الأم

خنقوا الضحكه في قلبها

هدموا كل أحلامها الورديه

حرموها من الهمسه واللمسه العذبه ،التي تلفهاإتجاه أبناءها وزوجها وأحبائها

حرمت وما زالت تحرم

حرمت وتشتت وأخذت تجول في البلاد من أجل البحث عن أطفالها وعن أحبائها وعن زوجها الذي لم تسمع أي شئ عنه إلا إسمه الذي ما زال يطن ويطرب أذانها

ما ذنب تلك الفتيات التي حرمت من أول مدرسة تعلمت بها

حيث تعلمت ودرست ونطقت بأ جمل الحروف من اللغه العربيه

اهذا أيضآ ذنبها لانها عذراء فلسطينيه

أخبروني ما ذنب تلك الأطفال الذين تشردوا وتجولوا في كل البلدان

يطوفوا بحثآ عن وطن اخر يحتضنهم من جديد

ولكن الى متى سيبقى باحثآ عن ملجأ يأويه كي يخفي بداخله حزنه

الطفل العادي لديه أحلام كثيرة يتمنى تحقيقها

يحلم بألعاب كثيره

ويحلم بشراء كل ما هو جديد من ملابس تماشيآ مع الموضه

يأكل ويشرب كل ما هو لذيذ من غذاء

ولكنه يشكوا ويقول أنا محروم

الفرق بين تلك الأطفال

أن الطفل الفلسطيني على عكسه تمامآ

الطفل الفلسطيني لا يحلم بتلك الألعاب

ولكن حلمه أن يعرف استعمال تلك الألعاب وإستخدامها في الوقت المناسب

حلمه أن يحمل بندقيه وأن يلعب بها

لكن ليس كباقي الصغار….بل مقلدآ إخوته الكبار

أصبح حلمه متواضع

ولا يطلب ما هو جديد من ثياب

حلمه أن يرى هذه الثياب تبلى وتهتري

من أجل أن يتعرف على تفاهة قيمتها

الطفل الفلسطيني لا يطلب مختلف أنواع الأطباق وتعدد الأصناف

لا يحلم بأكثر من رغيف خبز ساخن

يخرج من تنور أمه

يحلم بإحتساء فنجان قهوة أو رشفه صغيره من يدان أمه

تلك الأم التي عاشت وقضت كل وقتها وكرست حياتها من أجل إسعاد الجميع

هل ذنبه هو أيضآ لأنه ولد في أرض المحبه والأخلاص؟

أم ماذا؟

لا أحد يعرف

كل يلقي ذنبه على الاخر

وما ذنب تلك الأب الذي لا يكفي أنه حرم من وطنه وأهله وأعز أصدقاءه

الزوج الذي حرم من ممارسته الزوجيه

حرم من أعز إنسانة على قلبه

حرم من زوجته

حرم من مواساتها في أصعب المحن

حرم من تقديم المساعده لها

حرم من سماع صوتها الذي يشكوا ويتألم

هل ذنبه هو في ذلك

لأنه لم يستطع مسح دموعها

أو لأنه تركها وحيده تسهرعلى أحزانها لوحدها

تركها تسهر على ذكرى زوجها الضائع القابع في سجون الأحتلال

هل هذا ذنبه هو أيضآ بذلك

أم كما قلت

أن الذنب هو ذنبنا لأن أرضنا جميله ونحسد عليها

الكثير يحسدوننا ولا زالوا يحسدوننا على هذه الأرض

حتى وصل بهم غدرهم الى حرماننا

من هذا الأرض الطيب

من ناسه الطيبين الذين لم يعرفوا الخيانه يوم

حرمونا من النظر الى هذه الأرض ولو كانت نظره من بعيد

حرمونا من هواءها الصافي النقي العذب

حرمونا الصلاة في وسط محرابها الطاهر

حسدونا على أقصاها العظيم

حسدونا على الأسم الجميل

حسدونا على تكرار الكلمات

فلسطين

فلسطين

فلسطين

من غلهم وحقدهم نشروا فيها الفساد

لقد نفثوا سمومهم في كل مكان

وإمتدت

جميع أطراف جسمهم في كل بقعة في الأرض

كي يتركوا البصمات خلفهم

حتى لا ننسى وجودهم ولكي يكون لهم براءه في المحاكم

وأن قلوبهم صافيه ويديهم نقيه صافيه من كل الدماء التي تنزف

ويذهب هدرآ

لقد عشش الظلم والحقد في قلوبهم لأنهم ورثوه من أجدادهم القدماء

تلك هي الفروخ التي ولدت

تلك أبناءهم الصقور الجارحه

الذين لم يعرفوا إلا الحرمان والذل

حلمهم كان رؤيتهم لتلك الشعب يتشرد ويتغرب في جميع البلدان

وها هو حلمكم يتحقق

فهنيئا لكم

تمتعوا وأهنئوا في تلك البلاد

إستمتعوا بتدميرها وخرابها

إلى أن يأتي اليوم المنظور

الذي سيهدم كل القيود وكل الحواجز

وسيهدم سور الصين الذي تعبتم على بناءه

سندمر كل الجسور التي بنيتموها من أجل سعادتكم وحرمان الاخرين من ذلك

ولكن إعلموا وتذكروا تلك الكلمات ضعوها قراط في أذانكم

وإعلموا بأن النصر قريب

ولاحت بشائره في جميع الأرجاء

وسيعود الحق إلى صاحبه

ولن يترك الحق وراءه ألف مطالب

محال أن نبقى هكذا صامتين ننظر إليكم

نتألم ونتحسر على ما مضى

من تلك الأرض من معارك وحروب

يشهدها التاريخ

هذا التاريخ الحاضر والماضي

هذا التاريخ له فوائد

كثيرة وتعلمنا منه أشياء كثيرة كنا نجهلها

هذا التاريخ يزيد من قوتنا وتحملنا

يكسونا بالصبر الجميل

ويرزقنا الأمل من جديد

وكل يوم يزيد يعطينا دفعه كبيرة الى الأمام

رغم كل ما نعانيه ونقاسيه

سنبقى صامدين

الى اخر قطرة دم تجري في عروقنا

مهما تكلمت

ومها كتبت لن يخلص الكلام

وسأكتفي بتلك الكلمات

كي تتعرفوا على معانتي وما أقاسيه من تلك الأحزان التي لاتنتهي

معاناتي الكبيرة والتي تطعنني في الصميم

النظر الى شعبي يذبل وأحلامه تتهدم

وأنا أنظر إليه من بعيد

ولا أستطع أن أقدم له أي شئ سوى الدعاء

لأن كلامي مقيد

ولساني مسجون

أعرفتم الأن لماذا أنا حزينه؟

أفهمتم مأساتي؟

هل ستلومونني بعد؟

امل أن تعذروني على تلك الكلمات

وأخبرونني إذا كلماتي تجرحكم

فأنا لا أريد أن تعيشوا في تلك الكلمات

لأني لا أريد أن أسبب لكم الجروح

لأنكم أعز الأصدقاء والأحباب

هل أرحل عنكم كي أترككم سعداء؟

أم تقبلونني بينكم؟

وستتحملون كلماتي

تحياتي لكم جميعآ

وأنا سأنتظر ردودكم

وسوف أتقبلها على الرحب والسعه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سنبقى الى اخر لحظه من عمرنا