:”:^:”:~ الاستشهاد على دروب العطش ~:”:^:”:

في داخلي طفلة يتيمة ’

تفتَقِدُ الاهتمام والإحساسُ بالأمانْ !!

في داخلي ذكرى أليمة ’

وما زالتْ حتى الآنَ عادةً تعني الوحدَةَ والحرمانْ

وحيدةً رغمَ الكثيرينَ من حولي..

وحيدةً لا يتقربَ لها الناس إلا للمصالحْ !!

وحيدةً يتشعّبُ الهلاكُ في أوردتي

وعظامي المتهالكة كنخلةٍ يابسة ومنحنية لعدم الارتواءْ..

وكيفَ للنباتِ أن يعيشَ من دونِ دفءِ الشمس

ونسائِمُ الهواءْ ولذة الماءْ !

وكيفَ للإنسانِ أن يعيشَ من دونِ حبٍ وحنانْ ؟

يا حسرتي عندما أشاهِدُ منظَرَ العناقْ

ينتابُني الإحساسُ بالضياعْ والانكسار

فلكم تمنيتُ أن أرتمي في حضنٍ دافئ

يُعوضُني ما حرمتني إياهُ السنين..

لتتبخر همومي الملتصقة داخِلَ قلبي الحزين

ولينمو الأملَ والفرحْ لأبدَ مشوارَ الرحيلْ

صوبَ أحلامي الصغيرة !!

فرغمَ المعاناة التي شاهدتها والتي تكبُرُ معي

أرى أنّ حناني يكبُرُ أكثر ويقودُني

لذلِكَ المُستقبلْ المشرق الذي لم أصِلَ إليهِ بَعْدْ !!

ولكنني أقنعُ نفسي بأنني سأنجح يوماً

وبِنفسي سأرسم الحلم الذي لا يأتي

حتى أثبت لنفسي وللمحرومين

لا شيءَ في الدنيا يستحِقُّ البُكاءْ

وأنّ المكوث خلفَ تلكَ البسمةِ الكاذبة

لعدمِ إظهار الحقيقة بالأسى والمواجعْ !!

دليلَ أملٍ ينتظِرُ الإرادة والعزمَ مِنّا ..

نـــعـــم

لا أحَدَ يشعُرُ بي إلا من تألّم وتذوقَ معنى العطش والفراغ

لا أنكُرُ أنني من شهداءِ هذا الزمن الدفين

بالطعنات والصدمات والمفاجآت القاتلة

إلا أنّ الحنينَ للمناضلة ما زالَ في داخلي

لأنني أعلمُ أنني لستُ الوحيدة في مثلِ هذه المعاناة !!

نحنُ المحرومين نُحِسُّ بالضياع الذي يولِّدُ في حياتِنا الانهزام

ويُشعرُنا بأن الحياة ما هي إلا قبرٌ مظلم يسكنهُ الأمواتُ أمثالنا

ولكن تبقى المشاعر ومنابع العطاءْ

والمحبة نابضة رغمَ موت الجسد وتهالك العظامْ..

ويبقى القلب جامحاً رغمَ المصاعب وطول المسافة لتحقيق الأماني

وتبقى العينُ دامعةً تنتظِرُ يداً عطوفْ لتمحوها

وترسم فيها أملا ًواعد وفرحةً مؤبدة !!

ولكن ليسَ أمامي سوا الانتظار..

نعم سأنتظر رغمَ وجودِ طفلةً في داخلي

عمّ حياتها السواد حتى مَعَ إشراقة النهار

إلى أن أصبحت كأغصان الشجر اليابسة

يدَها على قلبها المنهار

تخشى توقُّفَ نبضاته

في داخلي نعم طفلة يثورُ في صدرِها بركانٌ من الأحزان

ورغمَ كُلّ شيءْ تتظاهرُ بالسعادة !!

لعدمِ إقلاقِ راحة الآخرين..

في داخلي جرحٌ يفتِقُ نفسه كُلما شاهدتُ نفسي باكية

أترجى حضناً تمنيتهُ يؤويني!!

وعندما مللتُ الصبرَ وملني قررتُ أن أحِبْ..

فأحببتُ نفسي لأجعَلَ منها غيرَ التي بناها الحزن

بامرأةً قوية وحالمة رغم الفشل

نـعـم ناجحة وسأنجح دوماً

رغم محبتي لليل لأنه يُشبهُني في سكونه وصمتِه

معكِ يا حبيبتي سأحاولُ كما تفعل الأفعى حينَ تنسلخُ من جِلدِها

سأنسلخُ أنا أيضاً من همومي

وأنطلقُ من العزلة للعالم

وأصُبُّ من حناني على مخدتي كي ترويني كُلّ ما ظمئت

ومهما شبِعتْ سأسكبُ وأشربْ حتى الموت!!

فلقد ملكتُ نفسي الآن لأنني تحديتُ الحياة

رغمَ أنها شوهتني بكياتِها

الآنَ ضعفي تصلّبْ حين جئتني وأضئتِ قنديلَ الأماني في مُخيلتي

كي أسعى لتخطيط الأحلام ورسمها وتلوينها

مهما عصاني زماني بصدى الحرمان سأصرخ بأعلى صوت

نحنُ المحرومين أقوياء ولا نقبل الهزيمة

رغم ضما نتلقاه من عناءْ

سأبقى كُلّ ليلة أرسمُ حلماً تلوَ الآخر

وألونُ كما أشاءْ..

لأنامَ بعدَ ذلك علني أراهُ في منامي

أو أصحو لأجدهُ حقيقة

.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,

هذه الخاطرة إهداء لكل المحرومين ولكل من أحب…

“خالص الود”.

منقول

مع تحياتي